الجمعة: 04/07/2025 بتوقيت القدس الشريف

نتنياهو نحو الصفقة: فرصة تاريخية للسلام وترامب يعلنها الاثنين

نشر بتاريخ: 03/07/2025 ( آخر تحديث: 04/07/2025 الساعة: 04:04 )
نتنياهو نحو الصفقة: فرصة تاريخية للسلام وترامب يعلنها الاثنين

بيت لحم معا- يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحسب وزراء، جاهدًا لإنهاء الحرب ، في حين يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الخلفية ، الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق ، حتى أنه قال لعيدان ألكسندر وعائلته في البيت الأبيض: "سنُبرم الاتفاق".

كما أفادت مصادر مقربة من حماس بحسب صحيفة يديعوت احرنوت أنه من المتوقع أن تُقدم الحركة غدًا "ردًا إيجابيًا" على الاقتراح الأخير، والذي يتضمن في المرحلة الأولى وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا مع إطلاق سراح 10 أسرى أحياء و18 جثة.

في الأسبوع الماضي، صرّح رئيس الأركان، اللواء إيال زامير، بأن الجيش الإسرائيلي يقترب من بلوغ الخطوط التي حددها لنفسه ، والتي من خلالها "سيتم وضع خيارات العمل وعرضها على القيادة السياسية". وفي إسرائيل أيضًا، تزايدت الأصوات التي تتحدث عن استنزاف الحملة في قطاع غزة.

وتطرق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد إيفي دوفيرين، إلى هذا الأمر اليوم في بيان لوسائل الإعلام، قائلاً: "سنحقق قريبًا أهداف عملية "عربات جدعون"، المرحلة الحالية، وسنعرض على القيادة السياسية عددًا من البدائل لمواصلة هذه العملية. ستحدد لنا القيادة السياسية ما يجب فعله، وسنتصرف بناءً عليه".

في وقت سابق من اليوم، صرّح مسؤولون كبار في الحكومة الإسرائيلية تحدثوا مع نتنياهو بأنه "يرغب بشدة، وهو عازم على التوصل إلى اتفاق مهما كلف الأمر"، وأنه يعتقد أن الفرصة السياسية التي تلوح في الأفق أمام إسرائيل الآن "لا تتكرر إلا مرة واحدة كل جيل".

وأضافوا أن رئيس الوزراء قال في محادثات مغلقة: "أمامنا فرص سياسية نادرة وخيالية".

وحسب فهمهم، يسعى نتنياهو الآن إلى اتفاق يضمن عدم عودة إسرائيل إلى القتال في قطاع غزة - مع إطلاق سراح جميع الرهائن، إلى جانب تحقيق الهدف غير الواضح المتمثل في "هزيمة حماس"، واتفاقات مع السعودية وسوريا، وربما دول أخرى.

في الخلفية، يُمارس ترامب ضغوطًا مُتكررة على إسرائيل وحماس للتوصل إلى اتفاقات بشأن وقف إطلاق النار، وقد أدلى بسلسلة من التصريحات حول هذا الموضوع في الأيام الأخيرة، كما يضغط على قطر.

ونتيجةً لذلك، ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين كبار، فإن صفقة الرهائن "تتقدم"، ولكن من المتوقع مواجهة المزيد من الصعوبات. من جانبه، يسعى الرئيس الأمريكي إلى الإعلان عن إبرام الاتفاق خلال لقائه مع نتنياهو يوم الاثنين.

وتستعد إسرائيل لاحتمال أن يؤدي رد حماس إلى "محادثات تقارب" في الدوحة. في هذه الحالة، وبسبب ضغط ترامب على قطر، التي بدورها تضغط على حماس، يُتوقع أن تُمكّن هذه المحادثات من التوصل إلى اتفاق - حتى وإن لم يكن فوريًا.

ما الذي تغير في موقف نتنياهو؟

ستة نواب من الائتلاف الحاكم، بينهم أربعة من "الليكود"، وجهوا رسالة إلى نتنياهو طالبوه فيها بهزيمة حماس كليًا وفرض سيطرة إسرائيلية كاملة على غزة، محذرين من أن أي حل دون ذلك يمثل "خطرًا وجوديًا" على إسرائيل، ومؤكدين أن "هزيمة حماس الكاملة" خط أحمر لن يقبلوا بتجاوزه.

في ظل هذه الخلفية، تقف إسرائيل عند مفترق طرق حاسم. فقد عرض الجيش على الحكومة ثلاثة خيارات للمضي قدمًا في غزة: صفقة أسرى؛ احتلال كامل للقطاع، مع المخاطرة بأرواحهم وأرواح جنودهم؛ حصار حتى الاستسلام وفتح المزيد من نقاط توزيع المساعدات الإنسانية، وهو أمرٌ يتطلب تكاليف مالية باهظة ويتطلب شهورًا من التحضير.

قال نتنياهو خلال النقاش إنه يجب التوصل إلى اتفاق بالقوة. ويعتقد الوزراء أنه هذه المرة أيضًا متحرر من الضغوط السياسية، نظرًا للانتخابات المقبلة التي يسعى للوصول إليها بعد إنجاز خطوة دبلوماسية غير مسبوقة، خطوة تُؤهله أيضًا لاتفاقية إبراهيم

كذلك نتنياهو لا يخشى تهديدات بن غفير وسموتريتش، إذ تحظى صفقة الرهائن بأغلبية حكومية حتى دون دعمهما. وزراء الليكود يؤيدونها، وعودة غانتس للحكومة واردة. وحتى لو انهارت الحكومة، فالانتخابات باتت قريبة.

تغيّر موقف نتنياهو يعود لإنجازات الحرب وضغوط إدارة ترامب، ورغبته في استغلال فرصة السلام مع الدول السنية، خصوصًا السعودية. ويرى أن تجاوز أزمة غزة وإعادة الأسرى ضروريان، مع ضمان عدم سيطرة حماس على القطاع.