الثلاثاء: 21/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض:لا حدود لعملنا في بناء مؤسسات دولتنا وبنيتها التحتية في "ج.ب.أ "

نشر بتاريخ: 27/10/2009 ( آخر تحديث: 27/10/2009 الساعة: 23:22 )
بيت لحم - معا - رفض رئيس الوزراء د.سلام فياض بشدة محاولات اسرائيل تعزيز سيطرتها على ما يسمى بالمناطق (ج)، والتي تشمل الأغوار، وقال: أن لا سلام مع الاستيطان، وشدد على أنه لن يقيد عملنا أي حدود فيما يسمى بالمناطق (ج)، والتي تشكل 60% من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعتبر المجال الحيوي لدولتنا القادمة، ولا يوجد في عملنا ما يسمى بالتصنيفات (ج)، أو (ب)، أو (أ).

كما استهجن رئيس الوزراء اتهام بعض المسؤولين الاسرائيليين لتقرير منظمة العفو الدولية حول المياه في الضفة الغربية، ووصفه بالكاذب، وقال: "عندما تكون الحقائق مؤلمة ومزعجة لاسرائيل تصبح بالنسبة لها كاذبة.

وتساءل كيف يمكن وصف حقيقة ما ذكر في تقرير أمنستي على أن الفرد في اسرائيل يستهلك من المياه أربعة أضعاف استهلاك الفرد في الأراضي الفلسطينية بالكاذب وهي حقيقة يعلمها الجميع.

وأكد فياض على حتمية زوال الاحتلال الإسرائيلي وكل ما يقف في وجه الشعب الفلسطيني للوصول إلى درب الحرية والعيش بكرامة وسلام على أرضه وفي دولته المستقلة.

وفي كلمة له في الاحتفال بوضع حجر الأساس لمستشفى بندكتوس السادس عشر لجراحة الأطفال في مدينة بيت جالا، أشار رئيس الوزراء إلى البدايات التي ترتبط بوجود الشعب الفلسطيني على هذه الأرض، وإصراره على البقاء والصمود عليها، وقال " إنها تعيد الذاكرة إلى بدايات تأسيس جمعية بيت لحم العربية للتأهيل قبل 50 عاماً ورعايتها للأطفال"، مشيداً بماقدمته الجمعية، وما زالت تقدمه، وما لها من تاريخ مشرق ومميز في خدمة أبناء شعبنا.

وشكر فياض غبطة البطريرك فؤاد طوال، وثمن عاليا ما جاء في كلمته وبشكل خاص استنكاره لاعتداءات قوات الاحتلال والمتطرفين على المسجد الأقصى.

وأشار رئيس الوزراء إلى الدور الهام والبعد الاجتماعي والدور التنموي والتطوعي لمؤسسات المجتمع المدني، وما تقدمه من خدمة لأبناء الشعب الفلسطيني بمسؤولية عالية، وما تقوم به من تعزيز صمود المواطنين، وما تشكله من تكامل أساسي بين منظومة المؤسسات الرسمية والأهلية والكنسية، وما يضيفه ذلك إلى النظام الصحي ويعزز من مكانته ويراكم على ما تم إنجازه في فلسطين.

وأكد رئيس الوزراء "أن المؤشرات الصحية لدينا في مجالات وفيات الأطفال الخدج، والعمر الافتراضي، وعدد العاملين في القطاع الصحي من أطباء وممرضين بقياس حجم السكان، تضع فلسطين في مركز متقدم على صعيد الشرق الأوسط وشمال افريقا، على الرغم من العقبات المستمرة التي يضعها الإحتلال، مما يدلل بشكل واضح على إصرار شعبنا على الحياة والبقاء على أرضه".

ووجه فياض التحية والشكر لكل من ساهم في إخراج فكرة إنشاء هذا المستشفى الجراحي التخصصي للأطفال، وخاصة مؤسسة يوحنا بولص الثاني، والبطريكية اللاتينية، وصندوق التنمية والتطوير الشرق متوسطي، وجمعية بيت لحم العربية للتأهيل، مقدما الشكر لحاضرة الفاتيكان وقداسة البابا بندكتوس السادس عشر.

