الأربعاء: 13/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزير الثقافة الجديد يزور مكتب معا في غزة ولن يسمح لانوشكا ومصطفى قمر باقامة المهرجانات ويبقي مفهوم الغزو الثقافي مبهما

نشر بتاريخ: 29/03/2006 ( آخر تحديث: 29/03/2006 الساعة: 21:07 )
غزة- معا- بكل تواضع واحترام ، وبثقافة عالية شرّف وزير الثقافة الفلسطيني الجديد عطالله ابو السبح مكتب وكالة معا في مدينة غزة واعرب عن امله في ايجاد سينما اسلامية . ووعد وزير الثقافة الشعب الفلسطيني باعتماد لغة الحوار منهجا دون سواه مطالبا وزراء الحكومة الجديدة الاهتمام بجيل الشباب وتحصينه ضد ما اطلق عليه اسم الغزو الثقافي والفكري ، وهي التسمية التي يعتبرها خصوم حماس كلمة السر التي تسمح لاية سلطة يقمع الثقافات الاخرى بحجة التحصين ضد ما يسمى بالغزو الثقافي .


وحرصا من وكالة معا على استجلاء سياسة وزير الثقافة الجديد وخطة العمل التي اعدها لنهوض بوزارة الثقافة وتفعيل دورها ننشر النص الحرفي للقاء :

س: من هو عطاللة ابو السبح ؟

ج: دكتور عطا الله أبو السبح دكتوراة في الفقه المقارن، وعميد شؤون الطلبة في الجامعة الإسلامية، شاعر وكاتب صحافي سجنت ثلاث سنوات لدى الاحتلال ومرة اخرى لدى السلطة متزوج وأب لـ 13 ابناً واستاذاً جامعياً وحالياً أشغل منصب وزير الثقافة.

س: هل كانت وزارة الثقافة جائزة ترضية خاصة وأنه لم يحالفك الحظ في الفوز بالانتخابات عن دائرة رفح؟

ج: بالتأكيد لا، ولم يحالفنا الحظ كلنا في رفح، وهل كل من لم يحالفه الحظ ستعطى له جائزة ترضية.

س: كيف تم اختيارك لهذه الوزارة ؟

ج: عن طريق انتخابات داخلية وكل الوزراء حتى رئيس الوزراء تم انتخابهم بهذه الطريقة.

س: ما هي عدد الأصوات التي حصلت عليها؟

ج: ليس كذلك، ما جرى كالتالي، تم تشكيل لجان من الضفة الغربية وقطاع غزة، ومرت العملية على أربع مراحل حيث تم ترشيح بالمرحلة الأولى من أربع إلى خمس وزراء لكل وزارة، وبالمرحلة الثانية تم تصفيتهم إلى ثلاثة، وبالمرحلة الثالثة تم تصفيتهم إلى اثنين، وبالمرحلة الرابعة والأخيرة تم الموازنة بين الاثنين حسب معايير وعلى فكرة ان كان من ضمن المرشحين اعضاء من مجلس الشورى وهي اللجنة التي تم تشكيلها، كان يطلب من المرشح مغادرة المكان، ثم يطرح كل الموجودين السلبيات والإيجابيات المتعلقة بالمرشح، ومن ثم يجري التصويت على اسم معين، ويبلغ الشخص الذي تم اختياره.

س : يعني قالوا لك مبروك أنت الآن وزير؟

ج:نعم كذلك وهناك 3 برفح لم يحالفهم الحظ، واثنان بخانيونس وواحد بالمعسكرات ولا احد في قلقيلية ولو كان الحديث عن جوائز ترضية لاحتجنا إلى العديد من الوزارات كجوائز ترضية.

س : إذن تم اختيار كافة الوزراء من خلال مجالس الشورى؟

نعم ، وهذه أمور لا داعي للحديث عنها.

س: لننتقل إلى الوزارة، نرى ان فلسطين غائبة عن المشهد الثقافي العربي والإسلامي هل يرجع ذلك إلى وزارة الثقافة السابقة؟

ج: أنا لا أقول ذلك، وحتى الآن لم أضطلع بالوزارة ولم أطلع على ما فعلوا فالأولى تعني أنني لم أتسلم بعد العمل بالوزارة وعليه لا اعرف ماذا فعلوا من قبلي وماذا قدموا ؟ ولكن باعتقادي أن فلسطين حاضرة دائماً وأبداً في المشهد الثقافي العربي لأنها قضية العرب الأولى، فهي في ذهن الشعراء والأدباء والصحافيين والكتاب والساسة وهي تهلم الأديب والشاعر والمثقف العربي.

