طولكرم- معا– تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ124 على التوالي، ولليوم الـ111 على مخيم نور شمس، وسط تصعيد ميداني وتعزيزات مستمرة، وملاحقة المواطنين وهدم منازلهم.
وذكرت وكالة "وفا"، إن المدينة تشهد على مدار الساعة، تحركات مكثفة لآليات الاحتلال وفرق المشاة، وهي تجوب الشوارع الرئيسية والأحياء، مع إطلاق أبواق آلياتها بطريقة استفزازية، والسير بعكس اتجاه السير، إلى جانب إقامة حواجز مفاجئة خصوصا في وسط السوق وشارع نابلس، ومحيط مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، وتعرض المواطنين والمركبات للإيقاف والتفتيش والاستجواب والتنكيل.
واعتقلت قوات الاحتلال فجر اليوم، المواطن أكرم فرج الله، بعد مداهمة منزله في ضاحية ذنابة شرق المدينة وتخريب محتوياته، علما أنه معتقل سابق.
في ذات السياق، واصلت جرافات الاحتلال يوم أمس، أعمال هدم للمنازل في مخيم نور شمس، وتحديداً في منطقة مسجد أبو بكر الصديق وسط المخيم، تنفيذا لمخطط هدم 106 مبان سكنية منها 48 في مخيم نور شمس، وسط إطلاق الرصاص الحي تجاه المواطنين والطواقم الصحفية، أثناء تواجدهم في منطقة الأحراش المقابلة للمخيم، وهم يراقبون أعمال هدم منازلهم.
وفي تطور لاحق، داهم جنود الاحتلال مسجد أبو بكر الصديق، واعتلوا سطحه، وقاموا برفع أعلامهم على مئذنته.
وفي مخيم طولكرم، أعاقت قوات الاحتلال أمس، دخول سكانه إلى منازلهم المهددة بالهدم، لأخذ مقتنياتهم منها، رغم حصولهم على تنسيق مسبق، من خلال التدقيق في الهويات والاستجواب، ومنعت عددا منهم من الدخول، فيما أطلقت الرصاص الحي بشكل عشوائي لترويعهم، حيث طال الاعتداء طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في طولكرم.
وجاء ذلك، بعد أن أبلغ الاحتلال، سكان 58 مبنى في المخيم بقرارات هدم فورية، حيث تضم هذه المباني أكثر من 250 وحدة سكنية، وأعلن تحديد أربعة مداخل ومخارج فقط لأصحاب المنازل المهددة بالهدم بالدخول، وأمهلهم ثلاث ساعات فقط، مطلقا تحذيراته من أن "عدم الالتزام بالمداخل والمخارج المحددة سيُعرّض حياة المخالفين للخطر".
وشهد مخيم نور شمس خلال الأسبوعين الماضيين، حملة هدم طالت أكثر من 20 مبنى سكنيا في حاراته الرئيسية، وتضررت بفعلها مبان مجاورة، في ظل حصار خانق يعيشه مخيمي طولكرم ونور شمس، مترافقا مع سماع دوي إطلاق نار وانفجارات، بين الفينة والأخرى.
وتواصل قوات الاحتلال أيضا الاستيلاء على منازل ومبان سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المجاور، بعد إخلاء سكانها بالقوة، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وبعضها تحت الاحتلال منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
كما ويشهد شارع نابلس، الواصل بين مخيمي طولكرم ونور شمس، أضرارا كبيرة بعد أن وضعت قوات الاحتلال قبل أشهر سواتر ترابية متقطعة على طوله، ما أثر بشكل كبير على حركة المركبات وفاقم من معاناة المواطنين.
وأسفر العدوان المستمر حتى الآن عن استشهاد 13 مواطنا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما كانت حاملا في شهرها الثامن، إلى جانب عشرات الجرحى والمعتقلين، إضافة إلى دمار واسع طال البنية التحتية، والمنازل، والمحال التجارية، والمركبات، إثر عمليات هدم وحرق ونهب.
وقد أدى هذا التصعيد إلى تهجير أكثر من 4200 عائلة من المخيمين، أي ما يزيد عن 25 ألف مواطن، وتدمير أكثر من 400 منزل كليا، و2573 منزلا بشكل جزئي، فضلا عن إغلاق مداخل وأزقة المخيمين بالسواتر الترابية، وتحويلهما إلى مناطق معزولة تكاد تخلو من مظاهر الحياة.