الجمعة: 17/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرجوب:هناك اطراف عربية وغير عربية تتعامل مع فلسطين كحديقة ليس لها سور

نشر بتاريخ: 22/09/2009 ( آخر تحديث: 22/09/2009 الساعة: 13:41 )
مقابلة مع صحيفة الراية القطرية - طه حسين:

المصالحة يجب ان تتم بشكل ثنائى بعيدا عن الاجندات الاقليمية والعربية
صندوق الاقتراع هو المفصل لبناء مجتمع ديمقراطى ونرحب بمراقبة عربية للانتخابات
حماس لا تملك حق املاء اجندتها على الشعب او على العمقين الاقليمى والدولي
هناك اطراف عربية وغير عربية تتعامل مع فلسطين كحديقة ليست لها سور
نطالب حماس بانهاء سيطرتها على المنشآت الرياضية فى قطاع غزة
دائما ما يردد السياسيون — وجبريل الرجوب منهم — انه لا توجد علاقة بين الرياضة والسياسة، لكن إذا طبقنا القاعدة فلن تنطبق لا عليه ولا على القضية الفلسطينية فهو سياسى حتى النخاع وفى نفس الوقت يرأس اللجنة الاولمبية الفلسطينية وهو عندما يتساءل استيلاء حركة حماس على الملاعب والمنشآت الرياضية فى قطاع غزة فهو يلعب سياسة. وعندما نجد الفريق الفلسطينى يبقى القضية فى نصف ملعبه ولا نكاد نسمع اى حديث عن اسرائيل ولا عن مخططاتها ويتحدث كل لاعب عن اللاعب الفلسطينى الاخر ولا يريد أى منهم التحرك بالكرة الى نصف الملعب الاخر ليراوغ الفريق الاسرائيلي، فاننا نكون ازاء فريق خاسر سياسيا وعندما نجد اسرائيل تتحدث عن ابقاء القضية فى مربع الحدود المؤقتة والاستيطان فى ظل عدم وجود لاعب فلسطينى فهى تلعب رياضة بشكل بارع امام فريق ضعيف منشغل بانشقاقاته. باختصار عندما تجلس الى جبريل الرجوب لا تستطيع ان تفرّق بين الرياضة والسياسة خاصة اذا كانت الرياسة تريد ان يكون له في الرياضة وفى السياسة علما بأن "الريا — سة" نصفها رياضة ونصفها سياسة.
رياضيا يقول الرجوب ان زيارته للدوحة هدفت لقاء المسؤولين عن قطاع الرياضة حيث بحث معهم تطوير التعاون الرياضى وآفاق الدعم الذى يمكن ان تقدمه قطر للرياضة الفلسطينية والتعاون بين اللجنة الاولمبية الفلسطينية والاتحاد الاسيوى الذى يرأسه القطرى محمد بن همام.
