غزة- معا- تداولت صفحات صهيونية رسمية مقطع فيديو لأشخاص يأكلون الفاكهة وادعت أنهم من حركة حماس- لقطة من الفيديو المتداول
بعدما أدان العالم دولة الاحتلال، وأقر مؤيدوها قبل معارضيها أنها تُجوع الفلسطينيين في قطاع غزة وترتكب جرائم حرب وإبادة، استحضرت الصفحات الصهيونية الرسمية وعلى رأسها حساب جيش الاحتلال حجة كاذبة، سبق وأن تداولتها العام الماضي.
وتداولت حديثًا مقطعًا مصورًا- يظهر أشخاصًا يأكلون الفاكهة- وادعت أنهم مقاتلون من حماس.
وأضافت في المنشور المكتوب بالإنكليزية: "شاهد: مقطع فيديو يُظهر كبار قادة حماس يتباهون بوجباتهم في أنفاق الإرهاب، متهمين إسرائيل (بالتجويع)".
ولا تعد المزاعم بأن أشخاصًا هم من حركة حماس يتنعمون بما لذ وطاب من الفاكهة بينما يعاني المدنيون في القطاع جديدة، فقد سبق لدولة الاحتلال الترويج لصور ثابتة من الفيديو ذاته في 22 يونيو/ حزيران الماضي.
مساعدة من عائلة أبو دقة
وبالتدقيق في المقطع يمكن ملاحظة أحد الأشخاص يقول: "وحلا من عند أم أحمد مرت هاني أبو دقة". ما يعني أن آل أبو دقة تبرعوا بالفاكهة التي نراها في الفيديو.
وما يضيف على الأسف حزنًا هو أن أم أحمد وزوجها وجميع أبنائها ارتقوا شهداء في شهر مارس/ آذار الماضي في قصف إسرائيلي وحشي لمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وهذا يعني أيضًا بأن الفيديو صوّر قبل استشهادهم وبالتالي فهو قديم.
المساعدات لا تتضمن الفاكهة
وما يكشف زيف الخبر الإسرائيلي هو أن منظمة الأغذية العالمية حدّدت في منشور ماهية الطعام المُرسل إلى أهل غزة، وهو يشتمل على "دقيق للخبز، وخميرة للخبز، وإمدادات غذائية طارئة"، وليس في المعونات أي فاكهة لتسرقها حماس كما يدعي جيش الاحتلال.
وبسبب فداحة المعاناة وقّعت في 23 يوليو/ تموز الجاري أكثر من 100 مؤسسة دولية ومنظمة عاملة في مجال الإغاثة على عريضة مفتوحة، حذّرت فيها من أن قطاع غزة يواجه خطر مجاعة بشعة، إذ استمرت إسرائيل في سياساتها الحالية. وقد أقرت منظمة الأغذية العالمية منذ بضعة أيام أن شخصًا من ثلاثة في غزة لا يأكل شيئًا على مدى أيام.