الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

فصل الشتاء يحيّر الناس بين اعراض الانفلونزا وانفلونزا الخنازير

نشر بتاريخ: 12/11/2009 ( آخر تحديث: 13/11/2009 الساعة: 09:56 )
رام الله - تقرير معا - حالة من الخوف والتكميم شهدها قسم طوارئ مستشفى رام الله الحكومي، يوم امس، حينما جرى اخبار المراجعين باكتشاف حالة اصابة بانفلونزا الخنازير في القسم، الامر الذي استدعى توزيع بعض الكمامات على المرضى والمرافقين لهم في حين شوهد بعض المواطنين وهم يغطون انوفهم بأيديهم تحسبا من الإصابة بالعدوى، كما اضطر البعض منهم للخروج خارج القسم والانتظار خارجه.

الخوف من الاصابة بالعدوى بات منتشرا في أوساط اغلبية المواطنين، وروى احد الاطباء لـ "معا"، ما حدث معه عندما وصلت امرأة برفقة طفلين يرتدون الكمامة الى عيادته في احدى المستشفيات الخاصة العاملة في رام الله، الامر الذي دفع بقية المرضى الذين يتنظرون دورهم لمغادرة المكان تحسبا من انتقال العدوى اليهم، حيث فسر الطبيب مغادرة المرضى المكان بأنه انعكاس لحالة نقص الوعي لدى المواطنين بطرق انتقال المرض وطرق علاجه والوقاية منه.

وقال الطيب " المرأة التي وضعت الكمامة عندما قررت القدوم للعيادة كانت محقة في هذا السلوك، لكن بقية المرضى الآخرين الذين غادروا المكان اخطأوا في سلوكهم"، حيث اشار ان إمكانية الاصابة بالمرض باتت متاحة في كل الاماكن وان مواجهته لا تتم بالهروب او الخوف منه.

وقال " هناك ترويج خاطئ بشأن المخاطر التي قد تنجم عنه، خاصة وانه مرض يشبه إلى حد كبير مرض الانفلونزا العادية وان الأمر لا يتطلب مثل هذا الذعر والمخاوف التي تنتشر في صفوف المواطنين".

وتتوجه العديد من الحالات التي يشك أصحابها بإصابتهم بمرض انفلونزا الخنازير الى قسم الطوارئ في مستشفى رام الله، من اجل اجراء الفحوصات المخبرية، الا ان ذلك القسم لا يستقبل تلك الحالات حيث وضعت لافتة تشير الى ان اجراء الفحوصات المرتبطة بهذا المرض تتم في مديرية صحة رام الله والبيرة من الساعة الثامنة وحتى الساعة الثالثة عصرا، الامر الذي يدفع العديد من المواطنين الذين يعانون من أعراض الانفلونزا للتوجه الى مديرية الصحة في مدينة البيرة.

وفي الطابق الأرضي من مديرية الصحة، يوجد القسم الخاص بإجراء الفحوصات المخبرية لهذا المرض، ورغم حرص الاطباء على استقبال الحالات المرضية، الا ان الاطباء اخبروا المواطنين، صباح اليوم، بأنهم توقفوا عن اجراء الفحوصات المخبرية بسبب نقص المواد المرتبطة بفحصه، واستبدلوا ذلك بفحوصات عادية واستجواب المرضى وبعد ذلك يتم اعطائهم بعض الارشادات العلاجية والوقائية ويضاف اليها منحهم بعض الادوية التي تساعد المرضى على الشفاء منه اذا ما أصيبوا به.

ولكن من الملاحظات على المكان المخصص لاستقبال المرضى واجراء الفحوصات المخبرية فيها، فانه يفتقر للتهوية، اضافة الى عملية الاستقبال تتم للمرضى دون تفريق ما بين الحالات المصابة او الحالات المشكوك فيها، الامر الذي دفع العديد من المواطنين في أحاديث منفصلة لـ"معا"، للتذمر من هذا الوضع واهمية تخصيص مكان ملائم يشتمل على تهوية ملائمة، واهمية فصل الحالات والتأكد منها دون اتاحة المجال لاختلاط الحالات المصابة والحالات المشكوك باصابتها بهذا المرض.

وقال احد المواطنين الذي احضر طفلته لاجراء الفحوصات المخبرية " انا غير متأكد من اصابة ابنتي بهذا المرض فلا يعقل ان نجلس مع حالات تظهر عليها ملامح الاصابة بالمرض، لان ابنتي قد تتعرض للاصابة بهذا المرض بسبب جلوسها في هذا المكان".

وحددت وزارة الصحة الفئات الواجب ان تحظى باهتمام خاص من قبل الاطباء، مثل الاطفال تحت سن الخامسة، والأمهات الحوامل، وكبار السن، حيث يجري في حال ثبوت الإصابة صرف ادوية تساعدهم على الشفاء منه.

وحسب اراء المواطنين ومعلمين في العديد من المدارس في منطقة رام الله، فان بدء فصل الشتاء يتيح المجال لانتشار الاصابة بالانفلونزا العادية الامر الذي يجعل المواطنين في حيرة من امرهم خاصة في ظل عدم قدرتهم على التفريق ما بين الانفلونزا العادية وانفلونزا الخنازير.