الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

"أصدقاء الحياة" تفتتح دورة في الوقاية من المخدرات للمرشدين التربويين

نشر بتاريخ: 20/01/2010 ( آخر تحديث: 20/01/2010 الساعة: 14:42 )
قلقيلية-معا- افتتحت جمعية أصدقاء الحياة لمكافحة المخدرات الدورة التدريبية الأولى في الوقاية من المخدرات والتدخل الإرشادي في حالات التعاطي والإدمان بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي والإدارة العامة للإرشاد التربوي والتربية الخاصة والإدارة العامة للصحة المدرسية وذلك في مبنى مديرية التربية والتعليم في محافظة قلقيلية بحضور الدكتور اياد عثمان رئيس جمعية أصدقاء الحياة لمكافحة المخدرات ويوسف عودة مدير التربية والتعليم في المحافظة وناريمان خليفة رئيسة قسم الإرشاد التربوي في مديرية التربية والتعليم في المديرية ومحمد جبر رئيس قسم الصحة المدرسية في المديرية ومنسق المشروع والمنسقة الميدانية للمشروع.

وفي بداية الافتتاح رحب الأستاذ يوسف عودة مدير التربية والتعليم في محافظة قلقيلية بالدكتور اياد عثمان رئيس جمعية أصدقاء الحياة لمكافحة المخدرات وطاقم الجمعية المنفذ للمشروع وبعد ترحيبه بالمتدربين، مثمنا مبادرة الجمعية في تنفيذ هذه الدورة الهامة وحسن اختيارهم لهذه الفئة المستهدفة المشاركة في التدريب مقدرا اختيار الجمعية لمحافظة قلقيلية لتنفيذ أولى دوراتها.

وأشار عودة إلى أهمية هذه الدورة وما ستعود به على المتدربين وعلى الطلبة مؤكدا حاجة المرشدين التربويين ومدارس قلقيلية لهذه الدورات وما سينتج عنها من فائدة تعم على الجميع من جهود لمحاربة ظاهرة المخدرات في المجتمع الفلسطيني.

من جهته رحب الدكتور إياد عثمان رئيس جمعية أصدقاء الحياة لمكافحة المخدرات والعقاقير الخطرة بالحضور مستهلا اللقاء بلمحة عن الجمعية وأهدافها وخدماتها وتطلعاتها وإستراتيجيتها ومؤكدا على دور المؤسسات التربوية و الحكومية والأجهزة الأمنية المختصة والمؤسسات الأهلية الهام في بث روح الوعي والمواطنة السليمة لدى المواطنين وخاصة الشباب.

وأشار عثمان لأهمية دور المرشد التربوي وأخصائيي الصحة المدرسية الهام والحساس في حماية الطلبة من الانحرافات السلوكية بشكل عام وان دورنا جميعا سيكون في الوقاية من المخدرات ومنع حدوث المشكلة وليس التدخل بعد حصولها.

وأضاف الدكتور عثمان أن الخسائر الاجتماعية والأخلاقية التي تنتج عن تعاطي المخدرات تكون عادة اكبر خطورة على المجتمعات الإنسانية، فهي تشل حركة المجتمع وتضر بسلوكيات أبنائه وتؤثر في مدى استقرارهم وأمنهم ومصادر عيشهم، مؤكدا انه في مقدمة الشرائح التي تعصف فيها المخدرات شريحة الشباب وهي القوة الفاعلة في المجتمع التي تعرقل مسيرتها في الآونة الأخيرة مختلف العوامل بينها الفراغ وما يولده من انحرافات فضلاً عن التأثيرات السلبية لبعض المواقع الإعلامية التي تستهدف تسميم الأفكار ناهيك عن الاحتلال وإرهاصاته.

وأوضح الدكتور عثمان أهمية مثل هذه الدورات مشيرا إلى العلاقة الايجابية ما بين منظمات العمل الأهلي والحكومي وأضاف انه مهما كان عمل وجهد أجهزة الأمن الفلسطينية في محاربة المخدرات إلا أنها تحتاج إلى الجهد الأهلي والمؤسساتي و الشعبي لتحقيق أهدافها.

