الخميس: 29/05/2025 بتوقيت القدس الشريف

تعثر آلية المساعدات الإسرائيلية الأميركية في غزة لليوم الثاني

نشر بتاريخ: 26/05/2025 ( آخر تحديث: 27/05/2025 الساعة: 10:27 )
 تعثر آلية المساعدات الإسرائيلية الأميركية في غزة لليوم الثاني

ارجأ الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، ولليوم الثاني على التوالي، افتتاح مركز توزيع المساعدات في رفح، ضمن الآلية الأميركية الإسرائيلية الجديدة التي تتيح للاحتلال السيطرة الكاملة على العملية الإنسانية في قطاع غزة، وتحويلها إلى أداة ضمن مخططه العسكري. ويأتي ذلك وسط فوضى متصاعدة، واستقالة مفاجئة لمدير مؤسسة "إغاثة غزة" المدعومة أميركيًا، التي تشرف على المشروع.

ووفق ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" عبر موقعها الإلكتروني، فإن "مركز توزيع المساعدات في قطاع غزة لن يُفتح اليوم (الإثنين) أيضًا، بعد أن كان من المفترض أن يُفتتح أمس"، وأضافت الصحيفة أن "السبب، بحسب مصادر إسرائيلية، هو صعوبات لوجستية".

وأضافت أن "المركز في حي تل السلطان في رفح، الذي كان من المقرر أن يكون الأول الذي يُفتح أمام سكان غزة، لن يُفتح بسبب صعوبات تشغيلية لا علاقة لإسرائيل بها"، مشيرة إلى أن "تقييمًا للوضع سيُعقد بشأن إمكانية افتتاحه غدًا، وعلى أساسه سيُتخذ قرار بشأن كيفية وموعد تشغيله".

وفي السياق ذاته، ذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11"): "المجمع المخصص لتوزيع المساعدات، والذي كان من المفترض أن يُفتتح اليوم في حي تل السلطان برفح، لن يُفتتح اليوم (الإثنين)".

ونقلت عن مصادر إسرائيلية أن "الأمر يتعلق بمشكلات تشغيلية تتعلق بالشركة الأميركية المتعاقدة". وأوضحت أن "الموقع من المتوقع أن يُفتتح غدًا، وفقًا لتقييم الوضع". وذكرت نقلاً عن مصادر حكومية: "نحن لم نُعِق افتتاح المجمع، ولسنا العقبة الرئيسية في هذا الحدث".

في المقابل، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن أجهزة أمن الاحتلال عقدت، الإثنين، اجتماعا لبحث الوضع الإنساني في قطاع غزة، زعم خلاله مسؤول رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي أنه "لا توجد مجاعة في غزة ولا نقترب من ذلك، هناك ضائقة لكن لا يوجد مجاعة".

وذكرت الجهات المعنية خلال الاجتماع أن أبرز النواقص في القطاع تشمل خدمات الصحة والغذاء، مشيرة إلى تسجيل 110 حوادث نهب خلال الأسبوع الأخير منذ استئناف إدخال المساعدات، ونُسبت هذه الحوادث إلى "سكان محليين، عصابات مسلحة، وعائلات منظمة"، وليس إلى حركة حماس.

وادعى الجيش خلال الاجتماع أن أول نقطة توزيع للمساعدات فُتحت في رفح، ويُتوقع افتتاح ثلاث نقاط إضافية يوم الأربعاء أو الجمعة المقبلين، بحيث تدخل يوميًا 85 شاحنة مساعدات تُوزع على نحو 1.2 مليون فلسطيني.

وفي ظل أوامر الإخلاء المتكررة وسياسات التهجير القسري المفروضة على سكان غزة، تشير معطيات الاحتلال التي طرحت في الاجتماع إلى وجود نحو 850 ألف فلسطيني في خانيونس ومنطقة المواصي، و350 ألفًا في النصيرات والمنطقة الوسطى، مقابل نحو 900 ألف في مدينة غزة ومحيطها، ونحو 110 آلاف في شمال القطاع.

