الخميس: 30/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

اختتام فعالية القدس"كنا سذّجا لاعتقادنا ان الاموال العربية ستكون سخية"

نشر بتاريخ: 18/12/2009 ( آخر تحديث: 18/12/2009 الساعة: 14:53 )
نابلس - تقرير معا - رغم الظروف الجوية الماطرة التي سادت الاراضي الفلسطينية امس الخميس، الا ان الاف المواطنين خرجوا الى شوارع نابلس لاستقبال الرئيس محمود عباس والذي نزل هو ايضا من سيارته في الموكب الرئاسي رغم الامطار وسار بين الجماهير التي اصطفت لساعات بانتظاره مع وفد امارتي كبير ضم 13 شخصية، ترأسها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية اضافه الى احدى زوجات الامراء في الامارات العربية المتحدة للمشاركة في اختتام احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية.

العديد من المراقبين استغربوا خروج الاف المواطنين بنابلس الى الشوارع رغم الامطار وفسر البعض بأنهم مشتاقون الى رئيسهم وفرحين بأن لاحتفال اختتام فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009 في محافظتهم نابلس والبعض الاخر قال ان نابلس ستبقى جبل النار.

على مدار ساعتين كاملتين كان حفل الاختتام بمسرح الامير تركي بن عبد العزيز في الحرم الجامعي الجديد التابع لجامعة النجاح الوطنية بنابلس، والذي يتسع لـ 800 شخص، كان ابرز الحاضرين الرئيس محمود عباس وحاشيته واعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واعضاء من اللجنة المركزية وقادة الفصائل الفلسطينية والوفد الاردني والاماراتي وعدد من ممثلي القنصل المعتمدين لدى السلطة الفلسطينية العرب والاجانب وقادة الاجهزة الامنية الفلسطينية ومحافظ نابلس ووزير الخارجية الاردني ناصر جودة ووفده والوفد الامارتي.

الدكتور رفيق الحسيني رئيس المجلس الاداري للاحتفالية قال في كلمته والتي بدا فيها دبلوماسيا رغم صراحته :" أقمنا 300 فعالية للاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة العربية ودعمناها واقيمت 300 فعالية اخرى لم ندعمها بواقع فعاليتين يوميا على مدار عام كامل"، ولكن وبصراحه كما قال كان يمكن أن نفعل الكثير ولكن :" لاعتقادنا الساذج ان الاموال العربية ستكون سخية رغم حضورنا اجتماع وزراء الثقافة العرب في دمشق وبعد الوعودات التي تلقيناها ولكن لم نحصل حتى على كتاب اعتذار مع اننا طلبنا ستة ملايين دولار فقط".

واكد الحسيني ان خمسة ملايين دولار تم انفاقها بدعم من مكتب الرئيس والحكومة الفلسطينية ودعم مؤسسات المجتمع المدني ورجال الاعمال الفلسطينيبن وجانب من الدعم الاوروبي.

واوضح الحسيني ان قوات الاحتلال في القدس حاولت بشتى الوسائل منع اقامة الاحتفاليات ولكننا استطعنا تنفيذها وكانت غريبة لأن القدس عاصمة عربية محتلة، محاصرة بجدار فصل عنصري ومستوطنين وجنود معادين، وقوانين عنصرية، هدفهم جميعاً قمع كل رموز السيادة الفلسطينية في القدس، ووضعوا إستراتيجية اعتقدوا أنها محكمة، ولكن لم تستطع ثقافة القوة أن تهزم قوة الثقافة في أهم مدن الثقافة العربية فكانت معركة إطلاق الاحتفالية في شهر ابريل 2008 حيث أغلق الاحتلال المسرح الوطني بالقدس بجنوده المدججين بالسلاح، وتم إطلاق الشعار من الشارع، وكان لذلك نكهة وطنية إضافية.

واكد أن بريطانيا وفرنسا اتخذتا قرارا مهما بفتح مراكزها الثقافية بالقدس لاقامة الاحتفالات بالقدس كعاصمة ثقافية الامر الذي اضطر الاحتلال الى الوقوف خارج المراكز عاجزا عن فعل شيء.

الرئيس عباس قال في مستهل كلمته ان ما يفعله جنود الاحتلال الاسرائيلي في القدس يدعونا الى التساؤل هل هؤلاء يريدون سلاما ؟ واجاب اشك في انهم يريدون السلام ؟ وقال على كل العالم وبكل اللغات ان يعلموا نحن نريد القدس عاصمة فلسطين وبلا تكتيك ردا على اغنية قدمها الفنان التونسي لطفي بشناق.

