الإثنين: 20/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

كشف تفاصيل "إعدام" أحد الأسرى في سجن غزة المركزي

نشر بتاريخ: 12/10/2009 ( آخر تحديث: 12/10/2009 الساعة: 10:44 )
غزة- معا- كشف باحث فلسطيني مختص بشؤون الاسرى الفلسطينيين عما أسماه "جريمة إعدام خارج نطاق القانون ومع سبق الاصرار"، لأحد الأسرى الفلسطينيين في سجن غزة المركزي، تم ارتكابها من قبل ضباط إسرائيليين في مثل هذا اليوم قبل 39 عاماً.

وقال الأسير السابق عبد الناصر فروانة "إن الجريمة التي يتم الكشف عنها الآن تؤكد على أن عقوبة إعدام الأسرى لم تُسن قانوناً في القضاء الإسرائيلي، لكنها أُعتمدت من قبل قوات الاحتلال العسكرية والأجهزة الأمنية كممارسة فعلية خارج نطاق القانون، وتُرجمت بشكل جماعي وفردي منذ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين".

وأضاف فروانة "أن الأسير سميح سعيد أبو حسب الله من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، كان قد اعتقل منتصف آب 1970 وأنهى فترة التحقيق القاسية بصمود رغم صغر سنه ( 18 عاماً )، وانتقل إلى قسم ( ب ) في سجن غزة المركزي، وبعد أيام وأثناء الفورة اليومية، فإذا بضابط المخابرات الإسرائيلي المدعو (أبو سالم)، يطل من فتحة الباب الجنوبي لفورة قسم (ب ) المؤدي إلى قسم التحقيق مباشرة، وينظر بعينيه للأسرى وتحركاتهم ويتابع تفاعلاتهم، وفجأة يُجن جنونه وصرخ بأعلى صوته على الأسير سميح أبو حسب الله وعلى مسمع ومرأى جموع الأسرى في الفورة، ويسأله مستهجناً أنت لليوم حي.. أنت لم تمت؟!، وفتح الباب وكبل يديه وأخذه من الفورة مباشرة، ليُسلمه جثة هامدة إلى أهله، جثة مطرزة بوابل من الرصاص، وكان ذلك في 12-10-1970، وفي اليوم التالي وحينما استفسر الأسرى في قسم (ب ) عن مصير رفيقهم الذي خرج ولم يعد، ردت عليهم إدارة السجن بأنه قتل بعد أن حاول الفرار منهم".

الشهود كُثر.. فهل مِن موثق..؟

وأكد فروانة "أن كافة الأسرى الذين تواجدوا في تلك اللحظة في فورة (ب ) وكان عددهم قرابة ( 50 أسيراً)، كانوا شهوداً على تلك الجريمة، بل وأن بعضهم أكدوا خلال حديثهم- مع فروانة- بأنهم وبمجرد سماعهم لكلمات (أبو سالم ) الموجهة للأسير سميح ومن ثم أخذه من الفورة، اعتقدوا أنهم ذاهبون به لتنفيذ الإعدام، وكان اعتقادهم في محله".

ورداً على سؤال وجهه فروانة لبعض "الأسرى الشهود" حول دوافع ذلك الإعتقاد، أجابوا وببساطة، "أن سؤال ضابط المخابرات أبو سالم وبالطريقة والصيغة التي طُرحت وسُمعت وما رافق السؤال من ملامح ظهرت على وجه ضابط المخابرات في تلك اللحظة، كانت تعني بأن المخابرات كانت تعتقد أن سميح قد قتل ولم يعد حياً، وبالتالي تفاجأ (أبو سالم ) برؤيته بالفورة منتصب القامة ومرفوع الهامة يمشي وبالتالي قرر قتله وبالفعل قتله".

ويضيف أحد الأسرى الشهود "أن هناك سوابق مشابهة قد حدثت من قبل تؤكد إعدام عدد من الأسرى وبادعاء أنهم حاولوا الهروب مثل الشهيد الأسير حريص أبو حية والشهيد الأسير على أبو سلطان وغيرهما".

فيما أكد شهود عيان "أن قوات الاحتلال أحضرته إلى منطقة قرب بحر النصيرات بجوار (جميزة أبو صرار) وأطلقوا النار عليه مباشرة بهدف الإعدام ومن ثم سلموا جثته لأهله لدفنها".

القاتل معروف، والشهود أحياء وربما يرحلوا دون أن يدلوا بشهادتهم...!!

وفي هذا الصدد ناشد فروانة كافة الجهات المختصة بما فيها الفصائل الفلسطينية والمؤسسات المعنية بالأسرى وتلك التي تُعنى بحقوق الإنسان إلى "توثيق تلك الجرائم، لا سيما وأن القاتل معروف، والشهود أحياء، ولكن وللأسف لا توثيق ولا ملاحقة، وربما يرحل الشهود دون أن يدلوا بشهادتهم".

فيما تعهد فروانة "بشكل فردي وتطوعي بمتابعة هكذا جرائم قدر المستطاع، وإثارتها عبر وسائل الإعلام وعلى المؤسسات المعنية التي تملك الإمكانيات البشرية والمادية متابعتها وملاحقة المجرمين".

"سميح" هاجرت عائلته من يافا واستقرت في مخيم النصيرات

وذكر فروانة "أن الشهيد الأسير سميح سعيد عبد الرحمن أبو حسب الله فلسطيني الهوية وكانت قد هاجرت أسرته من يافا عام 1948، لتستقر في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث ولد هناك في آب عام 1952، وترعرع بين أزقة وشوارع المخيم وأنهى تعليمه الإبتدائي والإعدادي والثانوي في مدارسه، وفي مطلع العام 1970 انتمى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ورغم الفترة القصيرة التي عمل خلالها في صفوف المقاومة إلا أنها كانت حافلة بالعطاء والتضحيات والمواجهات العسكرية المباشرة مع قوات الإحتلال بشهادة مسؤولي العمل الفدائي آنذاك وكل من عاصر تلك الفترة".