غزة- معا- استشهد الصحفي الناشط ياسر حسن وشاح (38 عاما)، إثر استهدافه من طائرة استطلاع إسرائيلية قرب منزل عائلته، بمخيم البريج وسط قطاع غزة، الذي كان قد دُمر قبل أقل من أسبوعين في قصف سابق.
الشهيد وشاح، المعروف بلقب "أبو وطن"، لم ينتهِ بعد من استقبال المعزين في استشهاد شقيقه ساهر، الذي ارتقى هو الآخر خلال قصف استهدف محلًا في نفس المخيم، وأودى بحياة عدد من أفراد عائلة صافي، حتى لحق به شهيدًا، تاركًا خلفه إرثًا من النضال والكلمة الصادقة.
ونعت اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم البريج ابنها، الذي أمضى أكثر من 15 عامًا في دائرة الإعلام التابعة لها، واصفةً إياه بـ"صاحب القلم الحر والكلمة الجريئة"، وبأنه "أحد فرسانها"، ووجهت أحرّ التعازي لعائلته وأصدقائه وكل من عرفه ورافقه.
وقال الدكتور فوزي عوض في رثائه: "يفتقد مخيمنا اليوم ناشطًا وصحفيًا مبدعًا، ترك بصماته في كل نشاط وطني شاركت فيه اللجنة، كان منتميًا بكل ما تعني الكلمة".
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي سيلًا من كلمات الرثاء المؤثرة، حيث كتب الإعلامي عبدالهادي مسلم: "كنت لا أعلم أن السلام الذي ودّعتك به بالأمس سيكون الأخير. كنت الصادق، المعطاء، المحب لشعبك ومخيمك. نفتقدك يا أبا وطن".
أما الصحفي باسم أبو شارب، فكتب: "تليق بك الشهادة، عرفتك دينامو لا يتوقف، تنثر الطاقة والحب والخدمة بلا مقابل، لا أنسى ابتسامتك وعبارتك اليومية: ‘بإيش تؤمرنا اليوم أستاذ؟’".
وأشادت مسؤولة مشروع "كوشان بلدي" أحلام أبو السعود بدوره الفاعل في المشروع، وقالت: "كان عطاؤه من نور، وجهده من القلب، وإيمانه بفلسطين لا يزحزحه قصف ولا تهديد".
ومن جهته كتب الناشط أحمد الأسمر عن ياسر: "كان وفيًا، لا يعرف التعب، لا يرى الحياد في قضايا الوطن، بل يراها معركة يجب الانتصار فيها. رحل لكنه ترك أثرًا لا يُمحى، ووصية لا تُنسى".