كما أشار رئيس الوزراء إلى ان هذا العمل يأتي في إطار منسجم تماماً مع رؤية عمل السلطة الوطنية وتوجهاتها، على بذل كل جهد ممكن للبناء ومراكمة الانجاز، على الرغم من الاحتلال بل وللتعجيل في انهائه، وهذا جزء مما تقوم به السلطة الوطنية على طريق ضمان انهاء الاحتلال، لينعم شعبنا بحقه الطبيعي في العيش بحرية وكرامة بدولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

كما أكد فياض إلى ان هنالك الكثير مما هو مطلوب في مجال تقديم الخدمات الصحية في قطاع غزة واعادة اعمار ما دمره العدوان الاسرائيلي الأخير على القطاع بما في ذلك لعدد من المؤسسات الصحية.

واستنكر رئيس الوزراء خلال كلمته الموقف الإسرائيلي لعدم تميكن وزير خارجية فرنسا من زيارة قطاع غزة وزيارة مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر، والذي تم تدميره، وأشار إلى ضرورة تعزيز الجهود لتوفير كافة الاحتياجات المطلوبة لأبناء شعبنا في القطاع الصامد، وذلك ضمن الالتزام الذي اخذته السلطة الوطنية لتوفير مقومات دعمه وصموده.

من جانبه رحب البطريرك فؤاد طوال باسم مجلس أمناء جمعية بيت لحم العربية للتأهيل والطاقم الطبي والاداري برئيس الوزراء وقبوله الدعوة لوضع حجر الأساس للمستشفى الجراحي الجديد لخدمة أطفال فلسطين " مستشفى البابا بندكتوس السادس عشر:، وهو المشروع الحادي عشر الذي تموله وتديره الكنيسة الكاثوليكية في الأراضي المقدسة. وقال: "لا نريد ان يبقى الطفل الفلسطيني مسلوب الهوية ومحروما من حقوقه الأساسية، بسبب الظلم الواقع على الوطن والتداعيات الاقتصادية والأمنية والصحية والنفسية".

وأضاف "ان البطريكية اللاتينية ومجلس امناء الجمعية ومؤسسة يوحنا بولص الثاني أرادوا ان يشيدوا هذا المستشفى كثمرة من ثمار زيارة قداسة البابا لفلسطين ولقائه سيادة الرئيس محمود عباس، فالطفل هو مستقبل الأمة، وأن 48% من الشعب الفلسطيني دون الرابعة عشر من العمر، لذا لا بد من احاطتهم بالعناية اللازمة والتمتع بالحياة الكريمة كبقية العالم المتحضر".

وقال: "بينما يثلج صدورنا بناء مستشفى جديد لأطفالنا، فإنه يعصرنا الألم لما يحدث في محيط المسجد الأقصى ورحابه، ومن هذا الموقع الذي يطل على القدس نعبر عن استنكارنا الشديد لمحاولات اقتحام الحرم القدسي الشريف من قبل متطرفين يهود، ونؤكد حق الفلسطينيين والمسلمين في زيارة مقدساتهم والتعبد فيها والدفاع عنها".

وناشد الرأي العالمي والأمتين العربية والاسلامية الى التدخل السريع كي توقف الاعتداء وتحقن الدماء وتعيد للمسجد الأقصى وقدسيته، وللقدس أمنها واستقرارها وعروبتها، لكي تبقى مدينة السلام والمحبة والمصالحة.

من جهته قال الأب ابراهيم فلتس ان مؤسسة يوحنا بولص الثاني والجمعية العربية تدين بالشكر الجزيل لبطريكية اللاتين وتفضلهم بالتبرع بقطعة الأرض من أجل انشاء هذا المشروع.

وشكر رئيس الوزراء على بذله كل جهد ممكن من اجل مواكبة الاحداث والمشاريع والمبادرات التي تتم في مختلف الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي ختام الحفل قام رئيس الوزراءد.سلام فياض وغبطة البطريرك طوال بإزاحة الستار عن حجر تأسيس مستشفى بندكتوس السادس عشر لجراحة الأطفال.

وكان قد حضر حفل وضع حجر الأساس لمستشفى بندكتوس السادس عشر لجراحة الأطفال في مدينة بيت جالا، والذي تبلغ تكلفة انشائه حوالي ستة ملايين دولار، وزير الصحة د. فتحي أبو مغلي، ومحافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل، ومحافظ القدس عدنان الحسيني، وغبطة البطريرك فؤاد طوال بطريرك الروم اللاتين في الأراضي المقدسة، والأب ابراهيم فلتس رئيس مؤسسة يوحنا بولس الثاني في الشرق الاوسط، والمونسنيور بول بورجيا القائم بأعمال السفارة البابوية في القدس، ود.ماسيمو توسكي ممثل مقاطعة توسكانا، والمطران رودولفو عضو المجلس الاستشاري لمؤسسة يوحنا بولص الثاني في الفاتيكان، وحشد من الشخصيات الرسمية والأهلية، وقادة الأجهزة الأمنية.