س: المثقف الفلسطيني اين دوره ؟

ج: الحقيقة اسأليني عن ذلك بعد اسبوعين او ثلاثة لأقول لك ما هو دور المثقف الفلسطيني.

س: بالانتقال إلى الوزارة ما هي خطوطكم العريضة لخطة عمل الوزارة؟

ج: هذا ما أستطيع ان أتحدث به، ويجب ان أسأل عنه، أولاً نحن أكثر شعب متعلم في المنطقة ولدينا نسبة تعليم 85% ونسبة 15% غير متعلمين فلماذا لا نهتم بالتعليم ؟ وثانياً لدينا اميّة ثقافية عالية جداً وعلى هذا الأساس لماذا لا يكون لدينا مشروع القراءة للجميع، وثالثاً لدينا اميّة في التقنية والثورة المعلوماتية فلماذا لا يكون لدينا مكتبات تضم الكتب ؟ وأيضاً الكمبيوتر وملحقاته، ولماذا لا يكون لدينا مكتبة في كل مدينة ؟ وطموحي أن تكون عامة وقد يكون هناك مكتبات عامة ولكن لا بد من تفعيلها وتحديثها بكل ما هو جديد بالنسبة للعالم المعرفي الذي تقدم كثيراً في أواخر القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين لماذا لا يكون لدينا اهتمام بالمواهب الشابة وخاصة الأقلام الشابة وسيكون لدينا اهتمام بالكتاب والشعراء الشباب .

س: ولكن ما هي أدواتكم خاصة في الاهتمام بالأقلام الشابة؟

ج: سنعقد المسابقات والدورات لتعليم الفنون المختلفة لأن الموهبة لا تكفي وحدها فلا بد من صقلها بالمعرفة والعلم، وكذلك لا بد من تطوير اتحاد الكتاب والاهتمام به وتنميته وان لا يكون فئوياً.

س: هل لديك عضوية بالاتحاد؟

ليس لدي، فأنا عزفت عنها لانشغالي بالجامعة رغم انني كاتب وشاعر.

س: الآن انت مهتم بالعضوية؟
ج : نعم بالتأكيد.

س: ستحصل عليها تلقائياً كونك وزيراً؟

ج: نعم انا فقط عزفت لأنني كنت مشغلاً.

س: ليس لأنك حمساوياً؟

ج: لا ليس كذلك كثير من زملائي الكتاب أعضاء بالاتحاد حمساويين.

س: إذن هذه خطوطكم العريضة؟

ج: نعم ولكن لا بد لنا جداً بهذا المقام أن نهتم بالأفلام التسجيلية والوثائقية لشعبنا وضروري ان نحمي تراثنا من الهدم والانهيار، فالاحتلال عمد على تجريف الكثير من الأبنية التاريخية في نابلس وجنين ويجب ان يكون لدينا الشريط الـ CD الجيد بديلاً عن الإباحيات وأفلام البورنو والخطاب الخلقي الذي تزرعه إسرائيل في رؤوس شعبنا، ونطمح جداً أن نرتقي بالفن الفلسطيني.

س: أي فن تقصد؟

ج: سواء كان النشيد أو المسرح أو حتى الفيلم هناك بعض الأفلام التي يمكن أن تشكل الثقافة لدى الإنسان الفلسطيني ونطمح جداً أن يكون لدينا سينما إسلامية فلسطينية.

س: ماذا ستفعل بالأشرطة المتواجدة في وزارة الثقافة - افلام وثائقية وروائية؟

ج: عندما نطلع عليها سيكون لدينا آلية عمل معينة.

س: ما هي آلية العمل هذه؟

ج: التصنيف والإفادة والتبويب والحذف والإضافة والإقرار فيمكن أن نقر بعض الأشياء بالحذف أوبالإضافة.

س : إذن هذه خطة عملكم فماذا ستفعلون بالكادر الوظيفي وأنت أول وزير حمساوي لوزارة تقريبا ليس بها حتى الآن أي موظف حمساوي؟

