الأربعاء: 08/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

د.مصطفى البرغوثي يدعو لتبني خيار المقاومة الشعبية

نشر بتاريخ: 10/11/2009 ( آخر تحديث: 10/11/2009 الساعة: 18:08 )
رام الله- معا- اكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية اليوم الثلاثاء، ان التطورات الاخيرة تمثل اعلانا لفشل نهج كامل بسبب سياسة اسرائيل وتقاعس المجتمع الدولي.

وقال البرغوثي خلال مؤتمر صحفي عقده في مركز وطن الاعلامي في رام الله، انه منذ خمس سنوات حاولت اطراف دولية اقناع الجانب الفلسطيني بانه اذا اوقف الانتفاضة وبنى مؤسسات وجهاز امني وطبق خريطة الطريق، فان ذلك سيقود الى انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية، ليتضح ان كل ما عمله الفلسطينيون لم يعد كافيا وان حسن الاخلاق لا يكفي وحده وان اسرائيل ممعنة في سياستها الاستيطانية، وان ما وعد به الفلسطينيون لم يتحقق.

واضاف البرغوثي ان ما نراه على ارض الواقع هو استفحال للاستيطان وعمليات التهويد في القدس وعملية تدمير ممنهجة.

وقال البرغوثي الاعتقاد بان الاكتفاء بنهج المفاوضات والعمل الدبلوماسي سيؤدي الى حل القضية الفلسطينية ثبت عدم صحته، مشيرا الى ان حديث شمعون بيريس رئيس دولة اسرائيل، عن ان سلاما ناقصا افضل من لا شيئ هو محاولة اخرى لممارسة الخداع بهدف كسب الوقت لصالح اسرائيل.

واوضح مصطفى البرغوثي ان ما يجري على الارض يؤكد سعي اسرائيل الى فرض الحل من جانب واحد على صورة دولة كانتونات ومعازل وجيتوات في اطار ما يسمى بدولة في حدود مؤقتة ستصبح دائمة بدون القدس والاغوار وبدون احواض المياه وبدون مناطق الاستيطان وبدون العودة الى حدود الرابع من حزيران وبدون اعتراف بحق اللاجئين الفلسطينيين مع تكريس نظام الابارتهايد والفصل العنصري.

وعرض البرغوثي في المؤتمر الصحفي خارطة تظهر ملامح الدولة ذات الحدود المؤقتة، والتي يكرسها الاحتلال عبر جدار الفصل العنصري الذي يلتهم 60% من اراضي الضفة الغربية وكل منطقة القدس والاغوار ومناطق الاحواض المائية في الخليل وسلفيت وجنوب بيت لحم ويحول فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة الى مجرد كانتونات ومعازل.

واكد البرغوثي ان المهم عدم اللوم على ماجرى في الماضي بل الاهم ان نقرر ان هناك ارضية مشتركة لتوحيد الموقف الفلسطيني، شريطة عدم العودة الى نفس النهج الذي ادى بنا الى هذا الوضع وضرورة تبني استراتيجية موحدة ونهج بديل شامل.

وشدد على ان اخطر امرين يواجهان الشعب الفلسطيني اليوم هما: اولا مقولة السلام الاقتصادي اي تحسين الاحوال المعيشية في ظل استمرار الاحتلال، وثانيا تكريس نظام الفصل العنصري عبر الحديث عن الدولة ذات الحدود المؤقتة.

واوضح البرغوثي انه بات من الواضح ان اسرائيل غير مستعدة لوقف الاستيطان وان اميركا غير مستعدة هي الاخرى للضغط عليها ،رغم ان الرئيس الامريكي اوباما هو الذي حدد سقف وقف الاستيطان في خطابه في القاهرة وسرعان ما تراجع عن ذلك امام ضغط اللوبي الاسرائيلي.

واشار البرغوثي الى مجموعة خطوات يمكن للجانب الفلسطيني القيام بها فورا لتغيير قواعد المعادلة، ووضع اسس لتغيير موازين القوى وهي:

اولا: تنفيذ قرار المجلس المركزي الذي طالبنا به مرارا بالتوجه فورا بقرار لاهاي الى الامم المتحدة، والمطالبة بفرض عقوبات دولية علىاسرائيل حتى تنفذ القرار.

وثانيا: الاعلان من جانب واحد عن حدود الدولة الفلسطينية ومطالبة الامم المتحدة باقرار هذه الحدود على جميع الاراضي المحتلة عام 67 دون استثناء بما فيها القدس واللطرون.

وثالثا: عدم الاستمرار بالتقيد بقيود اوسلو بل الخروج عنها والتمرد عليها كفرض مخطات هيكلية جديدة للمدن والقرى الفلسطينية تشمل مناطق"ج" ومنح رخص البناء في كل المناطق الفلسطينية دون انتظار اذن من اسرائيل، ورفض اي امتيازات اسرائيلية خاصة لاي طرف فلسطيني بما في ذلك امتيازات "vip" وغيرها، والتاكيد على اننا كلنا شعب واحد وموحد في مواجهة الاجراءات الاسرائيلية.

ورابعا: القيام بحملة رسمية وشعبية لمقاطعة المنتجات الاسرائيلية حيث تصل قيمة البضائع التي تسوق في الاراضي الفلسطينية الى قرابة 3 مليارات دولار، وتخفيض نسبة الاستهلاك من الجانب الاسرائيلي بنسبة 5% يعني خلق اكثر من مئة الف فرصة عمل للعاطلين عن العمل في الاراضي المحتلة.

دعا البرغوثي الى دعم الصمود الوطني واعادة النظر في توزيع الموازنات بحيث يكرس معظمها لدعم ما يحتاجه الصمود الوطني، كمناطق الجدار ومناطق الصمود في البلدة القديمة في الخليل والقدس.

وناشد البرغوثي جميع الاطراف الفلسطينية الارتقاء الى مستوى المسؤولية واستعادة الوحدة الوطنية، وانهاء الانقسام وايجاد وسيلة لانجاز اتفاق المصالحة الوطنية باسرع وقت ممكن وان تجري الدعوة لاجتماع يضم قادة كل الفصائل والمؤسسات الوطنية في الداخل والخارج للتباحث في الوضع والازمة القائمة، وارساء اسس استراتيجية وطنية موحدة وان يجري التوجه الى الشعب الفلسطيني لاستنهاض كل طاقاته في كل مكان.

واكد ان الانتخابات يجب ان تكون وسيلة للوحدة والتوحيد وليس الى تحويل الانقسام الى انفصال دائم، مؤكدا انه من المستحيل القبول باجراء الانتخابات في الضفة دون القطاع وانه يجب ان تجرى الانتخابات بتوافق وبضمانات كاملة لنزاهتها، لان من حق الشعب الفلسطيني ممارسة خياره الحر في الاختيار.

وقال البرغوثي ان احدا لايقبل ان تكون السلطة الوطنية غطاء للاحتلال، وان المسألة ليست حل السلطة او بقائها بل تحريرها من قيود اوسلو والاحتلال والعمل على تحرير حركة التحرر الوطني الفلسطيني من قيود السلطة ذاتها.

واختتم البرغوثي قائلا اننا نرى على صعيد العالم عزلة للسياسة الاسرائيلية، وتقدما للقضية الفلسطينية وان المطلوب اليوم هو تعزيز الارادة الكفاحية الفلسطينية للاستفادة من هذا التطور الايجابي.