السبت: 04/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

برعاية الرئيس عباس- افتتاح معرض الصناعات الفلسطينية 2009

نشر بتاريخ: 25/07/2009 ( آخر تحديث: 26/07/2009 الساعة: 14:04 )
الخليل-معا- افتتح محافظ الخليل د. حسين الأعرج، اليوم السبت، معرض الصناعات الفلسطينية 2009 والذي تنظمه غرف تجارة وصناعة وزراعة محافظات الخليل ورام الله ونابلس، وذلك نيابة عن الرئيس محمود عباس.

وحضر حفل الافتتاح لفيف من رجال الأعمال والاقتصاديين من ضمنهم وزراء سابقين، وأعضاء في المجلس التشريعي، وممثلين عن بعض البعثات الدبلوماسية الأجنبية والعربية وحضور وفد اقتصادي أردني.

وقال محافظ الخليل في كلمة الافتتاح: "إنه لشرف لي أن أمثل السيد الرئيس أبو مازن رئيس منظمة التحرير الفلسطينية رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، في افتتاح فعاليات معرض الصناعات الفلسطينية 2009 هذا اليوم في مدينة الخليل".

ونقل المحافظ تحيات الرئيس وتهانيه وتبريكاته للحضور وللمشاركين في المعرض، مضيفا:" الرئيس أبو مازن يعبر لكم عن اعتزازه بهذا الجهد الذي تقومون به والدور الريادي في مجال الاقتصاد والذي يعتبره موازي وعلى قدم المساواة للجهد الكبير الذي يبذله في المجال السياسي لتتضافر الجهود جميعا من اجل إرساء قواعد وأسس الدولة الفلسطينية القادمة والتي أصبحت حقيقة واقعة بعد الاعتراف الدولي والمطالبة الأمريكية والأوروبية لتحقيق مبدأ وجود الدولتين.

ودعا د. حسين الأعرج في كلمته للوحدة الوطنية بين أفراد الشعب الواحد، وإنهاء حالة الانقسام كي لا تكون الشماعة التي تعلق عليها إسرائيل صلفها وعنادها ومراوغتها من اجل قيام الدولة الفلسطينية.

وقال د. الأعرج " ما كنا قبل عامين نستطيع التواجد في هذا المكان بالإشارة منه الى مكان اقامة معرض الصناعات الفلسطينية 2009، والذي يبعد أمتار قليلة عن ميدان باب الزاوية وسط مدينة الخليل وعشرات الأمتار عن البلدة القديمة، لولا الجهد الذي يبذله وبذلته السلطة الوطنية من خلال أجهزتها الأمنية وبسطها سيادة القانون والنظام ومنعها الفلتان الامني" .

وحول المعرض قال الأعرج: "إننا نعتز بهذه التظاهرة الاقتصادية والحراك الاقتصادي الذي تشهده مدينة الخليل وبهذه الصناعات الوطنية التي أخذت تنافس الصناعات العالمية بالرغم من كل الصعوبات والتحديات والمعوقات التي يفرضها الاحتلال أمام منتجات الصناعة الفلسطينية".

ويأمل د. الأعرج بأن تعود صناعات الخليل التقليدية للصدارة من أجل جذب السياحة وتنشيط الحياة الاقتصادية وبالتالي زيادة التواجد السكاني في قلب الخليل المهدد بشكل مستمر من قبل الاستيطان .

وأضاف المحافظ:" إننا في المحافظة نتابع إنشاء المناطق الصناعية بطريقة علمية مدروسة بعيدة عن الارتجال متجاوبة مع مصالح المحافظة، آخذين بعين الاعتبار التركيز على المناطق المهمشه بجعلها مناطق جذب استثماري، بهدف تطويرها اقتصاديا واجتماعيا، كما نتطلع لإيجاد هذه المناطق كي نبدأ بعملية نقل الورش والمصانع من قلب المدينة كي يكون العمل فيها أكثر أمنا وسلامة وأكثر حفاظا على البيئة".

بدوره رحب الحاج هاشم النتشة رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل بالحضور نيابة عن أعضاء الهيئة الإدارية للغرفة، مشيرا الى أنه كان للتعاون المثمر بين الغرف التجارية في محافظات الوطن الأثر الكبير في إخراج هذا المعرض لحيز الوجود، خاصة بين الغرف التجارية لمدن نابلس ورام الله والخليل، معتبراً الغرف التجارية في محافظات القاعدة الأساسية للقطاع الخاص الفلسطيني، الذي هو العمود الفقري للاقتصاد الفلسطيني الذي تم رعايته لعقدين من الزمن في مختلف المهن والصناعات، معبراً عن افتخاره واعتزازه بما تقدمها هذه القطاعات من منتجات مادية وخدماتي حيث شهد القاصي والداني على جودتها وميزتها التنافسية المقرونة بالجودة وبالسعر.

