السبت: 18/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

عيد فطر بدون "قُبل وعناق "

نشر بتاريخ: 20/09/2009 ( آخر تحديث: 20/09/2009 الساعة: 15:05 )
رام الله - تقرير معا - في اوج المخاوف من تصاعد انتشار مرض انفلونزا الخنازير في الاراضي الفلسطينية، بدأ المواطنون اخذ الحيطة والحذر في التعامل مع عادة العناق وتبادل القبلات في عيد الفطر السعيد الذي سيكون الاحد اول ايامه ، تحسبا من ان تساهم هذه العادة في انتشار هذا الوباء الذي ينتقل من المصابين به للاصحاء عبر العديد من الطرق والتي منها "القبل والعناق، الامر الذي قد يجعل هذا العيد يمر دون "قبل"، واقتصاره على المصافحة بالايدي فقط.

واكثر ما يدعم ويكرس المصافحة بالايدي في هذه المناسبة، هو الدعوة التي اصدرها قاضي القضاة رئيس المجلس الاعلى للقضاء الشرعي تيسير التميمي، وطالب فيها المسلمين بتجنب المعانقة والتقبيل اثناء تبادل التهاني في عيد الفطر السعيد، لتجنب العدوى من وباء انفلونزا الخنازير.

وتعتبر عادة العناق وتبادل القبل من ابرز معالم هذه المناسبات حيث يمارسها غالبية المواطنين من مختلف الاعمار،ل كنها مع انتشار وباء انفلونزا الخنازير اصبحت تواجه خطر الانقراض والتراجع عن ممارساتها سيما انها توفر البيئة الملائمة لتسريع عملية انتشاره بين المواطنين.

ويؤيد العديد من المواطنين بشدة فكرة التوقف عن ممارسة مثل هذه العادات خاصة وانها نابعة من ثقافة مجتمعية وعادات وتقاليد دون ان تكون من ضمن التعاليم الدينية، ووجدوا في الدعوات لتجنبها في الاعياد بالحديث عن الاضرار التي يمكن ان تلحقها ليس فقط على صعيد انتشار انفلونزا الخنازير بل تمتد لانتشار العديد من الامراض المعدية الاخرى، اضافة الى ان غالبية من المواطنين يشعرون بالضيق اذا ما قبلهم شخص اخر لكنهم لا يستطيعون منعه خاصة في المناسبات العامة والاعياد.

ويقول احد المواطنين الذي فضل ذكر اسمه: " اشكر انفلونزا الخنازير لانها ستساعد في الغاء مثل هذه العادات المضطرة ولا يوجد منها فائدة"، موضحا ان المجتمعات الغربية تنظر بازدراء لانتشار مثل هذه العادة خاصة بين الرجال.

واضاف " ان اقتصار تبادل التهاني بالعيد على المصافحة هو امر جيد ولا بد من تكريسه لان هناك العديد من الامراض تنتقل نتيجة تبادل القبل"، مشيرا الى انتشار نوع من امراض العيون في منطقة شرق رام الله على سبيل المثال الامر الذي يزيد من انتشاره جراء العناق وتبادل القبل.

وختم حديثه بالقول " هذه فرصة للتخلص من بعض العادات السيئة والمضرة في مجتمعنا"، في حين يعارض بعض المواطنين الغاء مثل هذه العادة التي تعكس حالة الترابط والحميمية في العلاقات الاجتماعية بين المواطنين.

وتؤكد العديد من الدراسات الطبية ان العديد من الامراض المعدية امراض الجهاز التنفسي تنتشر نتيجة التخالط بين الناس وتبادل القبل بين بعضهم البعض.

وحسب الاطباء والمختصين فان من اهم وسائل مواجهة انتشار وباء انفلونزا الخنازير تكمن في عزل المريض ومنعه من الاختلاط بالاخرين تجنبلا لنقل العدوى بهذا المرض للمحيطين به.

ومع انتشار الدعوة بالامتناع عن تبادل القبل والعناق سادت اجواء من النكت حول هذه الدعوة حيث علق احد المواطنين على ذلك بالقول " اخاف ان يصل الامر لمنع الزوج من تقبيل زوجته خوفا من مرض انفلونزا الخنازير !!؟؟.

الى ذلك اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن الكشف عن اصابات جديدة بفيروس أنفلونزا الخنازير في ثلاث محافظات الضفة، حيث اكد مدير عام الرعاية الصحية الأولية والناطق الرسمي باسم حملة مكافحة الأنفلونزا د. اسعد رملاوي انه تم تسجيل 18 إصابة جديدة بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، هم طلبة مدارس ومخالطين لهم، موضحا إن عدد المصابين بهذا الوباء ارتفع في مدينة نابلس لوحدها إلى 45 حالة، في حين سجلت خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية حالتين اثنتين في مدينة جنين، وحالتين في مدينة رام الله، مشيرا الى ان العدد الإجمالي للمصابين في الأراضي الفلسطينية وصل إلى 184 حالة.

وعلى الصعيد ذاته اعلن مدير مديرية صحة نابلس،د.خالد قادري إن المديرية افتتحت وضمن خطة طوارئ أعدتها في المحافظة العيادة الغربية في المدينة والواقعة في شارع الشويترة / مقابل مكتبة بلدية نابلس وذلك من أجل استقبال وتشخيص المرضى لمرضA-H1N1 والمعروف 'بانفلونزا الخنازير' وذلك اعتبارا من الخميس 18/ 9 وحتى نهاية إجازة عيد الفطر السعيد اعتبارا من الساعة التاسعة صباحا وحتى الواحدة بعد الظهر.