الخميس: 16/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

جامعة بيرزيت تستضيف وتشارك في مؤتمر "القدس:تاريخ المستقبل"

نشر بتاريخ: 01/08/2009 ( آخر تحديث: 01/08/2009 الساعة: 17:23 )
رام الله - معا - تحت رعاية الرئيس محمود عباس، نظّمت مؤسسة الدراسات الفلسطينية بالتعاون مع كل من الائتلاف الأهلي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في القدس ومركز الأبحاث الفلسطيني الأمريكي "بارك"، واتجاه واتحاد الجمعيات العربية "اتجاه"، وبالشراكة مع جامعة بيرزيت، مؤتمرا متخصصا حول القدس بعنوان "القدس تاريخ المستقبل"، بحضور رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض ورئيس المجلس الإداري لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية د.رفيق الحسيني، وممثلي المؤسسات المشاركة وعدد من الشخصيات الفلسطينية، كما شارك فيه نخبة من الخبراء والباحثين الفلسطينيين والدوليين.

تناول المؤتمر الذي بدأت أعماله السبت الموافق 1 آب 2009 والذي سيمتد على مدار ثلاثة أيام الى 4 آب 2009، قضايا متعلقة بالقدس كالسياسات الدولية والعربية تجاه القدس، والوضع القانوني والديموغرافي، المخططات الإسرائيلية لمدينة القدس، الواقع الإحتلالي للمدينة المقدسة، الهوية الثقافية ودور المؤسسات المقدسية، كما يتطرق المؤتمر بشكل تفصيلي للخيارات المستقبلية للمدينة وسياسات التهويد والأسرلة.

وقد ابتدأ المؤتمر في اليوم الأول بجلسة افتتاحية رحّب فيها رئيس الجامعة الدكتور نبيل قسيس بالدكتور سلام فياض وبجميع المشاركين، وعبر عن شكر الجامعة للدعم الذي تقدمه الحكومة لها ولطلبتها وللتعليم العالي، قائلا "ان هذا يوم خاص لأنه يتيح للجامعة تعزيز مشاركتها في احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، حيث كانت الجامعة قد قررت اعتبار جميع النشاطات الثقافية جزءا من برنامج الاحتفالية"، واصفا اليوم بأنه خاص لوجود مجموعة كبيرة من الباحثين البارزين مشاركين في المؤتمر داعيا إياهم لتعميق صلاتهم الأكاديمية والبحثية مع زملائهم في الجامعة، ومشيرا إلى اهتمام الجامعة بالدراسات والأبحاث حول القدس، مضيفا الى أن القدس بتعدديتها رغم محاولات تهويدها هي منبع لا ينضب للدراسات المتخصصة في شتى المجالات.

وأشار الى أن هذا المؤتمر سيكون غنيا بالدراسات العميقة والأفكار النيرة قائلا: "انه إذا كان هناك ما يمكن اعتباره قاسما مشتركا بين القدس ومؤتمر أكاديمي من هذا النوع فهو التعددية وقبول الآخر".

وتحدث د.كميل منصور ممثلا عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية قائلا : " ان عقد هذا المؤتمر في غاية الأهمية كون فعالياته ابتدأت بمؤتمر صحفي في مدينة القدس، ثم في جامعة بيرزيت وستنتهي في مدينة الناصرة مما يدل على المكانة الكبيرة لمدينة القدس في أذهان الفلسطينيين وعقولهم وعواطفهم باعتبارها ليست موقعا جغرافيا فحسب وإنما مكان للأماكن الدينية والروحية ومركز للتاريخ والحضارة، وهي لا يمكن ان تقتصر على شعارات وإنما على دراسات متعمقة من الواقع. وقال أن فكرة المؤتمر التي انطلقت من القدس عاصمة الثقافة العربية هي مناسبة للتوعية والتعبئة، ومزجت ما بين الالتزام الوطني والبحث العلمي"، مشيرا الى أهمية انعقاد المؤتمر في صرح أكاديمي يحمل اسم شهيد له مكانته النضالية والشعرية ، وأن جامعة بيرزيت من خلال أشخاصها تحمل الأبعاد الوطنية والعلمية ضمن عملية تربوية شاملة.

