الخليل- معا- اقتحمت قوة عسكرية كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم مخيم الفوّار جنوب مدينة الخليل، من كافة المداخل، بمشاركة عشرات الجيبات العسكرية، وجرافة مدرعة، وقوات مشاة، ولا تزال حتى لحظة إعداد هذا الخبر تنفذ عمليات دهم واعتقال واسعة داخل أزقة المخيم.
وتخللت عملية الاقتحام اطلاق الرصاص الحي بكثافة، إلى جانب استخدام قنابل الصوت والغاز المسيل. كما اعتلى عدد من قناصة الاحتلال أسطح البنايات العالية في المخيم، محوّلين إياها إلى نقاط قنص ومراقبة.
وفي تطور خطير، حوّلت قوات الاحتلال منزل أمين سر حركة فتح في مخيم الفوّار، محمد أبو هشهش، إلى مركز ميداني للتحقيق واحتجاز، حيث قامت باحتجاز جميع المعتقلين داخله، إلى جانب احتجاز كافة أفراد العائلة داخل المنزل ومنعهم من المغادرة أو التواصل مع الخارج.
ووفقًا للمصادر الميدانية، فإن عدد المعتقلين حتى الآن تجاوز الثلاثين مواطنًا، وسط استمرار الحملة العسكرية وتوسع دائرة الاقتحامات والاعتداء على الممتلكات.
ويخضع مخيم الفوّار لحصار مشدد منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث يُمنع المواطنون من الدخول أو الخروج بحرية، وتعرض المخيم خلال هذه الفترة لمئات الاقتحامات، فيما لا يزال أكثر من خمسين شابًا رهن الاعتقال في سجون الاحتلال منذ بداية السابع من اكتوبر.
ووثق نادي الأسير الفلسطيني واللجنة الشعبية في المخيم اعتقال والتحقيق ميدانيًا مع أكثر من 500 مواطن منذ بداية الحصار، في حين ارتقى خلال تلك الاقتحامات ثمانية شهداء برصاص جنود الاحتلال.
وأكدت مؤسسات الأسرى أن تحويل منازل المواطنين إلى مراكز اعتقال ميدانية واحتجاز الأسر، يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والإنساني، ويُعد جزءًا من سياسة العقوبات الجماعية التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق أبناء المخيم.