الجمعة: 17/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

في الصحة لا يوجد صحة ... والحجر اهم من البشر

نشر بتاريخ: 11/03/2010 ( آخر تحديث: 11/03/2010 الساعة: 22:46 )
بيت لحم – معا – بدأت وزارة الصحة الفلسطينية بحملة عمرانية ضخمة لتطوير مستشفى بيت جالا فتجد البناء والترميم في كل مكان إلا انه وللأسف فان ذلك على حساب الخدمة التي تقدم للمواطن من الأطباء والممرضين وصور الأشعة وخدمة المختبر والدواء وبالتأكيد الطوارئ .

قصتنا مع المستشفى ليست من باب التصيد ولا نستهدف احدا كما بدأت بعض المصادر في وزارة الصحة تقول أن (معا) تستهدف الوزارة آو شخص الوزير ورغم أن مراقبة أداء عمل الوزارة هو من اختصاصنا كإعلام إلا أن القصة بدأت عندما توجهنا برفقة احد الزملاء لإزالة قطب جرح لأخته كانت قد خاطته قبل أسبوع .

فاطمة انتظرت 4 ساعات طبيب لم يستدعى

المريضة فاطمة موسى علاء الدين حضرت إلى المستشفى في تمام الساعة 11:30 صباحا وهي تعاني من آلام في البطن وقام الطبيب المناوب (اسمه معروف) في الطوارئ بمعاينتها شاكا أن هناك حاجة لمراجعة من دكتور الجراحة لاعتقاده بأنها تحتاج لعملية (زايدة) . بيد أن دكتور الجراحة لم يأت حتى الساعة 4:00 (عندما وصلنا المستشفى) بالرغم من محاولات عديدة للاتصال به كما قال الطبيب المناوب لعائلة المريضة مما اجبر العائلة على مغادرة المستشفى دون ان توقع على طلب طبيب الطوارئ بالمسؤولية عن الحالة.

لؤي هرب بمريضه من المستشفى

وأما لؤي أبو محميد فقام بتهريب مريضه زياد أبو سالم من الطوارئ والذي يعاني من الآلام حادة في المعدة وكان وضعه الصحي بحاجة لإبرة الكيلو في يده، حيث وضعت بشكل خاطئ مما تسبب بنزيف توجه ذووه لطبيب الطوارئ على أثره وكان منشغلا بكتابة تقارير وللممرض ولكنهم لم يستجيبوا .. فما كان من مرافقي المريض إلا اخذ المريض والانتقال به إلى مشفى أخر وردة الفعل في غرفة الطوارئ كانت " بدك توخذه .. ماشي .. تعال امضي انك خرجتوا على عاتقك ".

والله بالمستشفى ما نادوني

تحدثنا لمدير المستشفى والذي اتصل على الفور برئيس قسم الجراحة الذي حضر سريعا وابلغنا انه لم يتلقى أي اتصال من المستشفى وقام بإظهار هاتفه ليثبت انه لم يتلقى أي اتصال ..

فان كان الطبيب الجراح صادق فهي مصيبة كبيرة إذ أن المرضى ينتظرون لأربع ساعات دكتورا لم يستدعى أصلا وان كان كلامه غير دقيق فالمصيبة أعظم .

بدك اشعة صورها عند فلان

واستفزنا المنظر فقمنا بجولة في المستشفى لنكتشف أيضا أن المريض لا يستطيع أن يتصور صورة أشعة في المستشفى وعليه أن يقوم بها في الخارج لان إدارة المستشفى أغلقت قسم الأشعة بسبب أعمال الترميم.

ومن الطريف أيضا أن احد المتبرعين بالدم وبعد أن قام بالتبرع بوحدة كاملة اكتشف أن في الكيس ثقب مما أدى إلى ذهاب الوحدة على الأرض .

فما هي اولوياتنا حجر ام البشر

فمن الأهم الحجر أم البشر .. ومن الأهم ترميم المشفى أم تصوير الأشعة .. وهل بناء المرافق الضخمة سيطور الخدمة الطبية إن لم يكن خلف ذلك ضبط وربط في الاهتمام بالكادر البشري.