الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

عزل الأقصى والبلدة القديمة وسط قلق من اقتحام متطرفين يهود الحرم القدسي

نشر بتاريخ: 04/10/2009 ( آخر تحديث: 04/10/2009 الساعة: 14:25 )
القدس- معا- شهدت منطقة باب الاسباط في محيط الحرم القدسي الشريف اليوم الأحد مواجهات بين المصلين المسلمين الذين حاولوا الوصول إلى المسجد الاقصى وقوات الشرطة وحرس الحدود الاسرائيلي دون أن يبلغ عن إصابات حتى هذه اللحظة.

وتواصل قوات كبيرة من الشرطة الاسرائيلية وحرس الحدود منذ ساعات الليل الفائت ( السبت- الاحد) عزل ومحاصرة حوالي 200 معتكف داخل باحات الحرم القدسي الشريف، في وقت تنوي الشرطة السماح لعناصر جماعات يهودية متطرفة بالدخول الى باحات المسجد الاقصى وسط مخاوف من اندلاع مواجهات داخل المسجد.

وأفاد مراسل "معا" أن الشرطة اعتدت على عدد من المصلين الذين حاولوا إقامة الصلاة في الشوارع الرئيسة للبلدة القديمة من القدس، حيث تمنع تلك الشرطة المصلين وعلى رأسهم مدير اوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب من الوصول إلى المسجد الأقصى وتفرض حصارا كاملا على المسجد والبلدة القديمة.

وفي وقت سابق من فجر اليوم الأحد اعتقلت الشرطة الاسرائيلية حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح و3 من المصلين عندما حاولوا الوصول إلى المسجد الاقصى.

وتطالب الشرطة الاسرائيلية المعتكفين في باحات المسجد الاقصى بتسليم انفسهم مهددة باعتقالهم جميعا.

ويتجمع عند باب المغاربة ( الذي يفصل بين حائط البراق "المبكى" والمسجد الاقصى) اعداد كبيرة من المستوطنين استعدادا لاقتحام المسجد الاقصى بحماية من الشرطة، فيما تحلق في سماء المدينة المقدسة طائرات مروحية لمراقبة الوضع عن كثب.

وفي اتصال هاتفي بوكالة "معا" نفى الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية أن يكون قد تم أي اتصال بينه وبين المسؤولين في الأوقاف الاسلامية من جهة وبين الشرطة الاسرائيلية من جهة أخرى، بهدف السماح للجماعات المتطرفة باقتحام الاقصى، محذرا من تداعيات القيام بمثل هذه الخطوة وانها ستؤدي الى مشاكل.

نداء استغاثة للعالمين العربي والإسلامي

من جانبه اطلق الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين رئيس الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات نداء استغاثة وطلب نجدة من العالمين العربي والاسلامي لرفع الحصار عن المسجد الأقصى المبارك وحمايته واطلاق سراح المحاصرين فيه.

وأكد التميمي أن المسجد الاقصى يتعرض إلى هجمة شرسة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين (في هذه اللحظات) خاصة بعد اعتلاء افراد الوحدات الخاصة التابعة للاحتلال اسطح مدرستي العمرية والبكرية واسطح المباني المجاورة التي تطل على المسجد الأقصى المبارك بهدف اقتحامه لإخراج مئات المُصلين المعتكفين فيه.

ودعا ابناء الشعب الفلسطيني في جميع مواقعهم وبالأخص أهل القدس وارض 48 الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وشد الرحال إليه لحمايته والدفاع عنه.

وأشار الى أن "هذا الاجراء الخطير يأتي بالاضافة الى ما تقوم به السلطات الاسرائيلية من حفريات تحت أساسات المسجد بقصد تقويض بنيانه واقامة هيكلهم المزعوم مكانه وعزل المدينة المقدسة عن محيطها الفلسطيني وتشديد القيود على أهلها ومنعهم ومنع المصلين المسلمين من الصلاة فى المسجد الأقصى المبارك بينما يستباح من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة التى تقتحم ساحاته يوميا بحماية كاملة من قوات الاحتلال".

اوضح قاضي القضاة انه يجب السعي في المحافل الدولية كافة لارغام الاحتلال على الامتثال للقرارات الدولية ووقف "الجرائم" التي يقترفها ضد ابناء الشعب الفلسطيني وانتهاك حرمة الاماكن المقدسة، خاصة المسجد الاقصى المبارك اولى القبلتين وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال، منبها الى المكائد التي يديرها اليهود ضد المسجد الأقصى، والتي اخطرها تقسيم المسجد الأقصى المبارك وتحويله إلى كنيس يهودي على غرار ما حصل في الحرم الابراهيمي الشريف في الخليل.