الأربعاء: 23/07/2025 بتوقيت القدس الشريف

"العمق الهجين".. إسرائيل تكسر الخطوط الحمراء وتعيد رسم خرائط الجنوب السوري

نشر بتاريخ: 23/07/2025 ( آخر تحديث: 23/07/2025 الساعة: 19:52 )
"العمق الهجين".. إسرائيل تكسر الخطوط الحمراء وتعيد رسم خرائط الجنوب السوري

تل أبيب- معا- تعيش الجبهة الشمالية لإسرائيل تحوّلًا تدريجيًا في قواعد الاشتباك ومفهوم الحماية، وسط مؤشرات ميدانية متسارعة في الجنوب السوري يبدو أنها قد تدفع تل أبيب إلى مراجعة معادلتها الدفاعية التقليدية.

فبدلًا من التوقف عند حدود تحصين خط الحدود، بدأ الجيش الإسرائيلي- وفق ما أفادت به تقارير أمنية- في الانتقال نحو ما يشبه "بناء عمق أمني هجين" داخل الأراضي السورية، يقوم على التوغلات المحدودة، وتعزيز التمركز في محيط الجولان وجبل الشيخ.

هذا التحول لا يأتي من فراغ، إذ تتزايد في الأوساط الأمنية الإسرائيلية المخاوف من تكرار سيناريو السابع من أكتوبر على الجبهة الشمالية، عبر محاولات تسلل من الجانب السوري من الجولان، قد تكون مدفوعة من مجموعات يُعتقد أنها على صلة بمحور طهران.

ولهذا الغرض، أجرت وحدات القيادة الشمالية، بمشاركة الفرقة 210 ووحدات التدخل السريع، تدريبات تحاكي محاولات للاستيلاء على بلدات حدودية، بالتوازي مع تكثيف نشاط الاستخبارات العسكرية ووحدة تشغيل العملاء.

لكن الأهم من تلك التدابير ليس في جانبها الدفاعي فقط، وإنما في محاولة إسرائيل استثمار الوضع الميداني الهش في الجنوب السوري، خاصة بعد التصعيد الأخير في السويداء، لفرض تصوراتها الأمنية الخاصة.

إذ تشير الوقائع بحسب مراقبين ومصادر ديبلوماسية إلى أن تل أبيب تُوظّف خطاب "حماية الأقليات"، وتحديدًا الدروز، لتبرير تحركات عسكرية أوسع.