الثلاثاء: 28/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

النائب عبد الجواد : لاشرعية للجدار المخالف للقانون الدولي والذي ينهي حلم الدولة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 10/04/2006 ( آخر تحديث: 10/04/2006 الساعة: 22:58 )
سلفيت- معا - بدا الجدار العنصري الملتف حول بلدات وقرى محافظة سلفيت، وكأنه حبل المشنقة الأخير الذي يكاد يضيق الخناق عليها في محاولة لتحقيق حلم الدولة العبرية وتهويد المحافظة برمتها سعيا لإخراج هذا الحلم إلى حيز الواقع.

و يسرع الاحتلال يوما بعد يوم في بنائه للجدار العنصري في محافظة سلفيت وسط الضفة الغربية ، في محاولة لنهب أقصى ما يمكن نهبه من الأراضي قبل تطبيق خطة الانفصال التي نادى بها "ايهود اولمرت" في دعايته الانتخابية .

وبناء الجدار يشكل تحديا واضحا وسافرا لقرارات محكمة العدل الدولية ، التي أقرت بعدم شرعيته ،ولقرار الجمعية العامة بوقف العمل في الجدار، وكذلك هدر وقتل لأبسط حقوق الإنسان في حرية التنقل، والعيش بكرامة في أرضه.

وتكمن أهمية وخطورة الجدار في محافظة سلفيت والذي يبنى حاليا وخلال كتابة هذه السطور ، انه ينهي حلم الدولة الفلسطينية المتواصلة الأطراف ، ويشكل عقبة حقيقة أمام السلام القائم على العدالة في المستقبل.

ويعتبر النائب الدكتور ناصر عبد الجواد ان بناء الجدار ستكون له تأثيرات سلبية وكبيرة على محافظة سلفيت خاصة وعلى الوطن عامة، حيث سيعمد الاحتلال إلى فصل شمال الضفة عن جنوبها عند حاجز زعترة العسكري ،والذي في حالة إتمامه سيعمل على جعل حياة المواطنين في المحافظة في غاية الصعوبة والقسوة ، وسيكون أيسر على المواطن الذهاب إلى مراكز المحافظات الأخرى والبعيدة من ذهابه إلى مركز المحافظة سلفيت.

وتقع مدينة سلفيت في وسط الشمال الفلسطيني وهي مركز المحافظة التي تضم 19 تجمعا سكابيا ويسكن المدينة 10000 نسمة ومساحة المدينة تبلغ 27كم و المحافظة 218 كم وما يميزها انها تقع على اكبر حوض مائي في الضفة، وقلة الكثافة السكانية على مساحة جغرافية كبيرة ، وتاريخيا كانت تسمى سنجق بيروت ضمن اربعة سناجق في بلاد الشام وفي عام 1882 شكلت اول بلدية في فلسطبن والتي كانت في سلفيت.

وتكمن اهمية محافظة سلفيت خاصة مركزها،انها تقع بقرب اكبر مستوطنة في الضفة وهي اريئيل التي فيها فرع لجامعة بار ايلان ، وبلدية، وقيادة مركزية للعمليات في الضفة، وفندق سياحي، ويبلغ عدد سكانها ضعف عدد سكان سلفيت، وتمتد اريئيل حتى المنطقة الصناعية بركان.

تداعيات الجدار:

يطلق الاحتلال على مقطع الجدار في محافظة سلفيت اسم" اصبع اريئيل" والذي يغوص عميقا في قلب الضفة الغربية كالخنجر المسموم، كما تبين الخارطة ويوجد وقائع جديدة على الارض، ويسرق اكبر مخزون مائي في الضفة الغربية و يحرم محافظة سلفيت من التواصل مع المحافظات الاخرى.

ويخترق الجدار قلب الضفة الغربية بعمق 22 كم، باتجاه محافظة سلفيت وينهب ما مجموعه 170 الف دونم من اراضي المحافظة من رافات حتى دير بلوط والزاوية ومسحة وسرطة مرورا بكفر الديك وبروقين وسكاكا ومردة وحارس وكفل حارس وقراوة وبديا حتى يصل سلفيت.

ومما لا شك فيه ان الجدار الذي تقيمه اسرائيل حاليا هدفه سياسي وليس امنيا كما يدعي الصهاينة ، وذلك لنهب المزيد من الأراضي، فمن سلفيت لوحدها ينهب 6 ألاف دونم من أخصب الأراضي.

ومقطع الجدار في محافظة سلفيت من أكثر المقاطع تدميرا لحلم الدولة الفلسطينية لتصبح دويلة فلسطينية (على 43%فقط من أراضي الضفة )في أحسن الأحوال ، حيث تبين لنا نظرة على الخارطة انه يقطع الضفة الى كانتونات معزولة، ويقسمها الى شمال وجنوب وشرق وغرب ، لتدمير حلم الدولة الفلسطينية المتواصلة جغرافيا، وللجدار أهمية خاصة في محافظة سلفيت حيث يقسمها الى أربع مناطق، ويقضي على الحياة البرية والثروة الحيوانية، حيث لا مراعي ولا أشجار وخاصة الزيتون، والذي شبه قضي عليه في المحافظة وبالأخص مدينة سلفيت ، فقد اقتلع الآلاف من هذه الشجرة المباركة عدا عن اللوزيات وأشجار الفواكه الأخرى ، وقضي أيضا على المراعي التي كانت ترعى فيها الحيوانات .

