الخميس: 29/05/2025 بتوقيت القدس الشريف

استطلاع أوراد: محمد دحلان رئيسا وسط تراجع حماس

نشر بتاريخ: 27/05/2025 ( آخر تحديث: 27/05/2025 الساعة: 12:37 )
استطلاع أوراد: محمد دحلان رئيسا وسط تراجع حماس

رام الله- غزة- معا- نشر مركز العالم العربي للبحوث والتنمية (أوراد) نتائج أحدث استطلاعاته للرأي العام، الذي أجري في قطاع غزة في واحدة من أحرج اللحظات التي تمر بها القضية الفلسطينية بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص.

يُسلّط الاستطلاع الضوء على أصوات الفلسطينيين الذين لا يزالون داخل قطاع غزة المحاصر. وتقدّم النتائج صورة واضحة ومجردة لحجم وعمق المأساة الإنسانية وأحوال النزوح، والصدمات النفسية، وآثار العدوان في تكريس المعاناة في كافة مجالات الحياة.

تم إجراء الاستطلاع في الفترة ما بين 12 و14 أيار 2025، حيث جاء في ظل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث لغزة، حيث شهدت هذه الفترة تصعيداً كبيراً في العمليات العسكرية الإسرائيلية، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية الأساسية بشكل كامل إلى القطاع منذ بداية شهر آذار 2025.

كما شهدت هذه الفترة الإفراج من قبل حركة حماس عن سجين أمريكي – إسرائيلي، في ظل زيارة الرئيس الأمريكي لعدد من الأقطار العربية (السعودية، قطر، الإمارات العربية المتحدة) في نفس الفترة.

في سياق ذلك، أجرى فريق أوراد مقابلات مباشرة وجهاً لوجه مع 551 من الفلسطينيين المقيمين داخل قطاع غزة، بمستوى ثقة معنوي بلغ 95% وهامش خطأ تقديري (±4%). ولقد تولى جمع البيانات فريق ميداني متخصص مكوّن من 22 باحثًا وباحثة من غزة، باستخدام أسلوب اختيار منهجي لضمان تمثيل دقيق وموضوعي للعينة. اعتمدت الدراسة على منهجية العينة الاحتمالية المنهجية، بما يضمن العشوائية والتمثيل الشامل، مع الأخذ بعين الاعتبار التغيرات السكانية الكبيرة الناتجة عن النزوح بسبب الحرب الجارية.

وقد شمل التوزيع الميداني جميع محافظات القطاع باستثناء رفح، التي تعذّر الوصول إليها بسبب النزوح الجماعي لسكانها.

وتم استخدام نظام التمثيل النسبي حسب المحافظة الأصلية، والعمر، والجنس، والمستوى التعليمي. ولضمان التمثيل الكامل، تم وزن العينة لتتوافق مع الإحصاءات السكانية الرسمية (يرجى مراجعة الملحق 1 للاطلاع على توزيع العينة).

ولتعزيز دقة العينة في قطاع غزة، تم تحليل عدة مصادر بيانات تتعلق بحركة السكان، من بينها أحدث التقارير الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) وصور الأقمار الصناعية من برنامج الأمم المتحدة للاستشعار عن بُعد (UNOSAT).

وقد تم التحقق من كل منطقة مسح مختارة من خلال مقارنة البيانات مع صور الأقمار الصناعية، وأعدّ فريق أوراد تقديرات مستقلة لأعداد الخيام في المناطق المستهدفة. وشملت عملية جمع البيانات مجموعة متكاملة من إجراءات ضمان الجودة.

تم الإشراف الميداني المباشر على 20% من المقابلات، كما جرى التحقق من بعض الإجابات عبر إعادة الاتصال بـ10% من العينة.

وشملت تدابير الجودة الإضافية مراقبة مدة المقابلات، والتحقق من التزام الباحثين بالبروتوكولات المنهجية، وتحليل الإجابات على الأسئلة الأساسية والمؤشرات الديمغرافية.

  1. تحليل النتائج

أولاً: النزوح والمسكن

• 72% من فلسطينيي قطاع غزة هم من اللاجئين الفلسطينيين الذين تعود أصولهم إلى بلدات وقرى في فلسطين التاريخية (قبل عام 1948).