سياسيا، قال جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ان الحركة لم تقدم اية تحفظات على الورقة المصرية الخاصة بالمصالحة بين حركتى فتح وحماس واضاف نحن تسلمنا الورقة المصرية وتعاملنا وسنتعامل معها بايجابية عالية ونفى الرجوب ان تكون فتح قد تحفظت على تأجيل الانتخابات الرئاسية والتشريعية وقال: لسنا متحفظين على شئ وموقفنا هو ان صندوق الاقتراع هو المفصل وهناك استحقاق فى الخامس والعشرين من شهر يناير المقبل لتجديد شرعية النظام السياسى الفلسطينى ونحن لسنا متحفظين ولا نشترط شيئا وليتفضل الجميع وتحت رقابة عربية ودولية لاجراء هذه الانتخابات واكد الرجوب على اهمية زيارة وفد مركزية فتح لغزة وقال: هناك وفد سيذهب الى غزة وليس لدينا فيتو على لقاء اعضاء اللجنة المركزية مع حركة حماس بل نحن نتطلع للقاء اى حمساوى فى اى مكان ونحن نتمنى ان نستطيع التفاهم بشكل ثنائى بحيث لا نقع ضحية للاجندات الاقليمية العربية واضاف الرجوب بعد عطلة عيد الفطر ستكون هناك زيارة من فتح فى اللجنة المركزية والمجلس الثورى الى غزة والبعض سيذهب هناك للاقامة،
وفيما يلى نص لقاء الرجوب مع ممثلى الصحافة المحلية ووكالات الانباء قبيل مغادرته الدوحة وبعد زيارة قصيرة:
بداية نود ان نتعرف على هدف الزيارة الى قطر ونتائج اللقاءات مع المسؤولين القطريين؟
— نحن نعرف ان الرئيس ابو مازن زار الدوحة فى بداية رمضان وان لقاءه مع حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى كان ايجابيا للغاية حيث يعمل حضرة صاحب السمو على حث الاخوان فى حركة حماس لان علاقة قطر طيبة مع الجميع ونحن نشجع هذا التوجه لدى قطر من خلال الحديث مع حركة حماس كى نلتقى واياهم فى منتصف الطريق وزيارتنا هى زيارة رياضية ودية للاسرة الرياضية القطرية وطابع الزيارة رياضي، وليس له اى طابع سياسى ونحن نثمن لدولة قطر ولرئيس الاتحاد الاسيوى لكرة القدم دورهم الممتاز فقد هيأوا الكثير من الظروف لانطلاق الرياضة الفلسطينية بشكلها الحالى وقبل فترة استضافت قطر معسكرا رياضيا للاتحاد النسوى الفلسطينى وقد تحدثنا فى امكانية اقامة مباراة ودية بين الفريق الاولمبى القطرى والفريق الاولمبى الفلسطيني، وذلك لتعزيز التعاون بين البلدين وبغض النظر عن الازمات السياسية فان الرياضة لن تكون الا عنصر وحدة وعنصرا اساسيا فى تعميق المحبة والتعاون فى الاسرة العربية.
وفى الشأن السياسى الفلسطينى وردا على سؤال حول قيام حركة فتح بتسليم ردها على الورقة المصرية وما تضمنه الرد قال عضو اللجنة المركزية لفتح — ان حركة فتح تشهد اليوم انطلاقة جديدة بعد المؤتمر وهذه الانطلاقة افرزت قيادة فتحاوية جديدة ونحن لدينا خطة عمل استراتيجية للمرحلة القادمة والركيزة الاولى فى استراتيجيتنا هى العمل على استنهاض الحركة واعادة الاعتبار لها من خلال تنظيم صفوفنا وفق برامج وآليات تعيد للحركة مكانها على المستوى الوطنى والاقليمى والدولي، والركيزة الثانية هى انجاز المصالحة الوطنية ونحن فى اللجنة المركزية الجديدة قلوبنا مفتوحة وايادينا ممدودة لانجاز المصالحة لضمان تحقيق وحدة الوطن الفلسطينى والشعب الفلسطينى والقضية خلق برنامج سياسى نضالى يستطيع شعبنا احتماله ويستطيع عمقنا العربى والاسلامى تبنيه ولا يستطيع عدونا رفضه وهو برنامج انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ونحن فى هذا السياق نتطلع الى استجابة من اخواننا فى حركة حماس للجهد المصرى وللتوجه الفتحاوى بالرغم من المرارة التى اصابتنا بسبب منع كوادر حركة فتح فى القطاع من المشاركة فى المؤتمر ونحن نعتبر ان هذا خطأ ولكن نحن اسرة واحدة ولا خيار امامنا الا خيار المصالحة والوحدة والتى لم تتحقق الا بالحوار فى اطاره الوطنى الفلسطينى والبند الثالث هو البحث عن آليات لتفعيل العامل الاقليمى والدولى والمقصود بالعامل الاقليمى البعد العربى والعمل على اخراج الساحة الفلسطينية من جميع التجاذبات والأجندات العربية بحيث نصبح خارج تلك التجاذبات لنكون عامل وحدة وتضامن، والبند الرابع يتعلق بالسعى لتحقيق استراتيجية فلسطينية موحدة لادارة الصراع مع الاحتلال وهنا تبرز اهمية المصالحة فهناك جهد عربى تقوده مصر ونحن تسلمنا الورقة المصرية وتعاملنا وسنتعامل معها بايجابية عالية.
