الأحد: 06/07/2025 بتوقيت القدس الشريف

ناصيف الحصري ........ لماذا رحلت *بقلم : خالد الصيفي

نشر بتاريخ: 30/10/2009 ( آخر تحديث: 31/10/2009 الساعة: 11:21 )
ها نحن نودع اليوم ’ رمزاً من رموز العطاء .. وفارساً أبدع إخلاصاً ووفاء ... نودع اليوم قائداً من رموز الحركة الرياضية والوطنية الفلسطينية ... نودع اليوم ناصيف الحصري .

فلماذا رحلت ؟؟ وأنت من رفض الرحيل ... ولماذا إنزويت وأنت من انزوى من أمامك الاَخرون ... ولماذا احتجبت وأنت المنار لكل من عرفك ... لماذا تواريت وأنت ورفاقك من شكل الاحرف الاولى للعبة كرة السلة الفلسطينية.

لقد لملمتنا في حضرتك ... حين لم نجد مكاناً نستظل به ... ولقد وحدتنا في وداعك ألماً وحزناً لفراقك ... وسنجتمع في ذكراك إن شتتنا الفراق .

فأنت من أصر على البقاء حين غادر الاَخرون ... وأنت من أعطيت حين عز العطاء ... فلقد كرمت بعطائك كل الشهداء في ( كل بطولة للشهداء ) ... وها انت تلحق بهم ’ فهنيئاً لك بينهم .

هل تذكر يا صديقي حين اختلفنا ... حين كنت بوعيك فوق كل اختلاف ... وهل تذكر يا صديقي حين اتفقنا ... حين كنت سباقاً للعطاء ... فما اشبه اليوم بالأمس ... فبالأمس سار خلفك الكثيرون صوب ذاك الهدف ... واليوم ... ها نحن نجدد السير خلفك حيث الخلود ... وبالحالتين كنت .. الامام .. وكنت القائد .. وكنت المعلم .. وكنت المنار .

ولمن يعتقد بأنك رحلت نقول ... بإننا سنجدد البحث عنك ... وسنجدك في كل حدث ... سنجدك بين أوراق قرعة بطولة الشهداء ... وسنجدك بين شوطي كل مباراة لكرة السلة ... سنجدك مع صافرة كل حكم ... وسنجدك ماثلاً في صدر طاولتك المستديرة في حديقة السرية ... وسنجدك شامخاً في ثقافة كل شباب وصبايا سرية رام الله ... وسنجدك في أزقة مخيم البريج والعروب والدهيشه وقلنديا ...وسنجدك بشوارع رام الله وبيت لحم ونابلس ...سنجدك بحوارة وجينصافوط وبيرزيت ...وسنجدك متسللاً- كما كنت دائما – في الشارع الواصل بين المسجد الاقصى وكنيسة القيامه ... سنجدك بين كل بسمة وبسمة ... مع كل ضيف وزائر .

واخيراً أرجوك يا صديقي أن ترحل دون أن تنظر الى الخلف ... فخلفك ستبقى منارة سرية رام الله شامخة شموخ عيبال وجرزيم ... وخلفك لفيف إداري ذو تجربة إمتزجت بحكمتك ... وخلفك إبراهيم وسني وسليم واحمد ... وخلفك خضر وامجد وفؤاد واحمد ... وخلفك جيل اَمن بما اَمنت .... وخلفك سنبقى نحن .