السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

في غزة:رمضان بنكهة اخرى.. فقدان احبة وعالقون وحصار وغلاء معيشة

نشر بتاريخ: 22/08/2009 ( آخر تحديث: 23/08/2009 الساعة: 09:21 )
غزة- تقرير معا- ستكون أسواق غزة خلال الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، خالية من بعض الخضروات الطازجة كالبصل والفجل والخس والجزر، لسببين اما لفقدانها بالأساس او لاحتكارها ورفع أثمانها بعد دخول رمضان أيامه الأولى.

حال قد يصف بعض أجواء رمضان التي تلحظ بين جنبات القطاع المحاصر للعام الثالث على التوالي، سبق رمضان بأيام قلائل أحداث دامية في محافظة رفح جنوباً أسفرت عن تيتيم عشرات الأطفال وجرح العشرات وسجن آخرين يفتقدهم أحباؤهم على موائد السحور والإفطار، والسؤال هل مصير الشعب الفلسطيني ان يعيش بين ضفتي حصار وقتل ودماء ومعتقلين من الأحباب والأبناء في كل رمضان؟.

على معبر رفح الحدودي وبالتحديد على الجانب المصري يقبع مئات العالقين الفلسطينيين بينهم سيدة تحمل طفلة مريضة، هي منذ قرابة أسبوع تتوسل للشرطة المصرية على المعبر أن يسمحوا لها بدخول القطاع ولكن دون جدوى، ومن بين العالقين أحبة قدموا لقضاء شهر رمضان بين أسرهم ولكنهم على المعبر يواجهون بكلمة ممنوع " المعبر مغلق".

ولا يكاد بيت فلسطيني في قطاع غزة من بلدة بيت حانون شمالا مروراً بالمحافظة الوسطى وغزة إلى خان يونس ورفح جنوباً يخلو من مأساة سواء اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية، في ظل ما تحدثت به الأونروا مؤخراً عن اعتماد 70% من سكان القطاع على معوناتها، ولا يخفى هنا التذكير بأحوال من دمرت منازلهم خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة وهم يقبعون إما بالخيام أو تحت بقايا منازلهم المدمرة أو ضيوفاً للشهر الثامن على التوالي لدى أقربائهم.

وبين جنبات القطاع، عائلات تفتقد أحبابها لرمضان الثالث على التوالي منهم من فر إلى مصر وآخرون إلى الضفة الغربية عقب أحداث سيطرة حماس على القطاع وبالتأكيد قرابة ألف أسرة أسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال الاسرائيلي.

"معا" حاولت أن تستقرئ ملامح المواطنين وما يتفوهون به في أول أيام شهر رمضان للعام الجاري فكانت كالتالي:

أحد موظفي السلطة وهو مستنكف عن العمل خشية قطع راتبه يقول:" أرغب في أداء صلاة التراويح بالمساجد ولكنني على يقين أن راتبي سيقطع باليوم التالي كما أخاف استهدافها بالنيران إن قامت إحدى المجموعات بالتحصن فيها كما حدث في رفح، لذلك فأنا قررت الصلاة في المنزل".

أما آخر فهو يشتكي من سياسية تسييس المساجد قائلا :" أليست المساجد كلها لله فلماذا هذا المسجد للجهاد وذاك لحماس وآخر للسلفية ورابع لكذا وكذا..."

أم سامي أعربت عن سعادتها باستقبال شهر الخيرات وقالت لـ"معا":"انتظرنا شهر رمضان بفارغ الصبر فرغم ما أصابنا من حرب ودمار إلا انه يأتي بحلة جديدة" مبينة أنها ابتاعت الكثير من الألبان والاجبان وهي أشياء ضرورية في وقت السحور، مشيرة إلى خلو الاسواق من المربيات والأطعمة المحلاة والتي يكثر استخدامها في هذا الشهر.

كما دعت أم سامي أن يكون شهر رمضان هو شهر الخيرات و"راحة البال" داعية طرفي الصراع في فتح وحماس إلى تغليب المصلحة الوطنية من خلال المصالحة الوطنية وتوحيد شطري الوطن.

في حين اشتكى المواطن سامي حبوش وهو معيل لأسرة مكونة من 5 أفراد من الغلاء الفاحش للأسعار داعيا التجار إلى مراعاة أوضاع الناس في الشهر الفضيل قائلا:" والله الناس مش لاقية تأكل...يخلوا الناس تعيش...يرخصوا الأسعار"، مطالبا الحكومة المقالة بمراقبة الاسعار ومعاقبة المحتكرين.

وبين حبوش أن الأوضاع الاقتصادية السيئة لبعض المواطنين أوجدت طبقة من الناس في غزة تستطيع أن توفر لأسرتها كل شي في حين لا تستطيع الطبقة الفقيرة.

في حين أقدم المواطن ابو احمد على الاستدانة من جيرانه مبلغ 300 شيكل ليبتاع لأطفاله حاجيات شهر رمضان.

وبالرغم من ذلك فإن من حق أطفال القطاع أن يشعروا بأمان شهر رمضان المبارك ومن حقهم وحق عائلاتهم ان تستشعر روحانيات هذا الشهر الفضيل دون إحساس بالألم جراء فقد الأحبة أو تقييد الحركة أو استغلال التجار لمعاناتهم.