الإثنين: 06/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

انطلاق فعاليات المؤتمر التربوي الأول

نشر بتاريخ: 24/10/2009 ( آخر تحديث: 24/10/2009 الساعة: 19:47 )
اريحا- معا- افتتحت الأكاديمية الفلسطينية للعلوم الأمنية بالاشتراك مع مديرية التربية والتعليم في محافظة أريحا اليوم المؤتمر التربوي الأول والذي حمل عنوان (تكامل الأدوار في تحسين العملية التعليمية) ويأتي المؤتمر ضمن سعي الأكاديمية لتعزيز التعاون مع المؤسسات التعليمية ويعقد المؤتمر تحت رعاية وزارة التربية والتعليم العالي، وبحضور عدد من الشخصيات التربوية والمتخصصة من كافة جامعات الوطن وعدد من المعلمين والمعلمات والطلاب، إضافة إلى الكادر الأكاديمي والإداري.

وفي كلمة ألقاها أكد د. سعدي الكرنز وزير النقل والمواصلات ونائب رئيس مجلس أمناء الأكاديمية أن قطاع التربية والتعليم هو القطاع الأهم في فلسطين، وأن واقع العملية التربوية والتعليمية بحاجة إلى الدراسة المعمقة حتى يتسنى تطوير العملية التعليمية.

وقال د. الكرنز:" إذا كان قطاع التعليم بمستوى جيد، فإنه سينعكس إيجاباً على القطاعات الأخرى مما يساهم بشكل كبير في عملية التنمية، وعليه يجب الاهتمام الكبير بالعمل على تطوير هذا القطاع والنهوض به حتى يكون قادراً على مواكبة التطورات المعاصرة وتلبية احتياجات المجتمع التعليمية والعملية الأخرى".

وأشار د. الكرنز إلى الدور الذي تقوم به الحكومة الفلسطينية في سبيل الارتقاء بالمسيرة التعليمية وهي إحدى أهم أساسيات البنية التحتية المطلوبة لتحقيق التنمية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وأكد أن الحكومة على استعداد تام لدعم الخطط المتعلقة بتطوير المسيرة التعليمية والتربوية وتمويلها.

وعرض د. الكرنز نتائج لمجموعة من التقارير والدراسات البحثية التي تناولت المسيرة التعليمية والتربوية، والتي خلصت إلى أن مخرجات العملية التعليمية لا تنتج المهارات والكفاءات المطلوبة لعملية التنمية وأن الأنظمة التعليمية تعاني النقص المعرفي والتطبيقي، وأن معدلات البطالة مرتفعة، وأن فلسطين تتقدم نحو تحقيق الأهداف الكمية وليس النوعية حيث أن هناك ارتفاعاً في نسبة المتلقين للعلم مقابل انخفاض الجودة والنوعية في التعليم.

وقدم د. الكرنز مجموعة من التوصيات التي تهدف إلى تحسين أداء العملية التعليمية من بينها المراجعة الشاملة للعملية التعليمية والعمل على تطوير مناهج الدراسة بما يتلاءم مع متطلبات العصر، والتركيز على المهارات التي تمكن الطالب من المشاركة الفعالة في المجتمع بما يلبي احتياجاته وبناء إنسان قادر على العطاء والاتصال والتواصل مع العالم الخارجي، والربط بين أهداف التربية وعملية التنمية، و الربط بين التعليم والتخصصات المطروحة واحتياجات السوق العملية والعلمية، بالإضافة إلى تحفيز الطلبة الذين يتوجهون للكليات التربوية وإعطائهم منحاً دراسية ليكونوا معلمين ومدرسين مميزين في المستقبل، والتركيز على القدس وعدم استثنائها من هذه العملية التعليمية.

من ناحيتها شددت ريما الكيلاني مدير عام الإرشاد التربوي والتربية الخاصة وممثلة وزيرة التربية والتعليم العالي على ضرورة تضافر الجهود وتكامل أدوار العناصر التربوية من داخل المدرسة وخارجها والمؤسسة التعليمية بشكل عام حتى يتحقق ما تسعى إليه وزارة التربية والتعليم العالي وهو التعليم النوعي .

وأشارت الكيلاني إلى الدور الذي تبنته وزارة التربية والتعليم العالي من وضع خطط تعليمية وخطط استراتيجية للاستنهاض بالمستوى التحصيلي التعليمي الذي يتهدده خطر تدني نسبة التحصيل، وأشارت أيضا إلى دور الإرشاد التربوي في العملية التعليمية والذي يلعب دوره كعامل رئيس في توفير البيئة النفسية والاجتماعية للطلبة من خلال تعزيز علاقاتهم بالأسرة التربوية.

وقالت الكيلاني:" لم يعد دور الوزارة المتابعة الإدارية والفنية بل بدأ يتحول إلى دور تربوي من خلال شراكة مع المؤسسات التعليمية الأخرى مع اعتماد البحث العلمي والتربوي للوصول إلى أفضل الاستراتيجيات الداعمة للعملية التعليمية".

وتوجهت الكيلاني بالشكر إلى الأكاديمية الأمنية لدورها الريادي في المجتمع الفلسطيني ودعمها للمؤتمرات العلمية، وشكرت مديرية التربية والتعليم على جهودها.