ومن جهته ألقى د.سلام فياض رئيس الوزراء كلمة أكد فيها التزام منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية بحقوق الشعب الفلسطيني وحق العودة وحق تقرير المصير وحقوق اللاجئين في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، مشيرا إلى أن الحكومة على وشك إنجاز وثيقة فلسطينية تشتمل على خطة تعتمد على فلسفة الحكم السليم في مؤسسات الدولة داعيا الشعب الفلسطيني إلى شجاعة البقاء وإرادة البناء للتغلب على عناصر الإحباط التي سببها الإحتلال.

وقال إن إنجاز الحقوق خصوصا فيما يتعلق بالقدس المحتلة هو مفتاح الحل، وأن محاولة إسرائيل للإلتفاف على الحقوق لم يكتب لها النجاح مشيرا الى عدم التزام إسرائيل بالوفاء بتعهداتها خصوصا فيما يتعلق بالقدس، ومعتبرا ان استمرار إسرائيل في سياسة الإستيطان وبناء الجدار وحصار غزة يعتبر تحديا للمجتمع الدولي كافة، مضيفا الى ان استمرار الضغط على الطرف الأضعف في مسيرة التسوية سوف يُسيء الى إيجاد حلول للقضية الفلسطينية.

وتخلل الجلسة الافتتاحية تكريم ثلاث شخصيات مقدسية ساهمت في تكريس عروبة المدينة المقدسة وذلك بمنحهم دروع تكريمية وهم: إبراهيم الدقاق عضو مجلس أمناء في مؤسسة الدراسات الفلسطينية وأمين الخطيب مؤسس جمعية المقاصد الخيرية، ورئيس اتحاد الجمعيات الخيرية في القدس، وسامية خوري المقدسية الناشطة وهي عضو مجلس أمناء جامعة بيرزيت ورئيسة جمعية الشابات المسيحية في القدس.

وتحدث رفيق الحسيني عن ممارسات الاحتلال التعسفية ضد مؤسسات وأهالي القدس قائلا :" تجري حرب عصابات ثقافية في القدس، ففي مقابل الشعار الذي يطلقه المقدسيون حول هويتهم التراثية المبنية على التعددية والتسامح وتمسكهم بأرضهم يقابلهم الاحتلال بممارسات تعسفية".

وعن الإئتلاف الأهلي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين تحدث المحامي علي ابو هلال قائلا: " أن من أولويات الإئتلاف الأهلي هو الكشف عن ممارسات إسرائيل خصوص التهويد ومصادرة الحقوق والحريات وان هذا المؤتمر يعقد في إطار كشف المخططات الإسرائيلية ضد المقدسيين والتي تتناقض مع القانون الدولي لحقوق الإنسان".

وعن اتحاد الجمعيات الأهلية العربية "اتجاه" حيّا الأستاذ أمير مخول المؤسسات المشاركة في المؤتمر وأشاد بموقف المقاومة الشعبية داخل المدينة المقدسة وبدور الحركات الإسلامية في المناطق المحتلة عام 48 في دعم القدس، كما شكر حركة التضامن الدولي ودورها المؤيد لحقوق الفلسطينيين.

واشتملت جلسات المؤتمر في اليوم الأول على مواضيع متعددة في سياق سياسة الإدارة الأمريكية تجاه مدينة القدس والقضية الفلسطينية، ودور وسياسة أوروبا، ثم حول القدس في الإعلام بين الحيادية والانتماء، ووضع القدس في ظل القانون الدولي وفي القانون الإسرائيلي ثم تقييد الوجود الفلسطيني في القدس.

وقد أدار هاتين الجلستين كل من د.ناصر القدوة، والمحامية سحر فرنسيس، وقدم هذه المداخلات كل من: الدكتور رشيد الخالدي، الأستاذ يواخيم باول ، د. مهدي عبد الهادي، الأستاذ وليد العمري ، والأستاذ فراس ملحم، والأستاذ أسامة حلبي، والأستاذ أحمد الرويضي.

وقال خالد فراج، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وهو الأول من نوعه من حيث شمولية القضايا التي سيتم نقاشها، وأن المؤتمر جاء تزامنا مع اعلان القدس عاصمة الثقافة العربية، والهدف منه تسليط الضوء على كافة قضايا القدس من حيث الممتلكات والسكان الأصليين واستيطان وحفريات.

وأكد فراج على أهمية عقد حوار حول القدس على ضوء المتغيرات الاقليمية والدولية ليشكل المؤتمر مقدمة لنقاش في قضايا استراتيجية مرتبطة بالقدس.