كما وضع رئيس الوزراء حجر الأساس لمبنى مديرية صحة محافظة بيت لحم وذلك بحضور وزير الصحة ومحافظ بيت لحم، وعدد من المسؤولين الرسميين، والتي تبلغ تكلفته حوالي مليون ومئتي ألف دولار.

وتفقد فياض مبنى الاتحاد النسائي العربي في بيت ساحور، ومركز البسمة للتأهيل التابع له، وعبر عن سعادته لما شاهده من عمل لهذا المركز في خدمة ورعاية شريحة مهمة من ابناء شعبنا والاهتمام باحتياجاتهم، مباركا لهم عملهم واعداً بدعم الاتحاد والمركز.

من جانبها ثمنت نادية الاطرش رئيسة الاتحاد جهود رئيس الوزراء الكبيرة ودعمه المعنوي والماديللشعب الفلسطيني الصامد على أرضه، ورعايته لذوي الاحتياجات الخاصة.

وفي بلدة المعصرة في الريف الجنوبي لمحافظة بيت لحم افتتح رئيس الوزراء المركز الصحي للبلدة والذي يخدم تجمع قرى جنوب بيت لحم، حيث تفقد المركز.

وفي مهرجان جماهيري في المعصرة رحب محمود زواهرة رئيس مجلس قروي المعصرة بزيارة رئيس الوزراء للريف الجنوبي لمدينة بيت لحم، وأشار إلى أن أكثر من 80% من المشاريع الحيوية التي وعدت بها السلطة الوطنية تم انجازها، والتي تقوم أساساً على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.

وأكد زواهرة استمرار المقاومة الشعبية السلمية في هذه القرى والبلدات وخاصة تلك المهددة بالمصادرة، في وجه الاحتلال حتى زواله، وثمن موقف رئيس الوزراء في تعزيز صمود المواطين في كافة المناطق، وتقديم المساعدات لهم لتمكينهم وصمودهم على أرضهم.

بدوره هنأ رئيس الوزراء أهالي بلدة المعصرة على هذه الانجاز، وأكد أنه لم يكن ليتحقق لولا ريادية شعبنا، وميله للتطوع، حيث تم التبرع بقطعة الأرض التي أقيم عليها المستوصف،وقد تم انشاؤه من خلال ما تم توفيره من مساعدات.

وشكر فياض كل من البنك الألماني للتنمية، وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي، ومؤسسة الرؤية العالمية على ما قدموه من مساهمات لانجاز هذا المشروع، وغيره من المشاريع الحيوية.

وأكد رئيس الوزراء" أن كل لبنة في هذا الصرح الطبي، وكل لبنة أخرى، هي خطوة في طريق انهاء الاحتلال وبناء مؤسسات الدولة المستقلة".

، وقال: مصممون على انهاء الاحتلال، وخلق واقع جديد يمكننا من نيل حريتنا، ويمكننا من الصمود في وجه الاحتلال والاسيتطان، فلا سلام مع الاستيطان، ولن يكون هناك حدود لعملنا، فما يسمى بالمناطق (ج) هي مناطق احتلت عام 1967، وهي أراضٍ ستقام عليها الدولة الفلسطينية، فلا يوجد لدينا ما يسمى بالتصنيفات (أ) و (ب) و(ج).

وأضاف لا بد أن يرحل الاحتلال، وأخص بالذكر مناطق الاغوار، وما تقوم به اسرائيل لاحكام سيطرتها على هذه المناطق، وهو أمر غير مقبول.

وأشار رئيس الوزراء في حديثه إلى تقرير منظمة العفو الدولية والذي يتهم اسرائيل بحرمان الفلسطينيين من الحصول على المياه في الضفة الغربية، واستهجن تكذيب بعض المسؤولين الاسرائيليين لهذا التقرير، وتساءل فياض هل عندما تكون الحقيقية مؤلمة تصبح التقاريركاذبه؟ ، وهي تقارير حقيقية، ولذلك فهي مزعجة.