بيت لحم معا- يبدو أن إسرائيل منيت بخيبة أمل جديدة في عدوانها المستمر على قطاع غزة، وهذه المرة نتيجة رهانها على الميليشيات التي قامت بتسليحها وتمويلها مؤخراً، أملا بأن تلعب أدواراً متعددة، من بينها دعم وحماية جيش الاحتلال وأداء دور بديل لحركة حماس في القطاع.
فقد سلطت صحيفة يديعوت احرنوت، الضوء على تلك الميليشيا التي يقودها ياسر أبو شباب، وهي تكافح في القيام بوظيفتها التي رسمتها لها اسرائيل في قطاع غزة لترسيخ سيطرتها الفعلية على الأرض.
الميليشيا عمادها نحو 400 مسلح، تضيف الصحيفة الإسرائيلية، ولا تزال تعمل بشكل رئيسي في المنطقة العازلة برفح، وفشلت في التمدد خارج حدود منطقتها .
وجاء في البيان الصادر عن الميليشيا، التي ذُكر اسم زعيمها ابو شباب سابقًا في مذكرة داخلية للأمم المتحدة باعتباره مسؤولًا عن تلنهب الممنهج للمساعدات الإنسانية: "نتوقع حلا فوريًا لمشكلة سرقة المساعدات.
وسيتم التوزيع وفق آلية جديدة تضمن حصول كل مواطن عليها". إلا أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الميليشيا ستشارك في توزيع المساعدات، وكيف، وإلى أي مدى، في حين تواصل مراكز صندوق المساعدات الأمريكي GHF عملها في قطاع غزة.
لكن في الوقت نفسه، اتهم نائب قائد الميليشيا، التي تعمل كتفا بكتف إلى جانب جيش الاحتلال حماس بقيادة عملية نهب منظمة للمساعدات.
وكانت حركة حماس توعدت تلك الميليشا واتهمتها بالتعاون مع جيش الاحتلال.زومع ذلك، لا يثق سكان غزة كثيرًا بجماعة أبو شباب، ولا يبدون استعدادًا للانضمام إلى صفوفها.
وقال مواطنون غزيون: "هذه الميليشيا متمركزة في مكان بعيد، في رفح. من يجرؤ على الذهاب إلى هناك؟ الطريق محفوف بالمخاطر، وقد يتعرض المرء للأذى بسهولة.
يضيف " علاوة على ذلك، من سيثق بأبو شباب؟ هذه جماعة نهبت وسرقت وقتلت. ..هو (زعيم الميليشيا ياسر أبو شباب نفسه كان في السجن. كيف تعرف أنه لن يقتلني أو يقتل أطفالي؟ يبدو الأمر أشبه بفخّ موت."
على الصعيدين الاجتماعي والمحلي أيضًا، لا يزال وضع الميليشيا بعيدًا عن الاستقرار. فقد أعلنت العشائر الكبيرة والعائلات النافذة في قطاع غزة معارضتها لوجودها واستنكارها لأي صلة بها. ..بالنسبة للكثيرين، لا تعدو جماعة أبو شباب كونها محاولة إسرائيلية مصطنعة لخلق واقع حكومي جديد لا يقبله القطاع نفسه.
يبدو أن رهان المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على إنشاء قوة محلية بديلة لحماس في قطاع غزة قد فشل فشلاً ذريعا حتى الآن. الناس لا يتجاوبون ومترددون، وخوفهم يتزايد.