ج: حتى الآن الأفكار تتوارد ويمكن أن نضيف لها أشياء ونحذف أشياء، أما عن الكادر الوظيفي قبل أن أدخل الوزارة أنا حمساوي وبعد أن تشكلت الوزارة وكلفت بها فأنا جزء من الشعب الفلسطيني وعلى هذا الأساس لن أتعامل مع ألوان، سيكون هناك تكافؤ فرص وسننظر إلى الكادر الوظيفي وقد يكون هناك ترقيات ومنازل غير قانونية كل هذا سيعرض على القانون، ثانياً لا بد من وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ولا بد أن نستعين بالقدرات التي لدينا.
ثالثاً لا بد أن يكون لدينا ضبط عالي بالأمر الإداري وعلى المدير العام الإداري أن يأخذ دوره في ضبط حركة الموظفين وتنقلاتهم لا بد أن يكون لدينا ضبط عالي بالأمور المالية دون تسيب وأن يلتزم الجميع بالقانون، وأؤكد أن العدالة وسيادة القانون هي التي ستود، ولن يكون هناك تمييز بين إنسان وآخر قط، بعد ذلك فيما لو كان من هناك حاجة للمزيد من الموظفين رغم أنني أتوقع أن هناك تضخم وظيفي بكل الوزارات ومنها وزارة الثقافة فضروري جداً أن نأخذ بالمعاير المهنية لكل موظف بغض النظر عن لونه ورائحته وطعمه وعن انتمائه السياسي وهناك معايير معينة سنتفق عليها عندما نعلن عن الوظيفة لأنه ضروري جداً أن نقدم الكفاءة.

س: إذن لا حمساوي وعد حالياً بمنصب في وزارة الثقافة إلا في حال الإعلان عن وظيفة سيتقدم لها كما الباقيين؟

ج: إن شاء الله تعالى.

س: هل لديكم أية معلومات عن موازنة الوزارة؟

ج: لا كل شيء لم أطلع عليه حالياً.

س: كيف سيشعر المواطن بوجود وزارة الثقافة على الأرض؟

ج: دعيها للأيام ولكن نحن نعي تماماً أن الوزير لا يعيش في برج عاجي ولن تكون تنقلاته وفنادق الخمس نجوم على حساب المواطن الغلبان فهذا المواطن الذي اختار برنامج حماس التي اختارت هذا الوزير لهذا المكان سيكون من الناس وليس سيداً عليهم، ولن تكون حركاته وتنقلاته وسفرياته ووظيفته ونثريات مكتبه وسيارته على حساب هذا المواطن.

س: بأي سيارة ستتحرك؟

ج: أنا أقول سيارات وليست سيارة.

س : نسأل عن سيارة الوزير؟

ج: أنا قلت سيارات وليس سيارة وإن كان هناك سيارة لا بد أن يكون استعمالها والصرف فيها مقنناً حسب العمل.

س: هل ستبقى في رفح او تنتقل لغزة حيث مقر الوزارة؟ وهل ستكون بالثامنة في مكتبك؟

ج: بالتأكيد أنا أسكن في رفح منذ 58 سنة وتحركت بين رفح وغزة ليس أقل من 30 سنة وكنت دائماً في مكتبي في شؤون الطلاب أربع سنوات قبل الثامنة في الغالب من السابعة والنصف صباحاً وكنت آخر من يغادر المكتب وتقريباً آخر من يغادر الجامعة.

س: هناك أطروحات عن بوادر طالبانية في المجتمع الفلسطيني عندما عارضت حماس إقامة مهرجان فني في قلقيلية فكيف ستوفق حماس بين القيم الإسلامية والثقافة وحاجات المجتمع الفلسطيني؟

ج: بالعكس حماس لم تلغ المهرجان، البلدية السابقة قبل ذلك منعت إقامة مهرجان بالملعب وعليه قامت البلدية اللاحقة بعدم السماح بإقامة المهرجان في الملعب.

س: إذا وجدت حماس مخرجاً؟

ج : لا ليس مخرجاً ولكن لنجنب الملعب اقامة المهرجانات أي كانت ،البلدية السابقة قالت لا مهرجانات في الملعب .

س: كيف ستوفق حماس بين القيم الإسلامية واقامة المهرجانات ؟

ج: هل تتوقعي أن أوافق على أن تقيم أنوشكا ومصطفى قمر مهرجانات في فلسطين وقد جاءوا بالسابق وكسر الناس المسرح وطلع الشباب والصبايا لتقبيل المطربين فهل هذا يتفق مع قيمنا، نحن كحكومة سنحاور شعبنا بأن هذا لا يتفق مع قيمنا و من حقي أن أحاول حتى نصل إلى قواسم مشتركة.

س: إذا سندخل في صراع؟

ج: لن نكون طرفاً في صراع وسنحل أي مشكلة بالحوار، وإذا عجزنا عن الحوار فسنحله بالحوار.

س: وإذا لم يقنع الحوار الشعب الفلسطيني؟

ج: سنحاور مرة أخرى، وإذا احتكمنا إلى شعبنا وفلتنا الأمور "أنوشكا" ستضرب بالحجارة، وهذا لا نقبله، وقبل جاءت بعض الراقصات الشرقيات في سينما النصر المغلقة في منتصف الثمانينات فدخل بعض الشباب المتحمسين المتدينين وأفشلوا العرض.

