رام الله- معا- أكدت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" ووزارة التربية والتعليم العالي على أهمية الاستمرار في تنظيم المخيمات الصيفية الحقوقية المشتركة لما لها من أثر إيجابي كبير على الطلبة المشاركين فيها وترسيخ مفاهيم حقوق الإنسان ذات الصلة بحقوق الطفل والحق في التعليم والصحة والتنقل، وتعزيز مشاركة الأطفال في المبادرات المجتمعية والأنشطة الفنية والمهارات الرياضية والإبداع المجتمعي.
جاء ذلك خلال حفل اختتام فعاليات المخيم الصيفي الحقوقي كرامة 2، بمشاركة نحو 300 طالب وطالبة من الصفوف السابع حتى التاسع، ضمن جهود مشتركة لتعزيز وعي الأطفال بحقوقهم، وتنمية مشاركتهم المجتمعية والتربوية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها فلسطين.
وأُقيم المخيم هذا العام تحت شعار (أنا أتعلم لأكون، كرامتي وكرامة الآخرين)، في إشارة إلى روح المخيم التي تجمع بين التعليم والكرامة الفردية والجماعية، وتُكرّس لدى الطلبة مفاهيم العدالة، والحرية، والحق في الحياة الآمنة والتعبير والمساءلة.
وهدف المخيم إلى ترسيخ مفاهيم حقوق الإنسان لدى الطلبة، خاصة تلك المرتبطة بحقوق الطفل، والحق في التعليم، والصحة، والتنقل، من خلال أنشطة تفاعلية وفنية وإبداعية، تسعى إلى تمكينهم من التعبير عن أنفسهم والدفاع عن حقوقهم بوعي وفهم.
وشهد حفل الختام، الذي أُقيم في مدرسة خربثا المصباح الثانوية المختلطة بمحافظة رام الله والبيرة، عروضًا فنية متنوعة قدّمها الطلاب، عبّرت عن مدى استيعابهم لقيم ومفاهيم حقوق الإنسان. وتضمّنت الفعاليات معرضًا لرسومات الأطفال تناولت قضايا الكرامة، والحرية، والحق في التعليم، إلى جانب عروض مسرحية وإلقاء قصائد شعرية ركّزت على أهمية حقوق الأطفال في ظل الأوضاع الإنسانية والسياسية الراهنة، حيث أكد مدير المدرسةالأستاذ محمود عاصي على الفارق الهام الذي تحدثه المخيمات الصيفية لدى الطلبة، على المستويات التربوية والتعليمية والثقافية.
وقال إسلام التميمي مدير دائرة التدريب والتوعية في الهيئة المستقلة، رغم حرب الإبادة في قطاع غزة، وحرمان أطفالنا من حقهم في الحياة والتعليم، فإننا مستمرون في تنظيم هذه الأنشطة التربوية الهادفة، التي تُعد تعبيرًا عن صمودنا، وتمسكنا بحقوق أطفالنا. لقد تحوّلت مدارسنا إلى خطوط مواجهة، ورغم القمع والاقتحامات والانتهاكات، استطاع الأطفال خلال أيام المخيم الخمسة أن يجمعوا بين الفرح والتعلم والإبداع والكرامة.
كما أكد الأستاذ صادق الخضور الوكيل المساعد في "وزارة التربية"، إن مخيم كرامة 2 يعكس أهمية دمج المعرفة بالقيم في بيئة تربوية قائمة على حقوق الإنسان، نريد لأطفالنا أن يعرفوا حقوقهم، وأن يمتلكوا القدرة على المحاججة والمرافعة دفاعًا عن كرامتهم وحقهم في العيش الآمن. المخيمات الحقوقية لا تُعنى فقط بالمعلومات بل بتشكيل اتجاهات ومواقف تستند إلى الوعي والكرامة، وهذا ما تحققه هذه الشراكة مع الهيئة المستقلة.
وفي إطار التعاون الفاعل مع دائرة الأنشطة في وزارة التربية والتعليم العالي، تعمل الهيئة المستقلة على تبني إنتاجات الطلبة ومخرجات المخيمات كمصادر معرفية وتربوية قابلة للاستدامة والتطوير. ومن أبرز هذه الجهود: تطوير صفحة رقمية على موقع الهيئة لعرض المواد التي أبدع فيها الطلبة مثل الفيديوهات، الرسومات، المطويات والمشاريع التوعوية. كما تعمل الهيئة على تبني أفضل المبادرات الطلابية وتنظيم مسابقة سنوية للمبادرات الحقوقية، إلى جانب تقديم دورات تعزيزية للطلبة الأكثر تميزًا خلال المخيم.
وتشجع الهيئة، بالتعاون مع الوزارة، المدارس على الاستفادة من إنتاجات الطلبة بعد انتهاء المخيم، وتطويرها لتشمل فيديوهات توعوية قصيرة باستخدام الهواتف المحمولة، تحمل عناوين حقوقية مثل: "أنا ضد العنف"، "طفولة آمنة بلا خوف"، "حقي في الكرامة"، "حقي في التعليم"، "حقي في الأمان"، و"حقي في التنقل"، ليتم عرضها في الفعاليات المدرسية أو عبر منصات الهيئة، بما يساهم في تعزيز أثر المخيمات ونقل التجربة إلى مدارس أخرى. كما يجري العمل على إصدار كتيّب مجمّع يوثق إنتاجات الطلبة كنموذج إرشادي للتربية على حقوق الإنسان.
وقد حضر فعاليات الختام كل من رئيس مجلس بلدي خربثا المصباح، وأعضاء الهيئة التدريسية في المدرسة، ومن جانب وزارة التربية والتعليم حضر مدير عام الأنشطة الطلابية الأستاذ حامد أبو مخو، والأستاذ عارف عصايرة، والأستاذ محمد إسماعيل، إلى جانب وفد من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ضم منسق دائرة التدريب والتوعية الأستاذ أنس بواطنة، ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة الأستاذ مجيد صوالحة، وفريق من متدربي الهيئة، وممثلين عن اتحاد المعلمين، ومجلس أولياء الأمور، والمجلس القروي.
ونُفّذ المخيم في خمس مدارس موزعة على محافظات الضفة الغربية وهي، مدرسة ذكور أحمد ياسين الأساسية في عرابة بمحافظة جنين، مدرسة ذكور خربثا المصباح الثانوية بمحافظة رام الله والبيرة، مدرسة إناث عبد الحي شاور الأساسية في مدينة الخليل، مدرسة الساوية الثانوية للبنين بمحافظة نابلس، ومدرسة إناث بيت جالا الثانوية بمحافظة بيت لحم.