السبت: 04/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

المفوضية الاوروبية للمساعدات الانسانية "إيكو" تنفذ مبادرات حاسمة

نشر بتاريخ: 13/10/2009 ( آخر تحديث: 13/10/2009 الساعة: 20:10 )
رام الله-معا- بادر الاتحاد الاوروبي للمساعدات الانسانية "ايكو" الى تنفيذ مبادرات حيوية وحاسمة لصالح الكثير من التجمعات الريفية في الضفة الغربية والتي عانت هذا العام وللسنة الثالثة على التوالي، من حالة جفاف، الأمر الذي ترك آثارا سلبية على واقع حياة الكثير من المواطنين.

وعمدت "إيكو" ضمن هذا الإطار، ومن خلال دعمها وكالة التنمية والتطوير التقني، (ACTED –أكتيد)، إلى تقديم مساهمات مؤثرة وحيوية للحد من آثار الجفاف، ومساعدة الأسر الفقيرة التي تعاني منه، تمثلت أساسا في العمل على إعادة تأهيل 100 صهريج تستخدمها عائلات فقيرة في 16 تجمعا بالضفة.

وساهمت هذه المبادرة في توفير الاحتياجات المائية لآلاف الأسر المعوزة ليس على صعيد الشرب فقط، بل والزراعة أيضا. كما انعكست هذه المبادرة في توفير فرص عمل للكثير من المتعطلين، ما أدى إلى تحسن الظروف المعيشية لكثير من العائلات.

وقالت ايكو في بيان لها :"تعتبر قصة المواطن محمد زين الدين، من منطقة "مجدل بني فاضل"، أحد الأمثلة الدالة على حيوية مبادرة "إبكو"، إذ كان يمتلك صهريجا يتقاسم استخدامه مع عائلتين أخريين منذ العام 1965، حيث كان يستعمل هذا الصهريج لأغراض الري، والشرب والطهي، لعدد كبير من الأفراد. ولكن قبل سنوات بدأ الصهريج بالتآكل، حتى باتت جدرانه تسرب كميات كبيرة من المياه.

وحول ذلك قال: في هذا الشتاء كان الصهريج ممتلئا بالكامل من مياه الأمطار، ولكن تآكل جدرانه، أدى الى تسرب المياه، فكان هناك حاجة لإعادة ترميمه".

وأضاف: بعد ترميم الصهريج من قبل أكتيد، بات الوضع مختلفا عن ذي قبل، إذ نحن عادة يتوجب علينا شراء 200 متر مكعب من المياه سنويا لتغطية احتياجاتنا، ولكن إصلاح الصهريج سيوفر ما يصل إلى 60 مترا مكعبا من المياه وهذه مسألة في غاية الأهمية.

ولفت إلى أن المبدأ الذي تقوم عليها مبادرة "إيكو" والمتمثلة في "العمل مقابل النقد"، قد عادت بفوائد كثيرة عليه وعلى الكثيرين غيره من المستفيدين من هذا المشروع.

وقال: لقد كنت بحاجة إلى نقود إضافية، خاصة وأنني المعيل الوحيد لعائلتي المكونة من سبعة أفراد، وبالتالي فقد أتاحت لنا مبادرة "إيكو" شراء مواد غذائية ذات جوده عالية، وتغطية مصاريفنا اليومية الأخرى مثل فواتير الكهرباء.

وفي المقابل، فإن آخرين مكنتهم مبادرة "إيكو" هذه، من تحسين دخلهم، وإيجاد مورد رزق بعد فترات طويلة من الانقطاع عن العمل، نظرا لتردي الأوضاع الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية.

وبموازاة ذلك، فإن مبادرة "إيكو" لا تنفصل عن مساهمتها في مساعدة عدد كبير من مربي الأغنام في محافظات سلفيت، ونابلس، وقلقيلية بالضفة، عبر التركيز على تكريس مفهوم "الأمن الغذائي"، ما حد من تفاقم مشكلة الجفاف، الناجمة عن ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وقد جاءت مساهمة "إيكو" في هذا المجال، لتقلص كثيرا من حجم الأعباء التي تقع على كاهل مربي الأغنام، جراء ارتفاع أسعار العلف، والقيود الشديدة المفروضة على الحركة وخاصة في المناطق المتاخمة للمستوطنات الإسرائيلية، أو الجدار الفاصل، حيث نفذت "إيكو" من خلال "أكتيد" برنامجا في مجال الصحة الحيوانية، والإدارة، والخدمات البيطرية، وإعادة تأهيل الحظائر إلى غير ذلك في المحافظات الثلاث.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن "إيكو" تعمل عبر "أكتيد" حاليا على تأهيل 100 صهريج مياه تستخدم من قبل مربي الماشية، وهي بحاجة إلى إصلاح، إلى جانب توفير فرص عمل لكثيرين استنادا إلى قاعدة "العمل مقابل النقد".

يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية "إيكو"، والذي يعتبر أحد أهم الجهات الداعمة للشعب الفلسطيني، قدم منذ العام 2000، نحو 500 مليون يورو، كمساعدات للمواطنين الفلسطينيين الأكثر احتياجا في الأراضي الفلسطينية، ليس فقط لتمويل المعونات الغذائية والأمن الغذائي، بل ولتوفير فرص عمل، وبرامج الصحة الأولية، والمساعدة في حالات الطوارئ، والحصول على نوعية المياه الجيدة، والرعاية النفسية والاجتماعية، إلى غير ذلك.