الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

لماذا تهددون الصحافيين؟؟ مناشدة لنشطاء حماس وفتح كفى استهانة بكرامة الصحافيين

نشر بتاريخ: 29/03/2006 ( آخر تحديث: 29/03/2006 الساعة: 14:12 )
كتب ناصر اللحام- رئيس تحرير وكالة معا: في ساعات الصباح الباكر , اصل الى مكتبي وابدأ بقراءة الرسائل على الايميل, ويفاجئني عدد الرسائل التي تحمل تهديدات وشتائم نابية وكريهة لا تليق باحد , كما وتذهلني الاتصالات الهاتفية الوضيعة ضدنا.

وفي قسم من الرسائل, نشطاء من حماس ( او هكذا يعرفون انفسهم) يشتمون امهاتنا واخواتنا ويهددونا بالقول اننا مأجورين لفتح وسافلين وفاسدين وانذال.

وفي النصف الاخر من الرسائل والاتصالات نشطاء من فتح (او هكذا يعرفون انفسهم) يشتمون عرضنا وكرامتنا ويهددوننا بالقول اننا صفحة غير وطنية وذنب من اذناب حماس.

ثالثة الاثافي, حين ورد في برنامج اذاعي صباحي لصوت فلسطين اننا صفحة محسوبة على حماس ؟؟؟؟؟؟؟وصوت فلسطين مؤسسة انا تربيت بها وتعزّ علي كثيرا واعتبرها من المحطات الناجحة التي سارع الاحتلال لقصفها بالصواريخ .عتبي على صوت فلسطين كبير .

و الظاهرة أصبحت يومية ضد وكالة معا, واخرها كان اتصال باحدى الصحافيات في الوكالة والتحدث معها بطريقة سافلة وخشنة لان "معا" كتبت على شريطها الاخباري نقلا عن صحيفة الايام التي نقلت عن وكالة الانباء الالمانية (دي بي ايه) خبر عن سيارة رئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك.

ومهما يكن الامر, اقول للشرفاء في حماس, وللاكارم في فتح, ان هناك من يتصيّد في المياه العكرة, وان هناك من يهددنا يوميا, وهناك من حطم محطة تلفزيون الرعاة, وهناك من سرق سيارة قناة العربية وهناك من يخطط لاكثر من هذا.

اننا في وكالة معا, حيث يعمل اكثر من 90 موظفا وموظفة بينهم 12 اجنبيا, وبينهم صحافيون ينتمون لحركة فتح و للحركة الاسلامية ومن اليسار ومن مختلف الوان الطيف الفلسطيني نحمّل كامل المسؤولية للمسؤولين في التنظيمات والكتائب, والحكومة والتشريعي عن كل تهديد يصلنا ويصل لاي صحافي في اية محطة.

ونتساءل : هل يكون عام 2006 هو عام التنكيل بالصحافيين الفلسطينيين؟ هل تريدون ان نعلن تحولنا الى وكالة تابعة لهذا التنظيم او ذاك؟ او لهذه العشيرة؟ او تلك؟ .

ألم تعد فلسطين الجريحة والذبيحة تتسع لقلم مستقل؟ والاهم: هل يعرف المسؤولون اننا نتعرض للتهديد؟

انني وباسم جميع العاملين في وكالة "معا" الاخبارية المستقلة اعلن عن رفضنا للتهديد, واننا سنواصل عملنا بكل شرف واخلاق, قد نخطىء احيانا وقد نعتذر احيانا اخرى, ولكننا لا نفكر في ان نتحول الى مجلة حزبية مع كل احترامنا للمجلات الحزبية, واقولها بصراحة لا نريد ان نؤيد حماس, ولا نريد ان نؤيد فتح, ولا يهمنا حسّاسية اعضاء كل تنظيم لزعمائهم ، وحتى لو يصنعوا لهم تماثيل من ذهب ، اما نحن فهم بالنسبة لنا مسؤولون ينجحون احيانا ويخطئون غالبا ويدافعون دائما عن وجهة نظر احزابهم ، ومن يريد من الصحافة ان لا تكتب عنه فليترك العمل في السياسة.

ونطالب رئيس الحكومة اسماعيل هنية ورئيس البرلمان عزيز الدويك ومن فوقهما رئيس السلطة ان يتحدثوا بصراحة ودون ورب, ان فلسطين آمنة لصحافيين المستقلين.

واذا لا تتسع فلسطين لاقلامنا, واذا تواصلت التهديدات ضدنا وضد ميكروفوناتنا ، فاننا سنعرف حينها انكم لستم سوى حكام طغاة, تكسرون الاقلام وتطبخون البلابل مع الملوخية.

واذكركم فقط ان المسؤولين في كل تنظيم لا يهمّهم عادة سوى اثبات صحة كلامهم والادلاء بالتصريحات التي تتماشى مع خطهم السياسي .ثم اذا كانت حماس او فتح او اي فصيل اخر لا تخطئ فلماذا اذن لا نعتبر كل ما تقوله كلاما منزّلا ونحاكم كل من يجرؤ على انتقادها ؟؟واذكركم - ألم يعلن السيد محمود الزهار صبيحة يوم الانتخابات انه يخشى ان تكون الانتخابات مزورة الساعة العاشرة صباحا من يوم الانتخابات ؟؟؟ ثم الا يقول مسؤولوا فتح الان ان حكومة حماس ستفشل حتى قبل تشكيلها ؟؟؟

ان مهمتنا أيها السادة ان ننتقد عزيز الدويك لا ان نتغزل في عيونه ، وان ننتقد عزام الاحمد لا ان نكتب قصائد شعر في طلته البهية ، فنحن لسنا شعراء البلاط ولا كتابا مأجورين عند أحد ، واذا كان لاحد علينا سوى اننا نحاول ان نعوّض غياب لجان الرقابة فليتفضل .واذا لا يريد احد ان يتحمّل ذلك ويعتبر عملنا جريمة ، فليذهب الى مجلته الحزبية وليقرأ ما يكتبه تنظيمه دون ان يهدّد الوكالات الاخرى .

نحن لسنا مقاتلين مسلحين, وربما لا نستطيع ان ندافع عن انفسنا جسديا , وربما تثمر التهديدات ان نسكت فعلا ونرمي اقلامنا في سلة المهملات, لكنكم انتم الخاسرون, وانتم الاجدر بالندم.


التوقيع ناصر اللحام- رئيس تحرير وكالة معا