س: ما هي معاييركم لاستقبال واستضافة مهرجان دون آخر؟

ج: على الأقل سيكون لدينا ناظم معين، فعلى سبيل المثال مهرجان تقيمه مؤسسة من السويد وأهلها سيقومون عليه وفي صالة مغلقة، سنجد آليات عمل مع من نحاوره وسنصل إلى منتصف الطريق ولن نعجز بأي حال من الأحوال لأننا نثق أن شعبنا متفتح ومثقف وواعي جدا لهموم المرحلة ولن يأتي براقصات شرقيات.

س : هناك راقصات من غزة، وأنت تعرف ما يجري على شاطئ غزة، فما هو الحل؟

ج: سيكون لها حل، قال المناطقة بالزمان الماضي أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره من وتصور الأمر هو الإلمام به والإحاطة به.

س: أنت كاتب وشاعر لا بد أن يكون لديك تصور؟

ج: ممكن جدا أن أرى هناك رقص لكن ليس لدي تصور حتى الآن أن شعبنا ينزل إلى هذا المستوى بأي حال من الأحوال.

س: أنت متفائل ولكن هناك موجود خمر ورقص وشاليهات؟!!!!!!!!!!

ج: ممكن أن أتفاءل وسيكون لكل حادث حديث وسنصل معهم بالحوار الهادف والبناء ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نكون طرفا في النزاع أو الصراع، لا يمكن أن نكون في صراع أو اقتتال فلسطيني فلسطيني ولكن ضروري جداً أن نعي طبيعة المرحلة وأجزم أن ليس هناك قانون يبيح الرقص وبيوت الدعارة وأعتقد جازماً أن الراقصات الشرقيات "النوريات" حاولن أن يستخرجن رخصاً للرقص في العهود السابقة ولم يمنحن، وإذا كان هناك من قانون فالمؤسسة التشريعية يجب أن تدخل على الخط.

س : أنت تلجأ للقضاء أي للقوة وهذا متناقض مع حديثك السابق حول الحوار؟

ج: لا ليس كذلك، أقول أنني سأحاور وفيما لو فشلت سألجأ للقضاء إذا لم يكون مادة قضائية قانونية تنص على الإباحة والمنع فلماذا لا أوجدها وهذا ممكن جدا وموجود في كل شعوب الأرض الراقية وهذا هو ديدنٌنا.

س: إذا ما هو الحال في كازينو أريحا؟

ج: كازينو أريحا واضح أنه للقمار وهذا ضروري جداً أن يتوقف عن العمل.

س: كيف ستصل إلى أريحا؟

ج: للوزير وكيل وزارة ونحن شعب واحد وأرض واحدة ويفترض في حكومة واحدة.

س: سيكون الوكيل حمساوياً؟

ج: لم لا.

س: إذن انت لا تعول على الوكيل الحالي؟

ج: إذا كان هناك ما يدعو لإيجاد وكيل وزارة متعاوناً لإرساء القانون ويؤمن بالبرنامج السياسي الذي ارتضى به شعبنا فأهلا وسهلاً وإلا سأضع وكيل وزارة حمساوياً.

س: كيف ستوفق حماس بين نظام العولمة والقيم الإسلامية التي جاءت بناء عليها حكومة حماس للحكم؟

ج: أنا ارى ان نظام العولة الحالي هو نظام امركة والأمركة تغزو عقولنا وقلوبنا واجسادنا وتوقظ الغرائز فينا في كثير من الاحوال ضروري جداً أن أبصر شعبي بذلك بآليات عمل دؤوبة لحماية الجيل الشاب من الغزو الثقافي والفكري والجنسي لأن كثيراً من أبناء شعبنا يقعون فريسة لذلك.

س: وماذا ستفعل وزارة الثقافة بالمؤسسات الثقافية الدولية مثل المجلس الثقافي البريطاني والإميدايست والمجلس الثقافي الفرنسي؟

ج: لا بد لي ان اعرف كل شيء يقدم لشعبي وان أبصر الآباء والأبناء بما يحدث ولا علاقة لي بما يحدث داخل أسوار هذه المؤسسات، ولكن لنعرف السالب والموجب بها، وأن نستفيد من الإيجابيات مثل دورات في اللغة عالية المستوى ولكن لا أسمح لشبابنا أن يذهبوا إلى مثلاً جفعات حبيبا او معهد بذور السلام وضروري جداً أن يقوم كافة الوزراء في الوزارات التي شكلت الأربع والعشرين على حماية الجيل الشاب من هذه المتاهات.