وحول تحفظ الحركة على تأجيل الانتخابات الرئاسية والتشريعية قال الرجوب لسنا متحفظين على شئ وموقفنا هو ان صندوق الاقتراع هو المفصل لبناء مجتمع ديمقراطى يقوم على القانون والنظام ووحدة السلاح ووحدة شرطة وهذه لن يكون الا من خلال صندوق الاقتراع وهناك استحقاق فى الخامس والعشرين من شهر يناير المقبل لتجديد شرعية النظام السياسى الفلسطينى ونحن لسنا متحفظين ولا نشترط شيئا فهناك منطق وليتفضل الجميع وتحت رقابة عربية ودولية لاجراء هذه الانتخابات لتجديد شرعية النظام السياسى الفلسطينى ودون ذلك فان العملية تتحول الى عبث ولا داع للقول نحن نريد ذلك بعد عام وبعد عامين. وحركة حماس لا تمتلك حق املاء اجندتها على الشعب الفلسطينى او على العمقين الاقليمى والدولى وقال ان حماس جزء من الشعب الفلسطينى وحركة للتحرر ولكن هى لا تمتلك الفيتو على المستويين الوطنى والاقليمى وعليها ان تقرر فيما اذا كانت فصيل سلطة ام فصيل نضال ومقاومة فاذا كانت فصيل مقاومة فالطريق الى الدولة الفلسطينية لن يتأتى الا بالوحدة التى يتم تحقيقها من خلال الحوار فقط والنظام السياسى لا احد يستطيع السيطرة عليه بقوة السلاح بل من خلال موازين قوى داخلية يفرزها صندوق الاقتراع ولا داع للحديث عن ظروف غير مهيأة ونحن نرحب برقابة عربية ودولية على الانتخابات فى اليوم الذى تقرر فيه تلك الانتخابات اما اذا كانت ظروف حماس غير مهيأة فهذه مشكلتهم وليست مشكلة الشعب الفلسطينى او الامة العربية ولا يصح لحماس ان تأخذ مليونا ونصف مليون فلسطينى رهائن فى قطاع غزة الا ان يعترف العالم بهم والطريق الى الشرعية الدولية لن تتأتى الى من خلال المنظمة ومن خلال الوحدة الوطنية.