من جانبه رحب د. نايف جراد القائم بأعمال رئيس الأكاديمية الأمنية بالحضور وأكد على الدور الذي تقوم به الأكاديمية الأمنية من تعاون وشراكة مع بقية المؤسسات التعليمية والمؤسسات الأخرى بهدف الارتقاء والنهضة بالمجتمع وبالمسيرة التعليمية، وقال:" كان للشراكة التي نظم بها المؤتمر مع مديرية التربية والتعليم في أريحا مؤشر كبير على الدور التكاملي الذي تقوم به الأكاديمية الفلسطينية للعلوم الأمنية للارتقاء بالمؤسسة التعليمية والتي تعتبر الأكاديمية واحدة منها على غرار الجامعات الأخرى والتي تعمل على تأهيل وإعادة تأهيل منتسبي الأجهزة الأمنية وتخريج جيل قادر على حماية الوطن وتوفير أمن للمواطن الفلسطيني، وتعزيز مفهوم الانتماء إلى الوطن، حيث يتحول الانتماء إلى الالتزام الذي بدوره يحث على العلم والمعرفة".

وأكد د. جراد على ضرورة التعاون بين المؤسسات التعليمية المختلفة من ناحية، وبين المؤسسة التعليمية والمجتمع من ناحية أخرى حتى تتكامل الأدوار وتتوزع المهام فيصبح التعليم قوياً قادراً على التغيير وتحقيق التنمية المرجوة في شتى مجالات الحياة وفي جميع القطاعات.

وأضاف د. جراد " باسم رئاسة الأكاديمية نعلن أننا على استعداد كامل للتعامل مع كافة المؤسسات وعلى رأسها مديرية التربية والتعليم في أريحا وفي كل محافظات الوطن، ونأمل أن يكون هذا المؤتمر التربوي الأول ليس الأخير بل أن يكرس سنوياً في الأكاديمية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي بما يخدم الحركة التعليمية والتربوية ويحقق مصالحها التي تتوافق مع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة".

ومن ناحية أخرى أكد أ. محمد الحواش مدير مديرية التربية والتعليم أن الوزارة تسعى إلى شمولية التعليم من خلال التركيز على عدة جوانب تخص الطالب الفلسطيني، وأن الوزارة تركز على المعلم باعتباره المحرك الأول للعملية التعليمية.

كما شدد الحواش على ضرورة الاهتمام بالإرشاد التربوي وقال:" من الإضافات النوعية التي قامت بها السلطة الوطنية منذ قدومها إلى أرض الوطن هو تعزيز دور المرشدين التربويين من خلال فرز كادر تربوي على كافة المدارس الحكومية والخاصة والتي تتبع وكالة الغوث".

وأشار الحواش إلى أن المؤتمر يهدف إلى تشخيص الحالة التعليمية ومحاولة الوصول إلى مخرجات جيدة للعملية التعليمية بالإضافة إلى كيفية بناء شراكات مع مؤسسات ومنظمات أهلية مختلفة تساهم في تطوير الحركة التعليمية.

ومن جانبه أكد د. كمال سلامة نائب رئيس الأكاديمية للشؤون الإدارية مقرر اللجنة التحضيرية للمؤتمر أن عراقة المؤسسات لا تقاس بسنوات تأسيسها بل بالإنجازات الحضارية التي تقوم بها وبالابتكارات التي تنجزها ومدى مساهمتها في خدمة المجتمع وتطوير قطاعاته، وأن الأكاديمية الأمنية تحاول فعل ذلك فعل الرغم من حداثة عمرها التأسيسي الصغير إلا أن خدماتها المقدمة للطلبة والمجتمع التعليمي والأمني لا تتوقف.

وتقدم د. كمال سلامة بالشكر إلى اللواء توفيق الطيراوي رئيس مجلس أمناء الأكاديمية وقال: " إن الفضل الأكبر في انعقاد هذا المؤتمر وهو المولود البكر على أرض الأكاديمية يعود إلى رئيس مجلس الأمناء الذي تبنى الفكرة منذ بدايتها وعمل على توفير كل الأجواء اللازمة لانعقاد المؤتمر التربوي الأول، والذي لا يدخر جهداً لنصرة المسيرة التعليمية وخدمة المجتمع وتطويره ليكون دائما الأفضل ".

وأوضح د. سلامة أن المؤتمر يهدف إلى معالجة عدد من القضايا التعليمية التي لو عولجت بشكل جيد وموضوعي يمكن أن تساهم بشكل كبير وفعال في نهضة المؤسسة التعليمية.

وكانت فعاليات المؤتمر قد بدأت في قاعة مسرح الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان في الأكاديمية الأمنية، ويستمر المؤتمر التربوي الذي يشارك فيه أكثر من عشرين باحثاً ومتخصصاً لمدة يومين متتاليين (24-25 تشرين أول)، تناقش خلال جلساته أوراق عمل بحثية تتجاوز ال15 ورقة علمية حول جوانب عديدة ومختلفة ضمن تكامل الأدوار في تحسين المسيرة التعليمية، من هذه الجوانب: البحث العلمي في التربية - المفهوم والمنهجية، والبيئة الاجتماعية وأثرها على الدافعة لدى الطلبة، والبيئة المدرسية وأثرها على تحصيل الطلبة، ومعيقات البحث العلمي في التربية، ودور المعلمين في زيادة الدافعية والتحصيل لدى الطلبة، وسيعرض عدد من الأكاديميين الفلسطينيين من الأكاديمية الفلسطينية للعلوم الأمنية والجامعات الوطنية ومديريات التربية خلالها ملاحظاتهم ونتائج بحوثهم وتوصياتهم التي يخلصون إليها.