• 70% من المستطلعين ما زالوا نازحين داخل قطاع غزة ، في حين بقي 30% في مناطق سكنهم الأصلية أو عادوا إليها.

• 90% من منازل غزة مدمّرة بشكل كلي (60%) أو متضررة بشكل جزئي (30%).

• نصف السكان يعيشون داخل أو بالقرب من مبانٍ مدمّرة كلياً أو جزئياً، بينما يقيم 41% في خيام، (36%) في تجمعات خيام رسمية أو غير رسمية، و (5%) في خيمة أو سقيفة مصنوعة يدوياً. ويقيم 5% فقط في مراكز إيواء رسمية، و5% في مبانٍ غير صالحة للسكن مثل المخازن أو المستودعات أو الحظائر.

ثانياً: سبل العيش والأولويات

• يواجه 98% من فلسطينيي قطاع غزة الجوع.

• أفاد 98% من المستطلعين بأنهم يشعرون بانعدام الأمان على حياتهم وحياة أفراد أسرهم.

• صرّح 94% من المستطلعين بأنهم يعانون من القلق والكوابيس، و86% يعانون من الصداع.

• 92% من الأسر التي لديها أطفال في سن الدراسة يشعرون بقلق بالغ بشأن مستقبل تعليم أبنائهم.

• أشار 82% من فلسطينيي غزة إلى أن ظروف السكن لديهم غير ملائمة، حيث يعانون من مشاكل متعددة من بينها الاكتظاظ والضوضاء.

• 77% من المستطلعين يشعرون بالحزن نتيجة فقدان فرد أو أكثر من أفراد العائلة خلال الحرب.

• صرّح 50% من فلسطينيي غزة بأنه لديهم فرد أو أكثر يحتاجون للعناية الطبية، كما يصرح 30% بأن لديهم فرد أو أكثر يحتاجون للعناية نتيجة الإصابة أو الإعاقة بسبب العدوان الإسرائيلي. وفي نفس الوقت، تقوم 27% من الأسرة برعاية طفل أو أكثر من ذوي الإعاقة.

ثالثاً: غالبية فلسطيني غزة يريدون البقاء في غزة أو العودة إلى موطنهم الأصلي في فلسطين التاريخية

• تم سؤال اللاجئين الفلسطينيين داخل عام 1948 في غزة حول موقفهم من حق العودة وممارسته ضمن إنهاء العدوان الاسرائيلي والحياة بشكل طبيعي في بلادهم الأصلية التي هجروا منها، فصرح 82% منهم بنيّتهم للعودة مباشرة إن سمحت الظروف.

• أما بالنسبة للنازحين بسبب العدوان، فصرح 75% بأنهم سيعودون إلى مكان سكنهم في قطاع غزة في حال انتهاء العدوان الاسرائيلي وعودة الحياة لطبيعتها كما كانت قبل العدوان.

في المقابل، أفاد 25% من المستطلعين بأنهم غير متأكدين من العودة بسبب حالة عدم اليقين وضبابية الظروف أو غير مستعدين لذلك بسبب عدم توفر المصادر التي تمكنهم من ذلك.

وفي إطار السيناريوهات المختلفة المطروحة تاريخياً وفي الوقت الحاضر، تم سؤال المستطلعين عن الخيارات التي يفضلونها في حال انتهاء العدوان الإسرائيلي وعودة الحياة إلى طبيعتها. وعلى الرغم من الظروف الراهنة القاسية، أظهرت النتائج أن التفضيل الأكبر هو للبقاء على أرض فلسطين، حيث فضل 40% منهم البقاء في قطاع غزة، وفضل 28% العودة إلى أراضي فلسطين التاريخية (1948)، بينما فضل 6% الإقامة في الضفة الغربية. في المقابل، يميل 26% إلى خيار الهجرة في ظل الظروف القاهرة في الوقت الحاضر.

في نفس الوقت، يرى 62% بأن الحل الأكثر واقعية بالنسبة لهم في الوقت الحاضر هو البقاء في غزة، بينما اعتبر 26% منهم أن الهجرة هي الخيار الأكثر واقعية. بينما صرّح 7% بأن العودة لأراضي فلسطين 1948 هو الخيار الأكثر واقعية ضمن الظروف الحالية.

