الجمعة: 10/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

حملة لتشجيع المنتجات المحلية في مواجهة تجارة الانفاق بغزة

نشر بتاريخ: 03/09/2009 ( آخر تحديث: 04/09/2009 الساعة: 09:50 )
غزة- تقرير معا- "تمهل وأعط إنتاجنا حق الأولوية" شعارات ألصقت على الجدران في كافة الأسواق الغزية حتى يراها المواطنون في كل مكان، لفتت نظري فوقفت لدقائق أفكر "أي إنتاج وطني" ؟، ما هي هذه المنتجات التي تحتاج من المواطن أن يتمهل من اجلها وهل هي بنفس جودة تلك التي كان يقبل عليها المواطن في غزة قبل الحصار الإسرائيلي؟.

"معا" استطلعت أراء المجتمع الغزي في توجهه نحو المنتج الوطني فكانت ردود الفعل متباينة بين مشجع وبين متخوف أو رافض للفكرة حيث يوجد لدى المواطن في غزة نظرة سلبية استباقية عن المنتجات المحلية.

رغد مطر "20 عاما" طالبة جامعية أبدت استعدادها لتشجيع المنتج المحلي مبينة أن الثقافة السائدة لدى المجتمع الغزي هي "مقاطعة المنتج قبل تجريبه".

وقالت مطر لـ"معا": "حتى يتعزز لدينا الإقبال على شراء المنتج الوطني كبديل عن المنتجات العربية التي تعبر عبر الأنفاق بأسعار باهضة علينا إقناع أنفسنا بأنها قادرة على منافسة المنتجات الأخرى" متسائلة: "إذا لم نشجعه نحن أبناء البلد فمن سيفعل ذلك؟.

نضال رجب احد المستهلكين الذي التقته "معا" في احد محلات السوبر ماركت وهو يشتري بعض المواد اعتبر أن للمنتج المحلي حق الأولوية في الترويج وقال: "لكن ما يمارس بحق منتجاتنا الوطنية من أساليب في التعبئة والصناعة يفقدها هذا الحق، ومن جانب أخر أرى أن منتجنا المحلي اقل جودة بكثير من المنتجات الأخرى إذا ما قورن معها لذلك أفضل دائما أن اشترى ما يلبي رغبتي طالما سادفع نفس الثمن".

أبو عصام معيل لأسرة مكونة من خمسة أفراد أوضح انه يشتري جميع المنتجات المحلية من منطلق تشجيعها ايضا قائلا: "أريد أن يكون الاتصال المحلي قوي ومدعوم من المواطن"، ولكنه استدرك قائلا: "نتمنى أن تكون جودة المنتجات المحلية تنافس المستوردة وان يتقوا الله في المواطن".

يحيى البرعي منسق مشروع "تمهل وأعط حق الاولوية للمنتج الوطني"، أوضح في حديث لـ "معا" أن الهدف من الحملة هو دعم المنتجات المحلية وتوعية المستهلك الفلسطيني والتأثير ايجابيا على نظرته لها وحثه على إعادة تقيمها والإقبال عليها من خلال اعتماد 35 نقطة بيع من محال "السوبر ماركت" للتعريف بها، وزيادة حصتها في السوق المحلية، مبينا انه ينتشر في نقاط البيع مروجون مؤهلون يلبسون زيا موحدا عليه شعار الحملة للترويج لها.

وحول جودة هذه المنتجات بين البرعي أنها فائقة الجودة ولها نفس الجودة مقارنة مع المنتجات العربية التي تملأ الأسواق خاصة المصرية التي يتم تهريبها عبر الأنفاق، مؤكدا ان اسعارها رخيصة تناسب المستهلك.

بدوره ذكر محمد الإفرنجي، مدير مشروع "إنتاجنا" الذي تنفذه شركة حلول "التنمية الاستشارية" في قطاع غزة، أن الحملة تكتسب أهمية كبيرة، خاصة وأنها تتزامن مع شهر رمضان، حيث يزيد الإقبال على السلع التموينية، مشيرا إلى أن الحملة ستركز على منتجات مختلفة، تشمل المشروبات، وزيت الزيتون، وصلصة البندورة، وغيرها، مشيراً إلى أنها وجدت منذ بدايتها أصداء طيبة وإيجابية.

وأشار الإفرنجي إلى حيوية الحملة في تشجيع المنتجات الفلسطينية وتنافسها في القطاع، خاصة في ظل الصعوبات التي تواجهها الشركات المصنعة في غزة، من حيث توفير المواد الخام ومواد التغليف ما يعني تعزيز دور هذه الشركات وحضورها الاقتصادي.

وتطرق إلى أن الحملة ستغطي كافة التجمعات والمناطق في القطاع، بما يسهم في إحداث زخم ينعكس في إعطاء دفعة للمنتجات الفلسطينية، التي أثبتت قدرتها على توفير بدائل مميزة للمستهلك، منوهاً إلى أن حملة القطاع، تمثل قصة نجاح جديدة في ظل الاوضاع الاقتصادية التي يعاني منها القطاع وعدم توفر المواد الخام اللازمة.

وقال: "نقاط البيع على تواصل دائم مع جمهور المستهلكين، ولذا نتطلع إلى التعاون معها، وإعطائها الموقع الذي تستحق على صعيد الترويج للمنتجات الفلسطينية، خاصة أن الكثير منها قطع شوطاً كبيراً في مجالات مثل الجودة، وآليات التغليف، إلى غير ذلك"،مشيرا إلى العوائد الإيجابية لزيادة حصة المنتجات الفلسطينية في السوق المحلية، وخاصة على الصعيد الاقتصادي، وتوفير عدد كبير من فرص العمل الدائمة.

المواطن في غزة وعلى مدار السنوات الماضية اعتاد المنتجات الأجنبية وخاصة الإسرائيلية منها، حيث كان يعتمد عليها بشكل أساسي في استعمالاته اليومية ويفضلها بشكل كبير على أي منتجات أخرى، ومع فرض الحصار عليه منذ ما يقارب الثلاث سنوات اضطر إلى التعامل مع المنتجات المتوفرة مكرها لا راغبا. فهل يقتنع أخيرا بمنتج محلي ثمنه رخيص؟!.