الخميس: 30/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

رئيس الوزراء يوعز لوزير الداخلية باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف أحداث خان يونس.. والداخلية تشكل لجنة تحقيق في الأحداث

نشر بتاريخ: 08/05/2006 ( آخر تحديث: 08/05/2006 الساعة: 07:41 )
خان يونس- معا- أصدر رئيس الوزراء اسماعيل هنية صباح اليوم تعليمات مباشرة لوزير الداخلية والأمن الوطني سعيد صيام لاتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الأحداث المؤسفة في محافظة خان يونس ومنع انتقالها لمناطق أخرى.

وأعرب هنية عن أسفه وألمه الشديدين للأحداث التي أودت بحياة ثلاثة مواطنين في المنطقة الشرقية من محافظة خان يونس قائلاً إن التعليمات التي أصدرها للوزير صيام تؤكد على ضرورة اتخاذ الشرطة الفلسطينية الإجراءات اللازمة لحقن الدم الفلسطيني وتخفيف حدة التوتر وحماية الوحدة الوطنية، والعمل على وقف ما يجري وضمان عدم استمراره وانتقاله لمكان آخر ومن ثم وضع العلاج الجذري والصحيح والدقيق والنهائي لمثل هذه الأحداث.

وطالب هنية في تصريحات صحافية الجميع بضبط النفس والهدوء والتريث واستشعار ما وصفه بالمخاطر والتحديات المحيطة بالقضية الفلسطينية والحكومة قائلاً:" هذه دماء أبناء شعبنا يجب أن نحافظ عليها وسأستمر في متابعة الأحداث من خلال الاتصال بكل الجهات والرئيس عباس لتطويق ودرء الفتنة وضمان عدم تكرارها على أي صعيد كان".

ووجه هنية نداءً لقيادة حماس وفتح داعياً الجانبين إلى تحمل المسؤولية الكاملة ووضع حد للأحداث المؤسفة التي آلمت الشعب الفلسطيني.

كما أعلن الناطق باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني خالد أبو هلال تشكيل لجنة تحقيق رسمية في الاحداث المؤسفة التي شهدتها المنطقة الشرقية بخان يونس فجر اليوم وأودت بحياة ثلاثة نشطاء من حركتي حماس وفتح.

وقال أبو هلال في مؤتمر صحافي عقده ظهر اليوم في مدينة غزة إن اللجنة ستعمل على كشف الحقيقة, متعهداً بحصول كل طرف على حقه وفقاً لما ستظهره نتائج التحقيق.

وناشد أبو هلال كافة الأطراف والعائلات إلى رفع الغطاء العائلي والفصائلي عن مستخدمي السلاح والعمل على تطويق الأزمة وعدم تركها للانتقال إلى مناطق أخرى.

وطالب أبو هلال قادة حركتي فتح وحماس التوقف عن التراشق الإعلامي قائلاً:" إن حل الأزمة لا يتم عبر الفضائيات ووسائل الإعلام وإن على الجميع أن يبث روح الوحدة الوطنية وتحريم الدم الفلسطيني".

من جانبها أعربت الحكومة الفلسطينية على لسان الناطق باسمها د. غازي حمد عن أسفها الشديد للاحداث المؤسفة التي وقعت فجر اليوم في خان يونس جنوب قطاع غزة بين نشطاء من حركتي فتح وحماس وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص واصابة عشرة آخرين بجراح.

وحثت الحكومة في بيان أصدره حمد كافة الاطراف على التحلي بالهدوء وضبط النفس والاحتكام إلى العقل, مؤكدة على حرمة الدم الفلسطيني.

وفي وقت سابق وصف الدكتور صلاح البردويل الناطق باسم كتله حماس في المجلس التشريعي ما جرى بالأحداث المؤسفة والمسيئة للشعب الفلسطيني قائلاً:" هذا نزيف دم فلسطيني لا يمكن أن يقبله إنسان عاقل، وهي لحظات شيطانية تنم عن عدم وعي".

وأوضح البردويل في تصريح لوكالة "معا" أن المهم الآن هو وقف هذا النزيف، ووقف الاقتتال، مناشداً الجميع ضبط النفس وألا ينجروا وراء منزلقات لا تخدم إلا الاحتلال ومخططاته الرامية لاقتتال داخلي.

ودعا البردويل إلى التوحد ونبذ الخلافات، والتعالي على الجراح وتضييع الفرصة على الاحتلال الذي يتربص بالشعب الفلسطيني على حد قوله.

كما استنكر صالح ابو حامد أحد قادة حركة فتح، في المنطقة الشرقية من خان يونس، الأحداث التي وقعت فجر الاثنين، واتهم جهات مشبوهة قال ان مهمتها محاوله التأثير على الوضع الداخلي الفلسطيني، وإرباك الساحة الفلسطينية للوصول إلى اقتتال داخلي.

وتساءل:" لا أعرف معنى قيام مجموعات من كتائب القسام، بإطلاق قذائف الـ "آر بي جي" والياسين، على سيارات ومركبات، يتواجد بها كوادر من فتح، قاموا بعلاج المشكلة التي نشبت بين الطرفين" داعيا إلى ضرورة أن يعاقب القتلة على فعلتهم.

ودعا أبو حامد جماهير الشعب الفلسطيني الى التوحد ونبذ الخلافات ونبذ العناصر السيئة والمسيئة للشعب الفلسطيني.

وكان ثلاثة فلسطينيين قتلوا في اشتباكات مسلحة وقعت فجر اليوم بين أنصار حركتي فتح وحماس، في منطقة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس، على خلفية مشكلة قديمة حدثت قبل أشهر في المنطقة ذاتها بين مؤيدي الحركتين.

وأفادت مصادر مطلعة لوكالة "معا" أن الاشتباكات استمرت لساعات طويلة بين الجانبين، قام خلالها عناصر القسام والأقصى بعمليات خطف متبادلة، مما أدى إلى توتير الأجواء بين الطرفين، وحدثت على أثرها اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل ثلاثة من عناصر الحركتين وإصابة عشرة آخرين من بينهم غسان الجرف ورياض الدغمة من قادة فتح في خان يونس حيث وصفت المصادر الطبية حالتهم بين متوسطة وطفيفة.

واضافت المصادر ان عدد القتلى من الجانبين وصل الى ثلاثة قتلى اثنين من كتائب الأقصى هما: محمد أحمد الجرف ( 25 عاماً)، وحمادة إسماعيل الدغمة ( 26 عاماً)، فيما قتل عنصر من كتائب القسام وهو وصفي شاكر شهوان ( 22 عاماً).