الاثار الاقتصادية :

يحد الجدار من حركة المواطنين، مما يؤدي إلى تقليل مستوى دخل الفرد، وبالتالي البحث عن مصادر رزق خارج الوطن ، وهذا يؤدي الى الهجرة وتفريغ الأرض من أصحابها الشرعيين.

ويعمل الجدار على شل مدينة سلفيت ومنطقتها اقتصاديا بحيث ان المنطقة تفقد محصول الزيت بسبب ما تم نهبه وتدميره فمثلا المزارع احمد الدمس فقد 70 دونم من حقول الزيتون وأصبح بلا عمل او إنتاج، وكذالك قلة الدخل من تجارة المواشي لفقدان المراعي ، وعدم تصريف ما تبقى من المنتوجات الى الأسواق المحلية بسبب الإغلاق الذي يسببه الجدار ، والقضاء على العمالة المحلية داخل ال48 مما يؤدي بالتالي لزيادة البطالة، وشل الحركة التجارية في سلفيت وإتباعها لاحقا الى محافظة رام الله وباقي المنطقة سيتم توزيعها على محافظتا نابلس وقلقيلية.

الآثار التعليمية والصحية والبيئية:

يؤثر الجدار على الناحية التعليمية حيث يزيد من معدلات الفقر مما يؤدي بالتالي الى عدم المتابعة التعليمية في الجامعات، بسبب عدم توفر النقود لذالك، ويمنع إرسال أهالي القرى المجاورة من إرسال أبنائهم الى مدارس وجامعة القدس في سلفيت.

ويؤثر الجدار على الصحة والبيئة في مدينة سلفيت، حيث يقضي على الحياة البرية ، فاكبر مغتصبة في الضفة تلقي مخلفاتها، وخاصة الكيماوية منها، في وديان المحافظة، وتصب المجاري قرب ،نبع المطوي الذي تشرب منه سلفيت والقرى المجاورة ، وقبل أيام فقط خسرت بلدية سلفيت 80 ألف دولار نتيجة تلوث المياه بمجاري اريئيل، ولوحظ انتشار انواع من القارص في الوديان غير معروفة سابقا ، وكذالك انقراض الثروة الحيوانية بسبب عدم توفر المراعي المنهوبة من قبل الاحتلال وإطلاق الخنازير خارج السور ومثال ذالك المزارع عثمان بلاسمة (ابو حسن الشعب ) التي قضت الخنازير على محصولة من القمح والخوخ والتفاح والتي تقدر بالآف الشواقل .....


الآثار الاجتماعية والنفسية:

يؤثر الجدار على العلاقات الاجتماعية حيث يلاحظ ان علاقات النسب قوية ما بين اهل سلفيت والقرى الواقعة شمال الجدار حيث يقسم الجدار المحافظة الى شطرين فالمسافة التي كانت تقطع في 5دقائق والان صارت 3 ساعات مما يدمر النسيج الاجتماعي.

ويعتبر الريف الفلسطيني من الفئات الاجتماعية المترابطة والمتداخلة اسريا, وهذا ما يدعم النسيج الاجتماعي في المنطقة, ويتجلى هذا الترابط الأسري والتداخل الاجتماعي بين قرى المنطقة في حالات الزواج المتبادلة بين سكان المنطقة،انتقال أجزاء من الأسرة من القرى الى المدن او القرى الأخرى المجاورة خلف وظائفهم وأعمالهم.

سيؤدي الجدار الفاصل على تقطيع أوصال المنطقة وفصلها عن بعضها البعض، كما سبق وحدث في قرية مسحه ، حيث فرق بين أبناء الأسرة الواحدة، وهذا له تأثيره في تدمير النفسية الفلسطينية، وإدخالها في دوامة من الكبت ،واليأس ،والإحباط، وهذه هي سياسية إسرائيل العنصرية التي تحث الشباب الفلسطيني على الهجرة نظرا لاستحالة العيش تحت هذا الكم من الإذلال والرضوخ والاضطهاد.

آثار الجدار على المعالم الدينية والأثرية :

يهدف الاحتلال الى إخفاء تاريخ الحضارات في وطننا فلسطين وإبعاد المواطن الفلسطيني عن المعالم الأثرية في الوطن ونرى ذلك جليا وواصحا، حيث تم بناء اريئيل على أكثر من خربة أثرية ، وأهمها خربة الشجرة ، التي تحوي ابار مياه وآثارات أخرى حيث تم جرفها واستخدام أحجارها الأثرية في رصف شوارع السور العنصري ، وكذلك تم سرقة عمدان أثرية من خربة دير سمعان في دير بلوط وتم تدمير خربة التعمر بالقرب من كفر الديك.

ومما جدير ذكره ان محافظة سلفيت تحتضن أكثر من 130 خربة أثرية إضافة إلى المقامات الدينية التي سيكون مصيرها في مهب الريح, اما التدمير بفعل مسار الجدار او العزل داخله بحيث لايستطيع احد الوصول إليها.