الخميس: 16/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

اعداد الحكام وحمايتهم * بقلم : الحكم الدولي مهيوب الصادق

نشر بتاريخ: 29/07/2009 ( آخر تحديث: 29/07/2009 الساعة: 17:43 )
نابلس - معا - ان اعداد الحكام وحمايتهم وربما يكون الواعدين منهم لاجل الحفاظ على ديمومة اللعبة خطان متوازيان يسيران جنبا الى جنب ، اذ يعتبر ذلك النقطة الاهم في بناء اللبنة الاساسية لجيل تحكيمي قادر على تحمل المسئولية على اكمل وجه،وهنا نتناول اولا الحديث عن حماية الحكام ، لقد تناول الاتحاد الدولي لكرة القدم هذا الموضوع بكل ابجدياته في كيفية صون كرامة الحكم وهذا الموضوع ليس وليد الصدفة، بل اجراء استباقي للاحداث وكطريقة وقا ئية ناهيك عن الحد من ظاهرة العنف ضد الحكام.

ان احترام و حماية الحكام اضحت النقطة الاهم في اجندة الفيفا والاتحادات القارية و الاهلية على حد سواء ، لقد امست نقطة سوداء في الجسم الرياضي يجب اجتذاذها و التي يكون عادة ابطالها المستهترين باللعبة و جمايتها غير عابئين بجهود واخلاص المحافظين على جمالية اللعبة ونظافتها، لقد وضعت الكثير من علامات الاستفهام حول المغزى من كيفية التعامل الذي يقابل به قادة الميادين وحجم الاهانات و كثافة الشتائم والإعتداء الجسدي في بعض الأحيان، أضف إلى ذلك الإنتقادات اللاذعة من عناصر اللعبة والصحافة في بعض الاحيان والتي تؤجج المشاعر العدائية باتجاه الحكام متجاوزين جميع المحاذير والخطوط الحمراء، البعيدة كل البعد عن مفهوم اللعب النظيف والروح الرياضية ، تنكراً ودحضاً بهدف اسقاط فشلهم على الاخرين جملة ، وتفصيلا على اعتبار ان الحكام هم الحلقة الاضعف من وجهة نظرهم ،ان التملص من تحمل المسئولية تؤدي الى رجم الاخرون (انه تكتيك والضحية هو سيد الملعب)،

المحصلة هنا انكار مبادئ الروح الرياضية واللعب النظيف التي تقوم على أساسها مدماك جمالية لعبة كرة القدم،من هنا عمم الإتحاد الدولي على الإتحادات عمل احصائيات التي تتمحور حول العنف ضد الحكام كي تكون مفتاح
لحل هذه المشكلة وإيجاد نظام واسلوب واجراء معين للتعامل معها، حيث تبدأ المعالجة من تقييم العلاقة بين الحكام واللاعبين والمدربين داخل الميدان وانعكاساتها على الجمهور بالإعتماد على الإسلوب التصاعدي التدريجي لتغيير سوكيات وردات الفعل لدى اللاعبين- من خلال الإحتجاج المتكرر والمتواصل على قرارات التحكيمية بالقول أو الفعل، بطبيعة الحال هذا يتطلب مناظرات ومحاضرات بالتعاون مع المجتمع المحلي وبدعم من اللجنة الأولمبية، نذكر هنا مثال ما حدث في مباراة مصر والبرازيل في كأس العالم للقارات الإخيرة والجدل الذي دار حول أحقية ركلة الجزاء
للبرازيليين بعد مشاهدة الحكم المساعد و عبر الشاشة الداخلية للملعب حادثة لمسة اليد، الأمر الذي تتطلب من الفيفا إلى اتخاذ قرار بعدم السماح بالإعادة البطيئة وذلك كأسلوب وقائي لحماية العملية التحكيمية والمحافظة على انسانيتها ومنعاً للأمور الجدلية وإثارة القلائل وعمل بلبلة من جراء ذلك .ان القانون كرة القدم وضع لتنظيم العلاقة بين جميع عناصر اللعبة ،وهنا تكمن صعوبةالامر كون الحكم يطبق نصوص ومواد قانون وضعه اخرون وفي نفس الوقت منح القانون الحكم ما نسبته 90% كحالات تقديرية.

إن نظام حماية الحكام يمكن حصره بالإجراءات التالية:-
1- الإعتماد على قانون الحماية المدنية للفرد بهدف التدخل السريع من الجهة المسؤولة .
2- تطبيق اللوائح الداخلية الخاصة بالإتحادات الخاصة بحماية الحكام واتخاذ إجراءات والقرارات الكفيلة للحد من العنف ضد الحكام.
3- قام الفيفا بعقد إجتماعات مكثفة بناءاً على التقارير للإتحادادت القارية اسفرت عن صدور نص قانون يعمل على توفير الحماية الكافية للحكام ولمختلف البطولات حتى يقوم الحكام بدورهم على أكمل وجه وفي أحسن الظروف انطلاقاُ من وصولهم ودخولهم للملعب وحتى مغادرة الملعب، وهناك مذكرة اصدرها الإتحاد الدولي تحمل الرقم 1172 وتتمحور حول كيفية السهر على حماية جميع الأطر والعناصر الرياضية من مدربين ولاعبين وحكام وباحثين ومحاضرين في مجال لعبة كرة القدم وتضمنت ايضا كيفية توفير اعداد رجال الامن في الملعب وطريقة عملهم حتى لا تحدث امور لا تحمد عقباها.

يمكننا الان التحدث عن اعداد الحكام وتأهيلهم ،ولأن مسئولية الحكام والتحكيم واعدادهم تقع برمتها على كاهل اتحاد الكرة ولجنة الحكام ودائرة الحكام جنباً إلى جنب، جاءت أهمية اعداد الحكام وحما يتهم في آن واحد ، وذلك لأن الحكام هم العنصر الأساسي بل صمام أمان سير المنافسات والبطولات بإختلاف الزمان والمكان، إن تنظيم وادارة دورات اعداد الحكام الواعدين تحتاج إلى الكثير من الخبرة والدراية التي يوظفها اصحاب الخبرات التحكيمية وليس دونهم على الإطلاق، ليس من السهل أن تصنع حكماً موهوباً ومميزاً يحوز على ثقة لجنة الحكام يكون