كما تطرق إلى خطورة المخدرات على المجتمع والضرر المترتب على المتعاطي وعائلته موضحا خطورة تجار المخدرات وأساليبهم وان ظاهرة المخدرات في الحياة الفلسطينية موضوع موجه ومبرمج لتدمير الشباب مؤكدا انه في المحصلة النهائية لدينا مسؤولية وطنية أخلاقية فالتوعية هي الأساس ومن ثم الشرطة والأمن وان المشاركين بالدورة و جمعية أصدقاء الحياة لمكافحة المخدرات والعقاقير الخطرة عليهم دور مهم وكبير.

وشكر الدكتور عثمان وزارة التربية والتعليم العالي والإدارة العامة للإرشاد التربوي والتربية الخاصة والإدارة العامة للصحة المدرسية على جهودهم في إنجاح هذه الأنشطة وفي كل ما يصب في مصلحة الطلبة والمجتمع المحلي، مؤكدا على دورها الهام والمميز، كما تقدم بالشكر إلى الأستاذ يوسف عودة مدير التربية والتعليم في محافظة قلقيلية والى ناريمان خليفة رئيسة قسم الإرشاد التربوي في المحافظة ومحمد جبر رئيس قسم الصحة المدرسية في المديرية والى أسرة مديرية التربية والتعليم في المحافظة على جهودهم المميز في إنجاح هذه الدورة.

كما ثمن الدكتور عثمان دور المؤسسات التي تسارعت لتقديم خدماتها وعلى رأسها بلدية قلقيلية ممثلة برئيسها سمير دوابشة وأعضاء المجلس البلدي إيمانا منهم بأهمية هذه الدورة والحاجة.

ويدرب في هذه الدورة الدكتور فتحي فليفل رئيس قسم الصحة النفسية في الهلال الأحمر الفلسطيني، كما يشارك في هذه الدورة خمسة عشر مرشدة ومرشد تربوي وخمسة من منسقي وطواقم الصحة المدرسية في المحافظة وتستمر الدورة لمدة ثلاثة أيام بواقع واحد وعشرون ساعة تدريبية.

وتأتي هذه الدورة ضمن اتفاقية التعاون والتمويل الموقعة بين الجمعية ومكتب التعاون والنشاط الثقافي في القنصلية الفرنسية العامة في القدس لتنفيذ مشروع توعوي وتثقيفي للوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية والعقاقير الخطرة والحد من انتشارها.

يشار إلى أن المشروع سيشمل جغرافيا كل من محافظات قلقيلية وطولكرم نابلس وسلفيت وذلك للحد من انتشار مشكلة التعاطي والإدمان على المخدرات والعقاقير الخطرة والكحول الآخذة بالاستفحال بين أوساط الشباب الفلسطيني نتيجة لما يعيشه المجتمع الفلسطيني من خصوصية متمثلة ببيئة اقتصادية وسياسية وأمنية غير مستقرة تحت الاحتلال الإسرائيلي بالإضافة إلى تواجد بطالة مقنعة وفراغ وصراع ثقافي وغياب قانوني وإعلام موجه وحياة اجتماعية وأسرية غير مستقرة.

ويهدف المشروع إلى محاربة آفة المخدرات في المجتمع الفلسطيني وذلك من خلال القيام بعدة حملات توعوية وتثقيفية وإرشادية حيث ستعمل الجمعية وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي والإدارة العامة للإرشاد التربوي والتربية الخاصة والإدارة العامة للصحة المدرسية على تدريب ثمانين مرشدا تربويا وعشرون من طواقم الصحة المدرسية الذين يعملون في مدارس المحافظات المذكورة و تقديم معلومات لهم عن ظاهرة التعاطي والإدمان وكيفية التعرف عليها والتعامل معها على صعيد الوقاية والتحويل بالإضافة إلى توضيح الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية السلبية للتعاطي والإدمان على حد سواء كا سيشمل برنامج التدريب إعداد وتنفيذ البرامج الوقائية البديلة التي ستحصن طلبتنا من الانحرافات السلوكية بشكل عام ومنها المخدرات.