وأوضح النتشة أن الإنسان الفلسطيني هو محور الاهتمام ببناء اقتصاد فلسطيني سليم، ولذلك عقدت غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل ما لا يقل عن مائتي دورة في مختلف الموضوعات العلمية والإدارية والتكنولوجية، لرفع مستوى إنتاجية العمل.

وثمن النتشة التعاون القائم بين القطاع الخاص والقطاع العام للوصول بالاقتصاد الفلسطينية الى المرحلة التي نشعر فيها جميعاً أن المواطن الفلسطيني قد حقق درجة عالية من درجات المواطنة الصالحة في حصوله على أفضل الصناعة والخدمات من موارده الاقتصادية ليرتفع مستواه الحياتي ويشعر انه اقترب الى درجة الشعوب المتقدمة.

وشدد النتشة على أن الاحتلال الإسرائيلي ومشاكله التي لا تعد ولا تحصى قد أعاق تقدم المسيرة الوطنية نحو التحرر وبناء اقتصاد وطني سليم يقوم على قواعد ثابتة تسمح بإقامة الدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

وقدم الحاج احمد هاشم الزغير، رئيس اتحاد الغرف التجارية الصناعية الزراعية الفلسطينية، شكره للرئيس محمود عباس على رعايته للمعرض ودعمه للصناعة الوطنية التي لها أثرها في رفع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي وقدرته التوظيفية، وتخفيض معدلات الفقر والبطالة والإعالة وتأثيرها الواضح في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما شكر د. سلام فياض رئيس الحكومة على دعمه واهتمامه الدائم بالصناعة الوطنية وتكريس للحوار بين القطاعين العام والخاص وترسيخ الأمن والأمان.

وأوضح الزغير أن الاقتصاد الفلسطيني يعاني من مصاعب تؤثر في تطور القطاع الخاص بسبب وجود الاحتلال الإسرائيلي وسيطرته على المعابر الحدودية، مشيراً الى أن الخليل كالقدس وغزة تعاني من الإجراءات العنصرية الإسرائيلية، موضحاً انه ليس بعيدا عنكم ما تعانيه مدننا وقرانا من نكبات وآلام يومية.

وبين أن معرض الصناعات الفلسطينية 2009، يمثل الهوية الوطنية للصناعة الفلسطينية التي دخلت أسواقاً عالمية بفضل عقول وسواعد العامل الفلسطيني الذي يعتبر ركيزة القطاع الخاص والاقتصاد الوطني، منوهاً الى أن المعرض يضم في أجنحته 90 شركة من مختلف قطاعات الإنتاجية الكبيرة والصغيرة تعتبر نافذة وحلقة وصل بين القطاعين التجاري والصناعي وفرصة للتشبيك والتكامل بين مختلف الصناعات الفلسطينية وتعريف لمواطن الفلسطيني بالمنتجات الوطنية.

وطالب الزغير، الحكومة الفلسطينية بضرورة تنظيم رخص الاستيراد وتنظيم السوق والاهتمام بمعايير الجودة ومواصفات البضائع المستوردة والحد من إغراق السوق بمنتجات متدنية الجودة تثر على الصحة والبيئة وما نتج عنها من ضرب للصناعة الوطنية كما حدث مع قطاع صناعة الجلود والأحذية في الخليل وإغلاق مصانعها التي كانت تشغل آلاف العمال الذين التحقوا بجيش العاطلين عن العمل.

وأشاد العسيلي بالمستثمر الفلسطيني الذي يقدم على الاستثمار في الأراضي الفلسطينية رغم كل الصعاب منطلقاً من البعد الوطني وليس لتحقيق الإرباح التجارية, مؤكداً أن الاستثمارات المحلية تدعم الاقتصاد الوطني وتحد من نسبة البطالة العالية التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني، مناشداً المستثمرين الفلسطينيين في المهجر والمستثمرين العرب على مزيد من الاستثمارات المحلية لدعم الاقتصاد الوطني.

وأطلق العسيلي رسالة الى كل شخص في المجتمع الفلسطيني بدعم الصناعة الوطنية من خلال الإقبال على شرائها وتفضيلها على ما كل هو أجنبي. مشيراً الى أنه من الواجب الوطني علينا جميعاً أفراداً ومؤسسات دعم صناعتنا الوطنية وتقديم التسهيلات للمستثمرين.

وأكد العسيلي حرصه كرئيس لبلدية الخليل، على دعم الصناعات الوطنية وتقديم التسهيلات للمستثمرين للحصول على ما يحتاجونه من خدمات ومرافق والاتصال والتواصل مع وزارة الاقتصاد الوطني والغرف التجارية وملتقى رجال الأعمال وغيرها من المؤسسات للنهوض بالاقتصاد الوطني وتطوير الصناعة الفلسطينية وإيجاد مرافق البنية التحتية لها وتعزيز المناخ الاستثماري في محافظة الخليل.

