الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

كفى اهانات لرموز الشعب ولافراد الامن الفلسطيني بقلم: نصير فالح

نشر بتاريخ: 20/03/2006 ( آخر تحديث: 20/03/2006 الساعة: 16:10 )
ما جرى في مقر المقاطعة في اريحا اعاد الى الاذهان المشهد الذي عاشه مقر الرئاسة برام الله لدى حصار قوات الاحتلال الرئيس الراحل ابو عمار, يتمزق القلب الف مرة حين يرى الطالع الاهانة والاذلال لافراد الامن الفلسطيني وهم عراة او كيف يقاد امين عام لثاني فصيل في منظمة التحرير من قبل عصابة من جنود الاحتلال مع رفاقه واللواء فؤاد الشوبكي امام اعين العالم الاعمى والاصم.

اما السؤال هنا لماذا نضع انفسنا في ورطة كل مرة؟ هل هي البلاهة ام غياب بعد النظر؟ واذا كانت السلطة على علم بتهديدات الحراس الاميركيين والبريطانيين بالانسحاب, فلماذا لم تؤخذ التهديدات على محمل الجد.؟ وعندها كان بالامكان انقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الآوان اسئلة نسألها في كل ازمة وفي كل مرة ولا اجابة عيها.

ومع ذلك لا نتعلم من خطايانا بل نصر على الخطأ غباء فينا ام جهلا ام التفرد بالقرار من قبل شخص وبنصيحة من مستشار او وزير.

هنا يحضرني السؤال الاهم, ما حاجتنا الى المقاطعات التي قطعت بنا, في رام الله فقدنا الرئيس ابو عمار مسموما وفي مقاطعة اريحا خطف الرفيق احمد سعدات, وفي سجن نابلس فعلت طائرات الاف ستة عشر فعلها .

ومن ثم ما حاجتنا لاجهزة الامن التي لا حول لها ولا قوة امام عصابات وقطاع الطرق في الجيش الاسرائيلي الذي فقد اخلاق وقيم العسكرية بقتله الاطفال والرضع والنساء والشيوخ وقيامه بالقرصنة صباح مساء.

الم نكن في امن في الانتفاضة الاولى عندما كان جنود الاحتلال يكسرون اقفال المحال التجارية يوم الاضراب وتترك مفتوحة دون ان تسول نفس واحد من ابناء شعبنا لسرقة اي محل الم نسير دوريات من شبابنا تحرس القرى والاحياء وتوفر المأمن للمطلوبين.

كم جريمة قتل كانت تحدث في الانتفاضة الاولى وكم اليوم رغم اجهزة الامن الجرارة, هل الامر يتعلق باكثر من تنظيم السير في وسط المدن ويا حبذاا لو ان هناك نظام والتزام بالقوانين.

كم سيارة مسروقة في شوارعنا, انها اساطيل كل واحدة منها قنبلة موقوتة تحصد ارواح الابرياء ومن يذكرنا ان غفلنا حادثة شرف واحدة في الانتفاضة الاولى, ومن يذكرنا بالملاهي والانحلال الخلقي الذي نحف فيه, لم نكن نبحث عن رتب عسكرية او مساعدات مالية, كنا نبحث آنذاك عن هدف اسمى.

قد يسأل سائل هل انت ضد وجود اجهزة امنية؟ قطعا لا كنت اتمنى ان نمتلك القنبلة النووية وان نحقق الانتصار على اسرائيل. ولكن طالما ان ثقافة العسكرية يفتقر اليها الكثير من رجال الامن حتى رفض خلع الملابس كما جرى في اريحا وقبلها الكثير, لا اعتقد انه بحاجة الى ان تهمس في آذان افراد الامن فماذا كان بامكان جنود الاحتلال لن يفعلوا لو رفض افراد الامن خلع الملابس, هل سيقتلون؟ قطعا لا لماذا نساق الى المذبح كما تساق الشياه, ولماذا اهتزت ثقتنا بأنفسنا, انها الاهانة التي مزقت صدري اين نحن مما كنا فيه, اننا رعية بلا راع, لم ننجح في اي منازلة مع الاحتلال, ليس لأنه الاقوى بل لانه يعمل وفق استراتيجيات ونحن نعمل على البركة او وفق عمل الفزعات ولا اريد الدخول هنا في مهاترات مع احد عن حجم الانتصارات, رغم ان تضحيات شعبي كبيرة وباهظة ورغم الارادة الصلبة القوية لكن الحقيقة مُرة والاٌمر منها اننا لا زلنا نثق بالعهود والاتفاقيات دون ان نستذكر قول الله تعالى في اليهود: "كلما عاهدوا عهدا نقضه فريق منهم".

ومن هنا نصيحتي ان نتطلع الى صناع اتفاق اوسلو كيف قضوا؟ وبيد من؟ بدءا من اسحق رابين ومرورا بالرئيس الخالد ابو عمار ولا ادري انتهاء بمن, فهل بقي ما نبكي عليه.