وعلى صعيد آخر سيقوم كادر الجمعية بتنفيذ دورات لأربعون من الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين العاطلين عن العمل من المحافظات الأربع ضمن خطة تدريبية مهنية وذلك لتأهيلهم لعقد ندوات ومحاضرات وورش عمل لتوعية المجتمع المحلي بفئاته المختلفة حول الآثار السلبية لآفة المخدرات مع التركيز على النوادي الشبابية والمراكز النسوية وطلبة الجامعات والقيادات الشابة، حيث ستسعى الجمعية إلى توفير فرص عمل جزئية للأخصائيين النفسيين والاجتماعيين العاطلين عن العمل بعد التدريب وبالتالي المساهمة في تقليص نسبة البطالة المنتشرة بين صفوفهم حيث يعتبر هذا من أهداف المشروع.

ويهدف المشروع أيضا الى إنشاء موقع الكتروني متطور يمنح الزائرين خدمات ومعلومات علمية وإرشادية مباشرة من خلال توفير قنوات دعم واتصال ذات خصوصية ويتم تحديث الموقع من خلال المؤسسات والمواقع العالمية ذات الصلة.

كما وستسعى الجمعية من خلال هذا المشروع إلى توحيد جهود مؤسسات وقطاعات المجتمع المدني ذات العلاقة والمؤسسات الرسمية في إنجاح المشروع والعمل سويا للحد من انتشار ظاهرة المخدرات في المجتمع الفلسطيني بشكل عام وبين أوساط الشباب الفلسطيني بشكل خاص.

ويتضمن المشروع تنفيذ العديد من الفعاليات واللقاءات الهادفة كما ستعمل الجمعية على استخدام الإعلام المرئي والمسموع والمقروء في نشر الوعي حول هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع الفلسطيني.

وسيشارك في المشروع الذي سيستمر لمدة ستة أشهر عشرات من المتطوعين من طلبة جامعة النجاح الوطنية وجامعة القدس المفتوحة بفروعها في المحافظات الأربع وطلبة المدارس إضافة إلى كادر مؤهل متطوع من مهنيين وأخصائيين نفسيين واجتماعيين وأطباء ومحامين.

وستعمل الجمعية ضمن أنشطة المشروع على تنفيذ مسابقة لإنتاج أفلام اجتماعية وثقافية حول ظاهرة المخدرات بالتعاون مع طلبة قسم الصحافة والإعلام في جامعة النجاح الوطنية.

يشار إلى أن الجمعية قد حصلت على ترخيصها من وزارة الداخلية عام 2005وتم تسجيلها لدى دائرة الجمعيات في الوزارة وحصلت الجمعية أيضا على ترخيصها من قبل الجهات المختصة في وزارة الصحة الفلسطينية ، ويشمل نطاق نشاطها محافظات الضفة الغربية،وتتخذ الجمعية من محافظة نابلس مقرا مركزيا لها، حيث تعتبر الجمعية الوحيدة في شمال الضفة الغربية التي تعمل على نشر الوعي حول آفة المخدرات وتعمل على الحد من انتشارها.

وتهدف الجمعية إلى إعداد برامج توعوية وإرشادية وتثقيفية لمكافحة آفة المخدرات والحد من انتشارها، وتصميم وتقديم برامج لعلاج مدمني ومتعاطي المخدرات من خلال كادر متخصص ومؤهل من اجل إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع وتهدف أيضا إلى تطوير دراسات وأبحاث ذات علاقة بالمخدرات.
ومن الجدير بالذكر أن الجمعية انتخبت عضوا في اللجنة الوطنية العليا للوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية في فلسطين عام 2008.

ويجدر الإشارة إلى أن مكتب التعاون والنشاط الثقافي في القنصلية الفرنسية العامة في القدس يدير سياسة شراكة مع المجتمع المدني الفلسطيني منذ عام 2001 وأعيد تفعيله عام 2005، ويهدف إلى مساندة المبادرات المحلية التي تطلقها المنظمات غير الحكومية أو الهيئات الفلسطينية كما ويهدف إلى تقديم مساعدة مباشرة للسكان الأكثر تهميشا من خلال دعم النشاطات المدرة للدخل والتي تولد وظائف ويعتبر الصندوق أداة للتنمية المحلية ويولي الأولوية لدعم المشاريع التنموية الصغيرة التي لها رؤية على المدى البعيد وتكون قابلة للحياة .