الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

مسح معهد ترومان الاسرائيلي : 3% من الجمهور الاسرائيلي و11% من المستوطنين يشاركون في عملية الاحتجاج على الانفصال عن غزة

نشر بتاريخ: 29/06/2005 ( آخر تحديث: 29/06/2005 الساعة: 11:54 )
هآرتس - بناء على مسح حديث قام به معهد ترومان في الجامعة العبرية بالقدس ، فان ما لا يزيد عن 3% من الجمهور الاسرائيلي سوف يشارك بنشاط في عملية الاحتجاج على الانفصال عن غزة ، ولقد وجد القائمين على هذا المسح ، ان نسبة ضئيلة من المستوطنين في الاراضي الفلسطينينة( اقلية واضحة " )" 11%من المستوطنين في الاراضي الفلسطينية يخططون للذهاب الى غزة من اجل اعاقة او منع الانفصال ، ومع ذلك ، فان اصحاب البرتقالي" (" 4 من كل 10 يعتبربرتقالي ") هو دليل آخر على ان الديمقراطية ليست بالضرورة ضمان لوجود الحكمة ، فما الذي يدور بخلد مواطن عادي في تل ابيب او طبريا عندما يقوم بتثبيت الشريط البرتقالي على سيارته ؟؟ هل يعلم او يدرك ماذا سيحصل في اليوم التالي اذا ما تحققت رغبته في عدم تنفيذ الانفصال ؟
واللافت ان هناك ما هو اسوأ من تنفيذ هذه الخطة الا وهو عدم تنفيذها ، ان مقاومتها تحت انظار العالم اجمع ، مساو لما قد يبدو وكانه تعطيل لكل امكانية للسلام ، لان دولة لا تستطيع تحمل فكرة التخلي عن جزء صغير مثل قطاع غزة لا يمكن لها ولا بحال من الاحوال ان تتحمل عذابات "تقسيم" الضفة والقدس .
واستناداً الى المسح المذكور " معهد ترومان " ، فان كل مستوطن من اثنين من المستوطنين اليهود في " المناطق " لا يعترف بسلطة المؤسسات الحكومية المنتخبة باتخاذ القرارات فيما يتعلق بالانسحاب ، وهذا يعني بالتالي عدم الاهلية لتحديد حدود الدولة ، ولقد وجدت الدراسة " المسح " ان حوالي 40% من الاسرائيليين يعارضون الانسحاب كما تبين ان 62% من الجمهور يؤيد تفكيك المستوطنات في " المناطق " ضمن اطار اتفاقية او معاهدة سلام مع الفلسطينيين ، ان على الفرد منا ان يكون في اعلى درجات التخلف لكي يصدق ان شارون بخروجه من نتساريم يقرب المسافات باتجاه اخلاء كريات اربع او في الطريق نحو وضع نهاية قريبة للصراع .
لكن اللافت هو ان " الزرق والبيض " ، الاغلبية المؤيدة للانسحاب ، لا يكترثون عملياً للاحادية في هذه العملية وكل همهم هو ان تتم العملية وذلك من اجل ان يثبتوا " للبرتقاليين " انهم ليس السادة في هذه البلاد ، وبموقفهم هذا فكأنما هم يقولون ، ان القضايا الشائكة الاخرى مثل مصادرة الاراضي ، وهدم المنازل وحتى مفاوضات السلام بامكانها ان تنتظر ، لا بد ان شارون ومن خلال نافذة سيارته الفاخرة ينظر الى تلك الاشرطة " الاوشحة " ويطلق ضحكة مجلجلة ، فهو وبمساعدتهم وخلال شهر او شهران لابد مثبت شريط برتقالي على " انتين " سيارته .
يلاحظ ان وزراء العمل ، والذين يفترض انهم المندوبين او الممثلين الطبيعيين ل " الزرق والبيض " لا بد اخلدوا للنوم وهم يراقبون شارون ، فهم لم يحركوا ساكناً في اتجاه الضغط او الزام شارون لاتخاذ موقف يدعم به وضع الشركاء " الفلسطينيين " في الجانب الاخر بقيادة محمود عباس, لم يجرؤ اي من هؤلاء على التحذير من ان مكيدة او مؤامرة الاخلاء من غزة انما هي محاولة للاثبات على فشل السلطة ، وانها نموذج لمرض اسرائيلي مزمن ، مثال لانسحاب اول, هو عملياً نهاية للسلام لا احد يرفع " الشريط " الوشاح الاكثر اتساقاً مع هذه المناسبة - " الوشاح الاسود " - كنذير او تحذير من ان يتم تحويل (غزة اولا " الى غزة اخيرا) اي, نهاية لعملية السلام او السلام نفسه .