رابعاً: الرئيس الامريكي دونالد ترمب: الآمال والتوقعات

في ظل التطورات السياسية التي رافقت فترة إجراء الاستطلاع، أظهرت النتائج اهتماماً شعبياً كبيراً بحدث الإفراج عن المواطن الأمريكي–الإسرائيلي (عيدان ألكسندر) من قبل حركة حماس قبيل زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة. فقد أفاد 75% من الفلسطينيين في غزة بأنهم تابعوا أخبار الإفراج عن عيدان ألكسندر، وأعربت النسبة نفسها عن تأييدها لقيام حركة حماس بالإفراج عنه.

رابعاً: الرئيس الامريكي دونالد ترمب: الآمال والتوقعات

في ظل التطورات السياسية التي رافقت فترة إجراء الاستطلاع، أظهرت النتائج اهتماماً شعبياً كبيراً بحدث الإفراج عن المواطن الأمريكي–الإسرائيلي (عيدان ألكسندر) من قبل حركة حماس قبيل زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة. فقد أفاد 75% من الفلسطينيين في غزة بأنهم تابعوا أخبار الإفراج عن عيدان ألكسندر، وأعربت النسبة نفسها عن تأييدها لقيام حركة حماس بالإفراج عنه.

وفي ذات السياق، يعتقد 85% من سكان غزة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قادر على إنهاء الحرب في غزة، بينما يعتقد 58% منهم أنه سيقوم بذلك فعلياً.

خامساً: إدارة المساعدات الإنسانية والحكم في قطاع غزة

أعرب 60% من المستطلعين عن ثقتهم بمؤسسات الأمم المتحدة أكثر من أي جهة أخرى لإدارة منظومة المساعدات الإنسانية، بينما فضّل 22% أن تقوم السلطة الوطنية الفلسطينية بهذه المهمة. في المقابل، أبدى 5% فقط ثقتهم بالولايات المتحدة، وأقل من 5% أبدوا ثقتهم بإسرائيل. أما حركة حماس أو الدول العربية، فقد حصل كل منهما على نسبة ثقة بلغت حوالي 2%.

• أما فيما يتعلق بإدارة نظام الحكم في قطاع غزة، فقد عبّر ثلثي المستطلعين (67%) عن تفضيلهم أن تكون إدارة الحكم في قطاع غزة بيد جهات فلسطينية، في حين يفضّل 18% ترتيبات دولية لذلك، و5% يؤيدون إدارة عربية. بينما اختار أقل من 3% من المستطلعين أن تتولى الولايات المتحدة أو إسرائيل مسؤولية الحكم في القطاع.

سادساً: القيادة الفلسطينية

• انقسم الفلسطينيون بالنسبة لموقفهم من تعيين حسين الشيخ لمنصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية، فبينما أيد تعيينه 46% من سكان غزة، عارض هذا التعيين 40%، في المقابل، صرح 14% بأنهم غير متاكدين أو ليس لديهم رأي.

هل تؤيد تعيين السيد حسين الشيخ نائباً لرئيس اللجنة التنفيذية ورئيس السلطة الفلسطينية؟

ويمكن وضع هذه النتائج ضمن سياق فهم المستطلعين لمدى جدوى تعيين الشيخ، سواء على صعيد القضية الوطنية أو القضايا الداخلية الأخرى. فقد اعتقد 50% بأن تعيينه قد يُسهم في تطوير وبناء مؤسسات السلطة الفلسطينية، بينما عبّر 35% عن اعتقادهم بعكس ذلك.

وفي نفس الوقت، اعتقد 44% بأن تعيينه يُسهم في تحقيق الوحدة الوطنية، في حين عارض 40% هذا الاعتقاد. أما بالنسبة لقضية التحرر الوطني، يعتقد 46% بأ تعيين الشيخ لا يخدم هذا المسار، بينما اعتقد 37% أن تعيينه قد يكون مفيداً لدعم التحرر والقضية الوطنية.

وفي حال إجراء انتخابات رئاسية اليوم فإن 38% من فلسطينيي غزة سيصوّتون لمحمد دحلان، يليه مروان البرغوثي بنسبة 21%، ثم حسين الشيخ بـ14%، ومصطفى البرغوثي بـ6%. أما بالنسبة لمرشحي حركة حماس واليسار، فلا يزيد تاييد أي منهم عن 2% في الوقت الحاضر