من التلقين الى المناهج التعليمية الالكترونية أختلفت الصورة
نشر بتاريخ: 20/01/2010 ( آخر تحديث: 20/01/2010 الساعة: 13:54 )
رام الله- معا- قرع الجرس.. صرخن بصوت يكاد يكون متحدا بأن الوقت مر بسرعة.. هرعت نسرين الى المنزل.. وفي عينيها لمعة خفية لم تكن الام تعرف سببها، انقضت عليها بالاسئلة من كل مكان.. اخرجت نسرين السر من حقيبتها المدرسية وابتسمت.. لم تفهم الام المغزى، صمتت والتفتت تستمع اليها بكل انتباه.. أسرعت الى جهاز الحاسوب ووضعت القرص المدمج فيه.. مرحبا بك الى الدرس الثالث من وحدة التفاعلات الكميائية.. التفتت لامها وقالت من هنا اصبحت الكيمياء من اسهل المواد وأصبحت افهمها.
فرق..
التطابق في كل شيء الكتاب والمعلمة والعدد والصف.. لكن المختلف طريقة التدريس فيما النتيجة لصالح احداهما.
العيون في الكتاب والشرح يكاد يبدو غريبا للوهلة الاولى صوت المعلمة يبدو نقيا لا يخالطه اي صوت آخر من الطالبات، فيما التذمر من صعوبة المادة بات عنوانهن الاول، اما في الطرف الاخر، المادة مفهومة والشرح قد حفظ ولا مجال لاي تراجع، فهم المادة أصبح مسؤوليتهن والقرص المدمج الذي وزع عليهن ضمن مشروع التعليم الالكتروني يحمل شرحا كافيا لذلك الدرس.. الاختلاف قد يبدو غريبا لكن طريقة التعليم الجديدة هي التي قلبت الموازين.
معلمة المادة دعاء وهبة التي طبقت المشروع على طالبات الصف التاسع في مدرسة الاسبانية الاساسية في مدينة رام الله وتحت اشراف وحدة الابداع في مركز التعليم المستمر في جامعة بير زيت وجدت الفرق واضحا بين الصف الذي طبق عليه المشروع وآخر لم يطبق "في امتحان المستوى نفس النتيجة تقريبا لكن في الامتحان الاول كان الفرق واضحا والثاني أوضح مع أن الثالث كان اقل ولكن كان هناك فرق لصالح مجموعة التعليم الالكتروني".
تحدي..
"أحنا ما كان عنا حاسوب في البيت كنت مرات اطلع عند الجيران بس عشان احضر الدرس واحضرو"، كانت ترى دعاء في عيونهن تحديا غريبا تعدى بنظرها دراسة الدرس عن القرص المدمج لكنه بات تحملا للمسؤولية التي وجدت طالبتها على قدر تحملها.. بالرغم من بعض التحديات التي قد واجهت مجموعة منهن بفقدان جهاز الحاسوب في المنزل أو عدم وجود وقت متاح للجلوس عليه.
هو الاول في فلسطين..
خمسة عشر معلما جمعوا ودربوا لتطوير مجموعات من الوحدات التعليمية المدعمة الكترونيا لكل من مواد الاحياء والجغرفيا والكمياء، مدرسة الاسبانية الى جانب خمس مدارس أخرى تم تطبيق مشروع التعليم الالكتروني عليها والذي اعده وحدة الابداع في التعلم في مركز التعليم المستمر التابع لجامعة بير زيت لتعد نقلة نوعية في اساليب التدريس وهي الاولى في المدارس الفلسطينية. ضمن خمسة محاور اسياسية ارتكز عليها المشروع أهمها ادارة التغيير وتدريب المعلمين واستخدام وسائل الاتصال في التعلم وبمساندة خبراء تربويين وفريق من معدي الوسائط المتعددة.
صعوبات..
"كنت استحي مرات احكي للمعلمة مش فاهمة بس على القرص المدمج كنت اعيد واعيد لحد ما افهم والاسئلة كنت احلها وانبسط بس يطلعلي جوابي صح وكنت اعصب لما يحطلي غلط.. بس مرات كنت بحاجة افهم اكتر، بالرغم من احتواء القرص المدمج على شرح مفصل للدرس واسئلة مرفقة وملخص الا ان التفاعل اللحظي هو ما كان ينقص الطالبات في وقتها الا أن المعلمين تخطو هذه الصعوبة داخل الصف بتأكد المعلمة من فهم الطالبات للدرس عبر توزيعهن على مجموعات يتم خلالها حل ورقة عمل عن الدرس وحلها معا.
تجربة..
تعميم هذه التجربة على الوسط التعليمي هو أحد اهداف المشروع لكن بنظر المعلمة دعاء فان تطبيقه على مناهج أخرى ومدارس مختلفة هو أمر صعب ألا اذا تم توفير اجهزة حاسوب لجميع الطلبة ما سيجعل حظهم متساويا في الوصول الى المادة التعليمة.
الامر بدا مختلفا في عيون بعض الطالبات اللواتي قابلتهن وعبرن عن فرحهن بالتحربة ولكنهن بالمقابل لم يكن بذلك القدر من الحماس لاستقبال التجربة على مواد أخرى مثل الرياضيات والانجليزي خوفا من عدم فهمها.