الأربعاء: 04/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

ارتفاع عدد الأسيرات في سجون الاحتلال إلى 47

نشر بتاريخ: 02/06/2025 ( آخر تحديث: 02/06/2025 الساعة: 17:19 )
ارتفاع عدد الأسيرات في سجون الاحتلال إلى 47

رام الله - معا- قال نادي الأسير، إن منظومة سجون الاحتلال تواصل تصعيد استهداف الأسيرات، من خلال ترسيخ جملة الجرائم، وسياسات السلب والحرمان الممنهجة لحقوقهن، والتي اتخذت منذ بدء حرب الإبادة منحى -غير مسبوق، تمثل في تصاعد الاعتداءات، وعمليات التنكيل الممنهجة، وسياسة الإذلال، إلى جانب الجرائم الأبرز: التعذيب، والتجويع، والجرائم الطبية، والتفتيش العاري، واحتجازهن في زنازين تفتقر إلى الحد الأدنى من الشروط الصحية.

وأضاف نادي الأسير، أنه استنادا إلى مجموعة من الزيارات التي أجراها النادي لعدد من الأسيرات خلال النصف الثاني من شهر أيار/ مايو المنصرم، فقد عكست شهاداتهن استمرار الجرائم بأشكالها كافة دون أي تغيير على الواقع الاعتقالي الذي فرضته منظومة السجون منذ بدء الإبادة، إلى جانب استمرار تسجيل عمليات تفتيش وقمع واعتداءات متكررة بحقهن، وقد خيم على إفاداتهن تدهور الأوضاع الصحية لعدد منهن، لا سيما الأسيرات اللواتي يعانين مشكلات صحية مزمنة، وحاجة عدد آخر منهن إلى العلاج والمتابعة.

ولفت إلى قضية الأسيرة فداء عساف من قلقيلية المعتقلة منذ شهر شباط/ فبراير 2015، والتي تعاني سرطان الدم، إذ تواجه تفاقماً مستمراً على وضعها الصحي، جراء ظروف الاعتقال القاسية، وحاجتها الماسة إلى الرعاية وللمتابعة الحثيثة.

وبحسب الفحوص الطبية التي أُجريت لها مؤخراً في مستشفى (رمبام) الإسرائيلي، فقد بينت أن المرض قد وصل إلى مرحلة أصعب مما كان عليه قبل الاعتقال، وأنها بحاجة إلى علاج مضاعف، ومع ذلك يواصل الاحتلال اعتقالها على خلفية ما يسميه (التحريض).

وتابع نادي الأسير، أن حالة المعتقلة عساف، واحدة من بين عدد من الأسيرات اللواتي بحاجة إلى متابعة صحية بشكل حثيث، ونذكر هنا حالة الأسيرة حنين جابر من طولكرم وهي وأم لشهيدين، وقد جرى اعتقالها في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2024، وتبين بعد اعتقالها أنها تعاني ورما في الثدي، واليوم تحتاج جابر إلى متابعة صحية مضاعفة، وأن تكون خارج الأسر حتى تتمكن من الحصول على العلاج اللازم لها.

أما على صعيد الاعتداءات المتواصلة بحق الأسيرات، فقد تعرضت الأسيرة كرمل الخواجا مؤخرا لاعتداء جرى بعد عملية قمع تعرضت لها الأسيرات في شهر أيار/ مايو المنصرم، إذ اقتحمت قوات القمع قسم الأسيرات وأقدمت على إخراجهن إلى ساحة السجن، وأجرت تفتيشات للزنازين، وخلال عملية القمع اعتدت إحدى السجانات على الأسيرة الخواجا، كما أُجريت لها محاكمة داخلية، وفُرضت عليها جملة من (العقوبات)، ومنها (عقوبات) شملت الأسيرات اللواتي يقبعن معها، وكان من بينها عزل الأسيرة الخواجا، وحرمان الأسيرات من الخروج إلى (الفورة – ساحة السجن).

وبين نادي الأسير، أن الأسيرات كما الأسرى كافة، يواجهن جريمة التجويع بشكل ممنهج، فقد عبرت الأسيرات عن شعورهن بالجوع، بسبب كميات الطعام القليلة، وسوء نوعيتها، وتعمد إدارة السجن في كثير من الأحيان تقليص لقيمات الطعام المقدمة إليهن، علماً أن جريمة التجويع سببت مشاكل صحية لهن، وتحديدا في الجهاز الهضمي، إلى جانب النقصان الواضح في أوزانهن.

