طفل معرض للموت بسبب عدم تطابق النخاع مع أقاربه

غزة- معا- محمود، ثلاث سنوات ونصف، يلعب بحيوية ويقفز كما الأطفال في سنين عمره، وفجأة يبدأ الدوار ويصفر لونه ويذهب دمه بعيدا فهو مصاب بالثلاسيميا ويحتاج لزرع نخاع شوكي عاجل ليتشافى ويستكمل الحياة.

فالطفل محمود عبد الله التلباني من مخيم المغازي وسط قطاع غزة له شقيق واحد اكبر منه باعوام ثلاثة لم تتطابق فصيلة النخاع لديهما وهي ذاتها المشكلة مع باقي اقربائه (والديه واعمامه وعماته واخواله وخالاته)، وخوفا من إنجاب طفل مصاب بالثلاسيميا كما محمود فإن الوالدين عكفا عن الإنجاب، ولكن وفقاً لنصيحة الأطباء الإسرائيليين في مشفى تل "هاشومير" الاسرائيلي فإنهما قد يضطرا للبدء بالإنجاب، وحين يخضع جنينهما للفحص قبل ولادته لمعرفة مدى تطابق الأنسجة مع الطفل محمود فإن الأمل يبقى معلقا بالله.

عبد الله التلباني الوالد قال ان المشفى الاسرائيلي لن يقوم بإجهاض الجنين إذا ما اكتشف أنه مريض وكذلك لن تقدم على هذه الخطوة أي مستشفى في قطاع غزة وبالتالي فهو حائر بين رغبته في شفاء طفله محمود وعزوفه عن الإنجاب خوفا من إنجاب مريض آخر.

قال انه استطاع الحصول على تغطية لتحويلة العلاج في المشفى الاسرائيلي من وزارة الصحة برام الله وقدرها 22 ألف دولار اميركي، في حين قام مكتب الرئاسة برام الله بدفع 13 ألفا أخرى، وقام معهد بيرس للسلام بالتبرع بعشرة آلاف دولار ليكتمل ثمن زرع نخاع شوكي لطفله محمود ولكن المشكلة تبقى الآن بإيجاد نخاع مطابق لنخاعه.

المشفى الاسرائيلي أكد له ان هناك امكانية لإيجاد المطلوب ولكن يجب الحصول على تغطية لإجراء هذا الفحص وتقدر قيمته بثلاثة آلاف شيقل اسرائيلي أي ما يعادل 700 دولار أميركي لكل فحص إلى أن يتم إيجاد النخاع المطابق وهو ما يعجز عنه الوالد التلباني وكل اقاربه.

وإلى أن يتم ايجاد النخاع المطابق يبقى محمود يواجه الآلام والعجر ويكبر معه المرض وبالتالي ترتفع تكلفة العملية الجراحية التي يحتاجها.
الوالد قال انه لا يفرق بين ابناء شعبه ايا كان من يريد مساعدته وهو يأمل الخير فيهم جميعا مناشدا مكتب الرئاسة والحكومة بغزة وكل من يستطيع تقديم العون أن يساعده في علاج ابنه وتغطية تكلفة الفحص العشوائي لإيجاد نخاع مطابق لطفله محمود.