جاء ذلك في حين قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية، حنان بلخي، إن قطاع غزة يشهد واحدة من أسوأ أزمات الجوع في العالم، بسبب استمرار الحرب الإسرائيلية، وحصارها الخانق للقطاع. وأوضحت بلخي في تصريح صحافي من جنيف، الإثنين، أن الوضع في غزة وصل إلى مستوى كارثي.

وفي تطور لافت، أفادت وكالة "رويترز" بأن مدير مؤسسة "إغاثة غزة"، جاك وود، وهي منظمة إنسانية خاصة مدعومة من الولايات المتحدة ومن المقرر أن تشرف على توزيع المساعدات، قدّم استقالته بشكل مفاجئ، يوم الأحد، أي قبل يوم واحد من بدء عمليات التوزيع المقررة.

على صلة

كيف هندست إسرائيل شبكة خاصة لإدارة المساعدات في غزة؟

وقال وود، وهو جندي سابق في مشاة البحرية الأميركية وشغل منصب المدير التنفيذي للمؤسسة خلال الشهرين الماضيين، في بيان: "استقلت لأن المنظمة لم تستطع الالتزام بالمبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية".

وأضاف التقرير أن استقالة وود تؤكد حالة الفوضى التي تحيط بالمؤسسة، والتي كانت قد قاطعتها الأمم المتحدة وعدد من منظمات الإغاثة التي كانت تزود غزة بالمساعدات قبل أن تفرض إسرائيل حصارًا شاملًا على القطاع في آذار/ مارس الماضي.

وتعارض تلك المنظمات الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات، باعتبارها تقوّض مبدأ إشراف جهة محايدة على العملية الإنسانية، فيما بدأ إدخال بعض المساعدات الإنسانية إلى غزة في الأيام الأخيرة بعد رضوخ إسرائيل للضغوط الدولية.

ورغم ذلك، لم يدخل إلى قطاع غزة خلال الأيام الماضية سوى بضع مئات من الشاحنات لم تحمل سوى "نقطة في بحر" الغذاء والمساعدات التي يحتاجها مليونا فلسطيني يواجهون خطر المجاعة بعد نحو ثلاثة أشهر من التجويع.

وبحسب بيان صادر عن مؤسسة "إغاثة غزة"، فإنها ستستعين بمتعاقدين من القطاع الخاص يعملون ضمن منظومة أمنية إسرائيلية موسعة (إشراف سلطات الاحتلال)، وتهدف إلى إيصال المساعدات إلى مليون فلسطيني بحلول نهاية الأسبوع، مضيفة: "نخطط لتوسيع نطاق العمل بسرعة لخدمة جميع السكان في الأسابيع المقبلة".

لكن الوكالة نقلت عن مسؤولين في الأمم المتحدة أن خطط التوزيع التي وضعتها المؤسسة "غير كافية للوصول إلى أكثر من مليوني شخص في غزة"، وقال مسؤولو الإغاثة إن العملية الجديدة ستعتمد على أربعة مراكز توزيع رئيسية في جنوب قطاع غزة ستفحص العائلات للتأكد من عدم وجود أي صلة لها مع حركة حماس، وربما باستخدام تقنية التعرف على الوجه.

في المقابل، ندّدت حركة حماس بالخطة، معتبرةً أنها تهدف إلى "استبدال النظام بالفوضى، واعتماد سياسة هندسة تجويع المدنيين الفلسطينيين، واستخدام الغذاء كسلاح في وقت الحرب".

من جهتها، تقول إسرائيل إن الهدف من هذه الخطة هو "فصل المساعدات عن حماس"، متهمةً إياها بـ"سرقة الغذاء لاستخدامه في فرض سيطرتها على السكان"، وهي اتهامات تنفيها الحركة، مؤكدةً أن عناصرها يعملون "لحماية قوافل المساعدات من عصابات اللصوص المسلحين".