الإثنين: 13/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

في ذكرى انطلاقتها- حماس بين الحفاظ على المقاومة والانشغال بالسياسة

نشر بتاريخ: 14/12/2009 ( آخر تحديث: 14/12/2009 الساعة: 15:47 )
غزة- تقرير معا- تباينت مواقف المحللين السياسيين حول عمر حماس السياسي المقاوم في الذكرى الـ22 لانطلاقتها.. البعض اعتبر عمرها السياسي المقاوم قصير مقارنة مع الفصائل الفلسطينية الاخرى كفتح والشعبية وغيرها، في حين اعتبر البعض بانه عمر قصير ولكن يتميز بقفزات نوعية ميزتها عن الفصائل الاخرى.

د. ابراهيم ابراش المحلل السياسي قال: ان عمر حركة حماس السياسي المقاوم كان اقصر من عمر الفصائل الفلسطينية لان تلك الفصائل مارست العمل المقاوم المسلح لمدة اربعين عاما، الى ان قررت التحول الى النهج السياسي، دون ان تتخلى عن المقاومة، في حين دخلت حماس عامها الـ22 وقد تحولت من حركة جهادية الى حزب سلطة وانشغلت بالسلطة، مشيرا الى ان هذا التحول شكل تراجعا في نهج ومشروع حماس.

وقال ابراش لـ "معا": "كان يمكن لحماس تطبيق العملية السياسية في بداية وجود السلطة، وكان من الممكن ان تساهم في تنشيط العمل السياسي ودفع باتجاه انجاح جهود التسوية".

أما على صعيد العمل المقاوم وموقع حماس من هذا العمل، اشار ابراش الى ان حركة حماس تتحدث عن مقاومة ولكن لا تمارسها، وهي ملتزمة بتهدئة تتمناها اسرائيل، لافتا الى توقف العمليات "الفدائية" في اسرائيل والعمليات العسكرية في الضفة "هناك توقف للمقاومة رغم انها تمتلك سلاحا".

وبين ابراش ان المقاومة ليس فقط امتلاك للسلاح وانما فعل جهادي مقاوم، متهما الحركة (حماس) بانها منشغلة بالسلطة والحكم مثل فتح، ولكن في اطار ضيق هو قطاع غزة.

ودعا حماس الى توطين برنامجها السياسي بحيث يصبح مشروعها جزءا من المشروع الوطني الفلسطيني وتغليب المصلحة الوطنية على الايدولوجيات الخارجية قائلا: "اذا بقيت حماس تعتبر نفسها جزءا من حركة الاخوان المسلمين واذا بقيت تراهن على البعد الخارجي، ستبقى محصورة داخلية وتبقى منعزلة في القطاع".

واضاف: "يمكن لها بتاريخها النضالي وحضورها الشعبي ان تكون مكون رئيسي في الحالة السياسية الفلسطينية اذا قررت نسج علاقات مع القوى السياسية والجمهور الفلسطيني خصوصا في قطاع غزة"، داعيا الحركة الى كسب الشارع الفلسطيني بدلا من كسب اطراف خارجية.

بدوره وصف وسام عفيفي المحلل السياسي عمر حركة حماس الـ 22 بـ "عمر قصير وقفزات كبيرة"، مشيرا الى ان الخط البياني لها تصاعدي بشكل كبير.

واوضح عفيفة ان ما ميز حماس انها حركة صغيرة انطلقت من مخيمات داخل الاراض الفلسطينية رغم الاحتلال مقارنة مع الفصائل الاخرى التي انطلقت من الشتات وانها تزاحم لتكون رقم واحد في الساحة الفلسطينية، مشددا انه يمكن اعتبارها رقم واحد بعد نجاحها في الانتخابات التشريعية لعام 2006.

وعن تجربتها السياسية خلال الاربع سنوات، بين عفيفة ان حماس خاضت تجربة سياسية بناء على التجربة والتعلم ولم تقلد حركات التحرر الوطني الاخرى وبرنامجها السياسي كان منبعه اسلامي.

وقال لـ "معا": "كانت تجربتها بسيطة وتفاصيل برنامجها السياسي لم تكن واضحة لانها اعتمدت على عناوين عريضة من خلال استخدام لغة دينية شرعية كالقول "بتحرير فلسطين من النهر الى البحر" والكثير اعتمد في مواقفه من حماس بانها ذراع للاخوان المسلمين وبالتالي كانت له مواقف سلبية منها ما دفع حماس الى ان تطور برنامجها السياسي للتعامل مع العالم الخارجي وقدمت لغة يفهمها المجتمع الدولي كالحديث عن هدنة طويلة الامد كاشكال للتعامل مع الاحتلال الاسرائيلي، وهي طرحتها للتعامل مع الاحتلال الاسرائيلي والمجتمع الدولي".

وعلى الصعيد العسكري والعمل المقاوم نوه عفيفة الى "ان الذي رفع رصيد حماس واصبحت الجماهير تنظر لها بانها البديل الجديد هو العمل العسكري حيث استفادت من المحيط المقاوم في المنطقة ( سوريا، وايران، وحزب الله) ونجاح حزب الله كحركة مقاومة اثر في حركة حماس على اساس انها تنظيم ممانعة"، مشددا ان حماس استطاعت الوقوف على ارض صلبة وتحقق نتائج في الجانب السياسي لانها اعتمدت على رصيدها العسكري.

وبحسب عفيفة فان ما يسجل لحماس ان اسرائيل سجلت جميع صواريخ المقاومة على انها ماركة "قسام" وان كانت تطلق من قبل بعض الفصائل.

وعن التحديات التي تواجه حماس ومستقبلها، اكد عفيفية انه كلما تقدمت حماس في السن كلما ارتقت في سلم المسؤولية وزادت تحدياتها، مشيرا الى ان حماس الفصيل يختلف عن حماس السلطة.

وقال: "عندما كانت فصيل فلسطيني كانت اخف واسهل في الحركة والمناورة، اليوم ثقلت الحركة وزادت اعباؤها لانها اصبحت فصيل مقاوم ومطلوب منها تقديم اجابات للمواطنين ليس فقط على صعيد العمل العسكري والمقاومة وانما ايضا على صعيد الاحتياجات اليومية للمواطن".

ودعا عفيفة حماس للخروج من زاوية التعامل الامني مع الدول المجاورة الى التعامل الرسمي، معتبرا ذلك تحدي يجب عليها اجتيازه "امامها مسؤولية الخروج من زاوية التعامل معها بشكل امني الى التعامل الرسمي لان المعظم يخشى التعامل معها بشكل رسمي، حتى الان مصر والاردن يتعاملان معها بشكل امني وليس رسمي،لم تخترق الخط الرسمي وهذا تحد مطلوب منها ان تجتازه".