وفي سياق الحديث عن الانتهاكات والاعتداءات على الأسيرات، استعرض نادي الأسير شهادة للأسيرة (س. و): "عند اعتقالي تعرضت لإهانات وشتائم، وتهديدي بالقتل، وقد بقيت على هذا النحو حتى اليوم التالي من اعتقالي، وفي هذه المدة لم يسمحوا لي باستخدام دورة المياه، وفي الفجر أحضر جندي عينة من الخبز، ووضعها في فمي، وأنا معصوبة، ثم وضع أنبوبة الماء على طرف فمي واستطعت بالكاد أن أشرب القليل من الماء، وفي ساعات الليل وأنا أحاول أن أجد وضعية غير مؤلمة للنوم، ضربني أحد الجنود على جبيني حتى أستيقظ، بعد ذلك نُقلت إلى سجن (هشارون)، وفي طريقي إلى الزنزانة، كانوا ينعتونني (بعدوة الله)، حيث أُجبرتُ على النوم على الحديد في سجن (هشارون)، أما على صعيد الطعام فقد قدموا إلي لقيمات من الطعام، وكنت مجبرة على شرب الماء من الصنبور مباشرة، وبعدها نُقلت إلى سجن (الدامون)، وفي اليوم التالي من نقلي إلى (الدامون)، تم قمعنا وتقييدنا، وإخراجنا إلى ساحة السجن، وقامت قوات القمع بكسر علب البلاستيك، وتوزيعنا على الزنازين، حيث تحاول إدارة السجن استغلال أي سبب من أجل قمعنا، فبمجرد صدور أي صوت في قسم الأسيرات، يتم حرماننا من الفورة، أو إطفاء الضوء.

إلى هذا ذكر نادي الأسير، أن الاحتلال صعّد مؤخراً عمليات اعتقال النساء، بعد أن انخفض عددهن عقب اتفاق وقف إطلاق النار ، إذ اعتقل الاحتلال العشرات من النساء، واليوم يقبع في سجون الاحتلال (47) أسيرة، من بينهن طفلة، وأسيرتان حامل في شهرهما الخامس، علماً أن عددا منهن أمهات وطالبات ومعلمات وشقيقات أسرى وشهداء، وأغلبهن معتقلات على خلفية ما يسميه الاحتلال (التحريض)، إلى جانب اعتقال (8) أسيرات إدارياً تحت ذريعة وجود (ملف سري).

يُشار إلى أنّ منذ بدء الإبادة سُجلت نحو (545) حالة اعتقال بين صفوف النساء، بعضهن اعتُقلن رهائن للضغط على أحد أفراد العائلة المطارد لتسليم نفسه.

وفي هذا الإطار، جدد نادي الأسير مطالبته للمنظومة الحقوقية الدولية، بالمضي قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحق شعبنا، وفرض عقوبات عليه من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وأن تعيد المنظومة الحقوقية مراجعة دورها الأساس الذي وُجدت من أجله، ووضع حد لحالة العجز المرعبة التي طالتها خلال حرب الإبادة، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية التي منحها العالم لدولة الاحتلال باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب.

أبرز المعطيات عن الأسيرات:

• سُجلت 545 حالة اعتقال بين صفوف النساء بعد الإبادة، هذا المعطى لا يشمل عدد حالات الاعتقال بين صفوف النساء من غزة ويقدر عددهن بالعشرات.

• استهداف النساء شمل: (محاميات، وصحفيات، وطالبات جامعيات، ومعلمات، وأمهات منهن أمهات أسرى وشهداء، وشقيقات أسرى وشهداء، وزوجات أسرى، وأسيرات سابقات ومحررات).

• تصاعدت عمليات اعتقال النساء رهائن

• من بينهن طفلة

• ومن بينهن أسيرتان من غزة

• يبلغ عدد الأسيرات اليوم في سجون الاحتلال 47

• ومن بينهن 8 معتقلات إدارياً

• أغلبية الأسيرات معتقلات على خلفية ما يسمه الاحتلال (التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي)

• وأسيرتان حامل في شهرهما الخامس

ونوه نادي الأسير في بيانه، إلى أن كل الجرائم والانتهاكات التي سُجلت بحق الأسيرات بعد الإبادة تشكل امتدادا لجرائم وانتهاكات تاريخية مارسها الاحتلال بحق الأسيرة الفلسطينية، إلا أن الفارق اليوم هو مستوى هذه الجرائم وكثافتها وتوحشها.