واضاف الرئيس اذا ارادوا سلاما عليهم فعلا ان يرحلوا، لا فلسطين بدون القدس.. لا يوجد اي شخص في العالم يقبل بان تكون فلسطين بدون القدس، وقال صحيح ان فلسطين انجبت قادة وزعماء ولكن الاعظم انها انجبت شهداء وشهيدات.

واكد الرئيس ان الانقسام الفلسطيني لا يخدم سوى اهداف الحكومة الاسرائيلية ولا زال من يرفض توقيعها لحسابات فئوية أو لارتباطات إقليمية، غير مدرك، أو ربما انه يدرك تماما بأن الانقسام لا يخدم سوى مشاريع الحكومة الإسرائيلية الحالية التي أقصى ما تريده هو كانتونات ومعازل وجزر تسمى مجازا دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة.

واضاف إذ أعبر بهذه المناسبة عن تقدير شعبنا وشكرنا لمواقف الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة من أقصى هذا العالم إلى أقصاه على مساعداتهم ودعمهم وتأييدهم، فإنني أتوجه إليهم جميعا، وخاصة اللجنة الرباعية الدولية لاتخاذ مواقف عملية تنقذ المسيرة السلمية وتحولها بالفعل لا بالقول إلى عملية سلام حقيقية.

وقال أُحيي صمود وثبات وتمسك شعبنا بحقوقه في كل أماكن تواجده، وأبعث برسالة فخر واعتزاز إلى أسرانا البواسل وننحني جميعا لذكرى شهدائنا وعائلاتهم ونقول لقائدنا الباقي دوما معنا الأخ أبو عمار، إن العهد هو العهد وإن القسم هو القسم، حتى نقيم دولتنا المستقلة، وترفع أعلام فلسطين على مآذن القدس وكنائسها.

وقال الفنان التونسي لطفي بشناق الذي شارك بالحفل في اغاني وطنية تحاكي لسان الحال العربي الحالي وسط ترحيب وتصفيق حار من قبل الجمهور لـ"معا" ان القدس لا تحتاج منا الى الغناء فقط بل تحتاج الى اكثر من ذلك ولو كل عربي سأل نفسه سؤال ماذا قدمت للقدس فان القدس سوف تتحرر.

واعرب بشناق عن سعادته لوجوده هنا في فلسطين وان هدفه فقط الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني.

والقى الشاعر الفلسطيني الكبير سميح شقير من قصائده الوطنية قصيدة ريتشارد، وبدا حديثه الى الجمهور اما دولة فلسطينية عاصمتها القدس او دولة القدس عاصمتها فلسطين، ولا بديل عن ذلك.

كما غنت الفنانه الفلسطينية ريما تلحمي أغنيتين خلال الاحتفالية راجعين ويحلو.

كما شاركت فرقة كشافة نادي هلال القدس بالحفل وفرقة اوف الفلسطينية من القدس التي قدمت عددا من اللوحات الفنية الفلسطينية .

الاهتمام الرئاسي الفلسطيني بالوفد الاماراتي كان ملفتا للنظر حيث كان وزير الخارجية الامارتي يتنقل بسيارة الرئيس المصفحة والى جانبه في زيارته لعدة مواقع بنابلس، اضافة الى تخصيص سيارات الرئاسة الاخرى للوفد المرافق والبعثة الاعلامية الامارتية والتي حظيت بما حظي به تلفزيون فلسطين "تلفزيون الدولة" من امتيازات في التنقل بسيارات الرئاسة لتغطية جولة الرئيس بنابلس.

مصدر في حاشية الرئيس قال "لمعا" ان الامارتين أصروا الى الحضور الى نابلس والمشاركة بوفد كبير الى جانب الرئيس عباس والى جانب الشعب الفلسطيني في احتفال اختتام فعالية القدس كعاصمة للثقافة العربية لعام 2009 الامر الذي لم يفعله الاشقاء العرب باستثناء الاردن لذلك لا تسغرب من هذا الاهتمام حتى من قبل الاف الفلسطينيين الذين حيوا الامارات حتى ان الطيب عبد الرحيم امين عام الرئاسه خلال حفل الغداء الذي اقيم بنابلس نزل من مكانه على المنصة مع الرئيس وطلب من الاميرة الاماراتية الجلوس مكانه في احترام واضح وتقدير للوفد الاماراتي.

واعلن الرئيس نهاية الاحتفالية وان العاصمة الثقافية العربية لعام 2010 ستكون في الدوحة ولكن لم يكن اي شخص من الدوحة موجودا لتسلم شعلة الاحتفالية، حتى حين قيل للرئيس ستسلم الشعلة للدوحة بدا مستغربا بعدم وجود احد من الدوحة فقال ممازحا انا اسافر على الدوحة اودي الشعلة..