وأشار العسيلي الى الدور التكاملي بين البلدية وبين الغرفة التجارية والمحافظة في المدينة، حيث سيتم توسيع المنطقة الصناعية وذلك بعد الانتهاء من شق طريق رقم 36 ، ممول من الوكالة الأمريكية للتنمية ، كما وتطرق في كلمته لحديثه مع وزير الاقتصاد الى إنشاء مناطق صناعية حرفية من أجل إخراج المصانع والورش من الأحياء السكنية، منوهاً الى قرب انتهاء مشروع محطة السيارات المركزية التي يجري البناء بها، لافتاً الى أنه تم التوقيع على اتفاقية مساهمة بقيمة 2 مليون يورو من قبل الحكومة الهولندية.

وأكدت سميرة بركات من الوكالة الألمانية للتعاون الفني GTZ ، على دعم الوكالة للصناعات الفلسطينية وتسليط الضوء على المنشآت الصغيرة ومتناهية الصغر، وأوضحت أن الوكالة الألمانية تركز عبر تطوير القطاع الخاص على تحسين بيئة الأعمال من خلال تشجيع التعاون ما بين القطاعين العام والخاص على المستويين المحلي والوطني لتحسين الخدمات والسياسات المتعلقة بتلك المنشآت، كما تدعم المعرض لترويج الصناعة المحلية وأهميتها في خلق فرص عمل وتنمية الاقتصاد الفلسطيني.

وشدد سميح العبد من صندوق الاستثمار الفلسطيني، باسم مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطينية على دعم النشاطات الاقتصادية التي تهدف بالأساس الى دعم المنتج الوطني وتعزيز الصناعة المحلية والمنتجات الوطنية، مشيراً الى أن ذلك ينبع من الحرص الشديد على ضرورة الحفاظ على الصناعة الوطنية والاهتمام بتطويرها والعمل على تعزيز حصتها التسويقية المحلية ، موضحاً أن هذا المعرض يشكل خطوة صحيحة بهذا الاتجاه.

وكشف العبد عن تنازل الصندوق عن الجناح المخصص له في المعرض، لتقدمه بمبادرة أساسات بالتعاون مع شركة حلول للاستشارات وبدعم من المؤسسة الكاثوليكية للإغاثة والتنمية والشركة الفلسطينية للخدمات التجارية، موضحاً أن مبادرة أساسات تهدف بشكل رئيسي الى ترويج الصناعات الإنشائية ومواد البناء فلسطينية الصنع والعمل على زيادة حصتها في السوق المحلية، معتبراً أن المبادرة من المبادرات واقعية التي تستهدف رفع كفاءة وقدرة وفعالية المنتج الفلسطينية، بحيث يتم التأكيد على أن القطاع الخاص الفلسطيني ما زال يملك الفرصة لتعزيز الصمود وإيقاف التدهور الاقتصادي للوصول الى التنمية المستدامة.

وطالب معن ملحم مدير إدارة التسويق في شركة جوال الراعي الرئيسي للمعرض، طالب إدارة المعرض بأن تمنح شركة جوال رعاية المعرض في العام القادم وللسنة الرابعة على التوالي، وتطرق للحديث عن شراكة جوال مع زين والتي ستعمل على خلق فرص عمل جديدة، وتحدث عن الصعوبات التي واجهت شركة جوال على مدار عشرة أعوام من عمرها في السوق الفلسطيني، مؤكداً أن جوال ستبقى داعم رئيسي للمعارض والمهرجانات التسويقية والأنشطة الاقتصادية لدعم الاقتصاد الوطني الفلسطيني وتنميته.

وقد شهد معرض الصناعات الفلسطينية 2009 في يومه الأول تدفق آلاف المواطنين من مختلف مدن وقرى المحافظات الفلسطينية حيث قدر القائمون على مجمع الخليل سنتر حيث يقام المعرض الحضور بما يزيد عن الأربعين ألف زائر.

وقال الحاج زيدان الجعبة مدير عام المجمع، أن الإقبال الكثيف من المواطن الفلسطيني على حضور معرض الصناعات الوطنية لهو تأكيد على اهتمام المواطن بالصناعة الوطنية الفلسطينية ودعمها لتستمر في منافسة المنتج الأجنبي، مضيفاً أن المعرض الذي يستمر حتى 28/7/2009، سيشهد إقبالا كبيرا خصوصاً ونحن على أعتاب شهر رمضان المبارك وافتتاح العام الدراسي الجديد، وما يتيحه المجمع للمتسوق من مناخ وبيئة آمنة وممتعة للتسوق .