الإثنين: 20/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

حدث في غزة: رسالة من تحت الباب.. بتوقيع جابر عثرات الكرام!

نشر بتاريخ: 15/04/2006 ( آخر تحديث: 15/04/2006 الساعة: 17:24 )
غزة- معا- لم يصدق المواطن ع. ح نفسه فقد تلقى من أسفل عتبة المنزل ظرفاً أبيض يحمل توقيعاً باسم فاعل خير والمفاجأة ما حمله المظروف بداخله : 600 " شيكل تفعل الكثير في زمن عزت فيه الرواتب وعض فيه الجوع الكرام .

فإلى جانب عمله في الشرطة يعمل المواطن ع. ح في مهنة الحياكة التي باتت " في خبر كان" جراء ضعف المصانع عن الإنتاج وقلة القماش المستورد وخواء خزينة أصحاب المصانع وقلة الخيوط وندرة المشترين وعدم اعتماد المشتري على المنتج الوطني إلى جانب السلع الصينية ذات الأسعار الزهيدة.

ورغم عمله بمهنتين إلا أن المواطن الذي يقطن حي الشيخ رضوان بمدينة غزة لم يفاجأ بطلب صاحب البيت منه الخروج من المنزل كونه لم يتمكن من دفع أجرة المكان لشهر مارس الماضي.

يقول لمعا:" لم اعد أرغب بالعودة للمنزل خاصة أن أطفالي الأربعة وزوجتي دائماً يخبرونني بما يطلبه منهم صاحب البيت الذي لا يمل أبداً من تكرار القول لهم متى يدفع أبوكم الأجرة وهل ستكملون شهر ابريل أيضاً دون الدفع لي ، وكذا وكذا...".

وبمجرد أن تسلم المواطن المظروف بدأ بتسديد بعض ديونه، الجزء الأكبر منها لصاحب البيت، ثم جزء آخر لصاحب البقالة المجاورة، حيث يعتمد معظم موظفي القطاع العام على استنزاف البقالات المجاورة لمنازلهم والدفع لها بالجملة أوائل كل شهر حين يتسلمون رواتبهم، فيما أصبح الجزء الثالث بمثابة عنصر دائر لبعض الاحتياجات التي لا يعرف ايها اجدر بالتسديد.

حال المواطن بات حالاً عاماً لموظفي السلطة الفلسطينية الذين يتجاوز عددهم 140 ألف موظف بالضفة وغزة وبالأجهزة المدنية والعسكرية حيث تتجاوز رواتبهم شهرياً 80 مليون دولار مع رفع الحكومة السابقة رواتب موظفيها إلى الضعف قبل أن تشكل حركة حماس الحكومة الجديدة.

وفي صورة أخرى، باتت مطاعم غزة التي تشغل يومياً على مدار الساعة خاوية على عروشها مع تنامي خوف المواطنين من عنصرين أولهما الخوف من عدم القدرة على دفع أجرة غذاء جماعي والثانية التخفي خلف إعصار انفلونزا الطيور.

إحدى العاملات في مجال فن التجميل للسيدات قالت:" لم اعد أرى خطيبي الذي يعمل في الأمن الوطني كونه لم يتسلم راتبه عن شهر مارس وقد بدأ إبريل بالزحف للنهاية، ولا أعرف متى سيكون موعد لقائنا".

وتؤكد أن عملها في إحدى صالونات التزيين بات ضعيفاً في هذه الأيام نظراً لعزوف النساء العاملات في الوظيفة الحكومية عن مراجعة الصالون بسبب تأخر صرف رواتبهن وتضيف:" أكيد لقد تأخر مدخول الصالون الشهري مع توقف بعض زبائنه عن القدوم ومع عدم قدرتهن على تسديد سعر قصات الشعر والتزيين وتوفير هذه الأموال لسد حاجات المنزل اليومية".