الأحد: 27/07/2025 بتوقيت القدس الشريف

"شينخوا": غزيّات يبلغن عن تعرضهن للعنف أثناء محاولة الحصول على مساعدات أميركية

نشر بتاريخ: 26/07/2025 ( آخر تحديث: 26/07/2025 الساعة: 22:27 )
"شينخوا": غزيّات يبلغن عن تعرضهن للعنف أثناء محاولة الحصول على مساعدات أميركية

غزة- معا- أشارت وكالة أنباء "​شينخوا​" الصّينيّة، إلى أن "المواطنة الفلسطينية سلوى أبو إسماعيل استطاعت بعد أن قطعت مئات الأمتار مشيا على الأقدام تحت أشعة الشمس، الوصول إلى مركز المساعدات الأميركية غرب مدينة رفح جنوب ​قطاع غزة​، أملا في الحصول على طرد غذائي يساعد عائلتها على البقاء على قيد الحياة، في ظل ​المجاعة​ التي تعصف بسكان القطاع الساحلي".

ولفتت إلى أن "أبو إسماعيل (45 عاما) تعد واحدة من آلاف النساء اللواتي توجهن إلى مركز التوزيع صباح يوم الخميس الماضي، بناء على دعوة أطلقتها مؤسسة "غزة الإنسانية"، الّتي تديرها الولايات المتحدة الأميركية، أفادت بأن هذا اليوم مخصص للنساء فقط؛ في خطوة هي الأولى من نوعها منذ بدء عمل المؤسسة".

وأكدت المؤسسة، في بيان، "أننا نرحب بالنساء فقط للمجيء واستلام صندوق غذائي، وسيحرص طاقمنا المحلي على توجيه النساء إلى منطقة مخصصة، حيث سيتم إعطاء كل واحدة منهن صندوقا. يجب على الرجال تجنب الموقع خلال هذا التوزيع".

وذكرت الوكالة أن "النساء المتوجهات إلى المركز، وبينهن كبيرات في السن وقاصرات، كن يأملن في تلقي معاملة مختلفة مقارنة بما يحدث عادة من حالات ازدحام وقتل واختناق، وقعت سابقا عند مراكز التوزيع منذ بدء عمل المؤسسة أواخر أيار الماضي".

وكشفت أبو إسماعيل، التي تعيل خمسة أبناء، لوكالة أنباء "شينخوا"، أن "الأميركيين المتواجدين على بوابة المركز أمرونا بالدخول فور وصولنا من أجل تلقي المساعدات الغذائية"، مبينة أن "بعد دخولنا، بدأوا بالصراخ علينا ومطالبتنا بالخروج، وصاروا يرشون مادة تشبه الفلفل الحار علينا، حرقت وجوهنا وأيدينا".

وأفادت بـ"أننا خرجنا من المركز، وأبعدونا مسافة بعيدة، ثم قاموا بإلقاء قنابل غاز مسيل للدموع على النساء العزل، ما أدى إلى اختناقنا".

وأوضحت الوكالة أنه "لم يصدر أي تعليق من المؤسسة بشأن الحادثة، لكنها أكدت التزامها المستمر بتحسين أساليبها لضمان تمكن سكان غزة من الوصول إلى الغذاء المنقذ للحياة بشكل آمن ومباشر، دون تدخل من حركة ​حماس​".

وكانت قد شددت المؤسسة في بيان في وقت سابق، على أن "تقديم المساعدات في منطقة حرب ليس بالأمر السهل، ونحن نتشرف بخدمة هؤلاء الناس"، في إشارة إلى سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة.

وكانت مؤسسة "غزة الإنسانية" قد بدأت عملها في 27 أيار الماضي، بإقامة مراكز توزيع في جنوب ووسط قطاع غزة، في خطوة قوبلت بتنديد فلسطيني وأممي، على خلفية سقوط ضحايا وجرحى من المدنيين أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات.

فقد استشهد أكثر من 900 فلسطيني أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء منذ بدء عمل الآلية الأميركية- الإسرائيلية، بحسب وزارة الصحة في غزة ومؤسسات حقوقية.

وقد أظهرت مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد لتكدس النساء قبالة المركز المقام في منطقة رميلة، وهي منطقة وعرة يصعب الوصول إليها بسهولة، فيما بدت على العديد منهن علامات التعب والإرهاق نتيجة الجوع.

ونقلت "شينخوا" عن فايزة إرشي (62 عاما)، التي تعاني من أمراض مزمنة، قولها "إنها تحاملت على نفسها من أجل الحصول على طرد غذائي"، مضيفة "وقفنا في طوابير، ومع مرور الوقت بدأنا نسأل القائمين على المركز متى ستأتي المساعدات؟".

وأوضحت إرشي، التي قطعت مسافة كيلومتر للوصول إلى المركز، أن "حراس المركز طلبوا منا الرجوع إلى خيامنا، وأبلغونا بعدم وجود مساعدات، وعندما اعترضنا جرى رشنا بغاز حارق يشبه الفلفل الحار، ما أدى إلى إصابتي بحروق في ظهري ووجهي".

ولفتت إلى أنهم "لم يكتفوا برشنا بغاز الفلفل، بل ألقوا علينا قنابل غاز أيضا، ما أدى إلى إغماء عدد من النساء نتيجة التعب والخوف".

ووصف ما حدث بأنه "إهانة وذل"، مشيرة إلى أن "عمري كبير، وذهبت لإحضار طعام لزوجي وأطفالي، فلا يوجد لدينا طعام أو مصدر دخل، لم نتوقع أن نعيش مثل هذه اللحظات العصيبة".

وذكّرت "شينخوا" بأن "منذ الثاني من آذار الماضي، منعت إسرائيل إدخال المساعدات الغذائية والإنسانية إلى قطاع غزة، قبل أن تستأنف عملياتها العسكرية في 18 من الشهر ذاته.

وأدى ذلك إلى وفاة 122 شخصا، من بينهم 83 طفلا، بسبب المجاعة وسوء التغذية منذ بداية الحرب، وفق وزارة الصحة في غزة".

واعتبرت حركة حماس في بيان، أن "​سياسة التجويع​ والتعطيش الممنهجة والمُعلنة التي تمارسها حكومة بنيامين نتنياهو في قطاع غزة، والتي اشتدت حدتها منذ نحو خمسة أشهر، تشكل عارا على المجتمع الدولي، الشاهد الصامت على هذه الجريمة الوحشية المروعة"، داعية الأمم المتحدة إلى اتخاذ "إجراءات عملية وملزمة تُجبر الاحتلال على إدخال المساعدات فورا، دون شروط أو تحكم، وبما يضمن إنقاذ المدنيين من خطر الموت جوعا وعطشا".