الخميس: 12/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

اغتيال العيد وقتل المخيم!

نشر بتاريخ: 11/06/2025 ( آخر تحديث: 11/06/2025 الساعة: 10:39 )
اغتيال العيد وقتل المخيم!

بقلم: د. صبري صيدم

ما أن أتم المصلون في فلسطين شعائر الحج في الديار الحجازية، واختتمت صلاة العيد في عموم فلسطين، بما فيه قطاع غزة والضفة الغربية، وعلى رأسها القدس الأبية، حتى انطلق الأطفال الفلسطينيون في مشوار البحث عن فتات الفرح، وبقايا ما تيسر من مقومات العيد، لتباغتهم طائرات الحقد الصهيونية في غزة فتقتل من تقتل، بينما يستأنف المستوطنون هجماتهم على الأرض العربية وأهلها الآمنين من نساء وأطفال.. شيبِاً وشباناً.

اغتيل العيد قبل أيام، ولم تدم محاولات الفرح فيه سوى سويعات بسيطة، وتمت تصفيته على وقع ضربات الاحتلال الإسرائيلي، الذي استهدف بقذائفه ثلة من الأطفال الذين خرجوا من مآواهم ليبحثوا عن أشلاء العيد والفرح، وليتحولوا هم أنفسهم إلى أشلاء طوت معها فرحة مسلوبة، وأمعاء خاوية، وقلوبا مرعوبة، وأنوفا ملّت رائحة البارود وآذانا أصمها القصف وعيونّا تشخص لفجر آت لا محالة، لكنها بكل أسف لن تكون في استقبال الفجر، بعد أن خسرت العيد وترجلت الفرحة وعادت الدموع لتحتل المشهد.

لقد ُقتل العيد ومات البشر وانتحرت الآدمية من جديد، وبين هذا وذاك وفي خضم هذا المشهد، يعود الاحتلال ليصر على قتل المخيم الفلسطيني الأصيل، ويعلن هدم المزيد من بيوت مخيم جنين، بينما تتواصل عملية هدم البيوت وتهديد المجمعات السكانية في طولكرم والأغوار والمسافر، وقائمة لا تنتهي من العناوين، فقتل المخيم يؤكد:

ـ الإمعان في قتل القتيل والتنكيل في ما تبقى من حياة للفلسطينيين

– تطاول واضح على إرادة المجتمع الدولي واستخفاف بصوت الشعوب الحرة التي نادت وتنادي بوقف العدوان.

– إعادة إنتاج النكبة التاريخية بصورة أكثر قتامة، تقوم على أرضية تهجير المهّجر من الشعب الفلسطيني، وتمزيق الممزق من الجغرافيا.

– وأد المخيم، واغتيال الحقيقة، وقتل عن سبق إصرار وترصد للهوية الوطنية الفلسطينية.

– الإمعان في تيئيس المجتمع الفلسطيني، ودفعه نحو هزيمة مصطنعة بغرض تهجيره وتحقيق حلم الصهيونية الأوحد في الإجهاز على فلسطين والفلسطينيين.

– التمادي في محاولة اغتيال الأونروا وتفكيكها والخروج عن كل المواثيق الدولية التي أسست لإدارة عملية اللجوء في التاريخ المعاصر.

أما تكرار الاعتداءات كقتل المسعفين في رفح، والعودة لقتل المزيد منهم في التفاح، وقصف مشفى المعمداني، والعودة لسحق كامل المستشفيات في غزة، واستهداف الباحثين عن بقايا الطعام، والعودة لقتل من بقي من أهلهم في المربعات التي خصصت لعسكرة الغذاء، لا تشكل تمادياً إسرائيليا فحسب، بل طمأنينة كبرى تعيشها إسرائيل بفعل وجود الدعم والإسناد اللذين لا يشملان توفير السلاح فحسب، بل حماية إسرائيل من الإدانة، وحماية موقفها بسلاح الفيتو الأمريكي الفتاك، بصورة تبرهن كل يوم على أن العالم المتواطئ يعتبر الفلسطينيين شعباً فائضاً عن الحاجة.

فهل يستمر التكاذب الحاصل، أم نرى في فرض الحظر على وزراء الحرب سموتريتش وبن غفير بداية النهاية لمظلة الدعم اللامحدود لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وأهلها خاصة مع دخول دول لطالما تمنعت عن إدانة إسرائيل كبريطانيا وأستراليا وكندا؟ ننتظر ونرى..

s‭.‬saidam@gmail‭.‬com