الأحد: 16/06/2024 بتوقيت القدس الشريف

محاضرة في بيرزيت حول دور الولايات المتحدة في مفاوضات وقف التسلح الكوري

نشر بتاريخ: 02/02/2010 ( آخر تحديث: 02/02/2010 الساعة: 19:24 )
رام الله-معا-أكد كبير المفاوضيين اليابانيين في مفاوضات عدم التسلح النووي الكوري البروفيسور هيتوشي تاناكا أن اليابان ستعمل على تنمية دورها في الشرق الاوسط وستساهم في مساعدة الشعب الفلسطينين عبر برنامج المساعدات. جاء ذلك خلال المحاضرة السياسية التي نظمتها الممثلية اليابانية بالتعاون مع دائرة العلوم السياسية في كلية الحقوق والإدارة العامة ومكتب العلاقات العامة في جامعة بيرزيت حول "دور الولايات المتحدة في مفاوضات وقف التسلح النووي الكوري".

واستعرض البروفيسور تاناكا علاقة اليابان مع الولايات المتحدة، خاصة بعد تصريحات رئيس الوزراء الياباني حول ضرورة الحاجة إلى علاقة شراكة أكثر تكافؤ بين الطرفين، بدلاً من الإعتماد المفرط لليابان على الولايات المتحدة، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر بوضع الدول المحيطة باليابان ومدى التهديد الذي تشكله عليها، فالصين مثلاً من الدول الشيوعية التي تملك سلاحاً نووياً، وكذلك روسيا وكوريا والولايات المتحدة التي تملك قاعدة عسكرية في اليابان يتواجد فيها أكثر من 55 ألف من الكتائب الأمريكية، وتنفق أكثر من نصف الموازنة العسكرية العالمية، لذا فإن الولايات المتحدة تشكل الإقتصاد الأول وتملك سلاحاً نووياً قوياً في حين أن اليابان لا تملك هذا السلاح.

وتطرق تاناكا إلى رفض اليابان لخيار الولايات المتحدة في غزو العراق. فرغم التحالف القوي بين الجانبين والقيم المشتركة والأدوار التكاملية إلا أنها أدوار ليست متطابقة، ولا يعني إنتهاج نفس الإساليب، فاليابان تملك خيارات أخرى لتحقيق الأهداف المنشود تحقيقها. مضيفاً أنه رغم خطاب الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش عام 2002 وتصنيف العراق وإيران وكوريا ضمن محور الشر، عملت اليابان على التعامل مع الموضوع بطريقة سلمية ودبلوماسية مع كوريا وايران.

وتحدث البروفيسور عن المفاوضات السرية بين اليابان وكوريا الشمالية، بعد خشية كوريا من هجوم عليها بعد تهديدات بوش، فوجدت ضرورة تحقيق استحقاق مع اليابان لتأمين نفسها، رغم أن النظام الكوري هو نظام أوتوقراطي ووحدوي، وهو من أكثر النظم عزلة في العالم وعمل على تطوير سلاحه النووي بشكل سري. فلجأت كوريا إلى تطبيع علاقاتها مع اليابان وتمثل ذلك بزيارة الرئيس الياباني لها عام 2002. موضحاً أن اليابان انتهجت نفس النهج في المفاوضات الدبلوماسية مع إيران رغم أن الولايات المتحدة سعت إلى احتوائها.

وعبر البروفيسور تاناكا عن أسفه لعدم جدوى المباحثات المتعلقة بالسلاح النووي مع كلتا الدولتين، إلا أنه يؤمن بأنه لا سبيل سوى المباحثات المكثفة للوصول إلى حل شامل رغم صعوبة المهمة خاصة وأن كوريا اختبرت سلاحها النووي مرتين، لكن المقابل توفير الأمن في المنطقة عبر علاقات قانونية مع عدة دول، ووقف اطلاق النار وتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة واليابان بحيث تشعر كوريا بعلاقات آمنة تمكنها من التخلي عن سلاحها النووي، مع العلم أن اليابان تقدم سنوياً مقترحاً للأمم المتحدة بضرورة نزع شامل للأسلحة النووية في العالم.

يذكر أن البروفيسور هيتوشي تاناكا محاضر في جامعة طوكيو، كان وكيلاً سابقاً لوزارة الخارجية اليابانية و كبيراً للمفاوضيين اليابانييين في مفاوضات عدم التسلح النووي الكوري، ، و شغل مناصب دبلوماسية مرموقة في أروقة وزارة الخارجية اليابانية.