وردا على سؤال يتعلق بزيارة وفد اللجنة المركزية لحركة فتح الى غزة واهدافها رفض عضو اللجنة المركزية لفتح استخدام مصطلح زيارة وقال ليس هناك ما يسمى زيارة وغزة وطننا وفيها أهلنا وشعبنا ومن حقنا الذهاب الى غزة ومن حق قادة حماس المجئ الى الضفة وهذه اللغة مشبوهة وغير وطنية وابناء غزة والضفة لهم الحق بالذهاب الى اى مكان وهذا حق مكتسب لكل فلسطينى بغض النظر عن انتمائه الوطنى وهناك وفد سيذهب الى غزة وليس لدينا "فيتو" على لقاء اعضاء اللجنة المركزية مع حركة حماس بل نحن نتطلع للقاء اى حمساوى فى اى مكان فى الضفة وغزة ودمشق والقاهرة والدوحة ونحن نتمنى ان ينجز مشروع الوحدة مباشرة وبشكل ثنائي،. ونحن نتمنى ان نستطيع التفاهم بشكل ثنائى بحيث لا نقع ضحية للاجندات الاقليمية والعربية واكد الرجوب بانه ليس هناك قرار بزيارة غزة بل هو قرار انفتاح على الشعب وعلى التنظيم واضاف ان هناك واقعا فى غزة مفروض علينا وعلى الشعب الفلسطينى بأكمله وبعد العيد ستكون هناك زيارة من فتح فى اللجنة المركزية والمجلس الثورى الى غزة والبعض سيذهب هناك للاقامة،
ودعا الرجوب الى انجاز وحدة وطنية خلف برنامج سياسى نضالى يستطيع مواجهة حكومة اليمين الاسرائيلى بوصفها المستفيد الوحيد من الانقسام لان حكومة نتنياهو وحلفاءها لا تريد دولة فلسطينية، واكد ترحيب الفلسطينيين بكل جهد قطرى وعربى يساعد فى انجاز الوحدة وانه اذا كانت لدولة قطر مبادرة فاننا على استعداد للتعامل معها، وقال ان الجامعة العربية فوضت مصر باسم جميع دولها لانجاز المصالحة وان المبادرة الوحيدة التى عرضت هى ما قدمته مصر، وقال ليست لدينا حساسية فى التعامل مع اى جهد عربى لجسر الفجوة الوطنية بين الفلسطينيين واضاف الرجوب اننا نتمنى ان يحل الاشكال بشكل ثنائى فلسطينى ولكن للاسف هناك اطراف عربية وغير عربية تتعامل مع فلسطين كحديقة ليس لها سور ومن يريد توجيه رسالة الى طرف اقليمى او دولى فانه يوجهها من خلال الساحة الفلسطينية وعلى حساب معاناة الشعب الفلسطيني.

وحول تداعيات قرار الرئيس محمود عباس تسلم ملف الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الذى كان بحوزة فاروق القدومى قال الرجوب ليس لهذا الموضوع اية تداعيات سلبية وان الاخ ابو اللطف هو عضو لجنة تنفيذية فى منظمة التحرير وقد حصل على موقعه من خلال الانتخاب المباشر من المجلس الوطنى ولا احد يستطيع ان يعفيه من عضويته فى اللجنة التنفيذية واضاف الرجوب ان فاروق القدومى هو جزء مهم واساسى من تاريخ حركة فتح وهو ليس بعابر سبيل، وتاريخ النضال الفلسطينى وتغيير الواقع هى قضية عادية وصحية ولن يكون لها تداعيات ولن يكون ابو اللطف محاصرا فى الواقع السياسى الفلسطينى وهو كان ولا يزال وسيبقى ركنا اساسيا فى النضال الفلسطينى والعمل اليومى الفلسطيني.

وحول الجديد الذى سيقدمه من خلال عضويته باللجنة المركزية لحركة فتح قال الرجوب اننى ليست لدى عصا سحرية ولكننى جزء من النضال الوطنى الفلسطينى وفى حدود امكانياتى آمل ان اساهم فى النهوض بحركة فتح واعادة الواقع الوطنى الفلسطينى برؤى مرتبطة بمصلحتنا الوطنية وبتطلعاتنا وفق مفاهيم حركة فتح ومنطلقاتها.


وحول منع عزيز الدويك من ممارسة مهامه كرئيس للمجلس التشريعى الفلسطينى قال الرجوب ان حركة حماس استولت على النظام السياسى بالقوة فى قطاع غزة وان حركة فتح محرومة من النشاط فى قطاع غزة واعضاء مؤتمر فتح منعوا من المشاركة فى مؤتمر الحركة مؤكدا ان هذا المؤتمر هو مؤتمر لفتح وليس مؤتمر بازل الصهيونى وهو مؤتمر وطنى يشرّف كل الحركات الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس وإنجاح المؤتمر هو مصلحة وطنية ومصلحة حمساوية مثلما هو مصلحة فتحاوية قائلا اننا لن نتعامل بردة الفعل.