الأربعاء: 15/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

نانسي.. هيفا.. لين- غزيون يربون القطط هواية واحيانا مهنة

نشر بتاريخ: 29/03/2010 ( آخر تحديث: 29/03/2010 الساعة: 15:49 )
غزة- تقرير معا- مع ارتفاع عدد حالات البطالة بين المواطنين واستمرار حالة "اللاعمل" التي تسيطر على عدد لا بأس به من الشباب اتجه بعضهم الى تربية القطط كهواية تسليهم وتشغل وقتهم وقد تتطور هذه الهواية فيما بعد الى مهنة.

في غزة المحاصرة المثقلة بالهموم هناك وقت لتربية القطط، واصبح المواطن يتفنن في عمل أي شيء وكل شيء في تربيتها وان كانت تصل الى حد المبالغة.

نبيل الشرفا احد المواطنين الذين تستهويهم تربية القطط منذ ما يزيد عن الثلاثين سنة اي قبل ان يتزوج وينجب اولاده، فتربية القطط لديه هواية ورثها عن والديه فالعائلة كلها تربي القطط وتوفر لها سبل الراحة لانها كما وصفوها "روح" وتحتاج منا الى رعاية.

الشرفا يحتفظ بقطتيين في المنزل "نانسي وابنتها هيفا" وما يلفت نظرك للوهلة الاولى هو مدى تعلقه بالقطة نانسي وكيفية تعامله معها وكأنها فردا من العائلة.

ويروي الشرفا حكايته مع القطط لـ "معا": "القطة نانسي تعيش معي منذ ان انجبتها امها فاحتفظت بها واهديت امها الى احد الاصدقاء، عندما تريد النوم فهي لا تنام الا على صدري ولا تحب اكل اللحم الني ولا تقترب من الفئران"، مبينا ان القطة نانسي تحتاج اسبوعيا الى ما يقارب الـ30 شيكلا مصروف ما بين لبن وجبنة مثلثات وسمك معلب وتونة ومارتديلا، مشيرا الى ان كل قطة تأكل بشكل منفرد حتى لا تزعج الاخرى.

ويتابع الشرفا حديثه عن قطته نانسي: "لم يحدث ان مرضت لانني اعتني بها جيدا ولكن اذا ما مرضت فلن اتوانى عن اخذها الى احسن طبيب بيطري" مبينا انه يشرف على نظافتها شخصيا ويقوم بذلك كل اسبوعين مرة ويحرص على تنشيفها بالمجفف "السشوار" خوفا عليها من البرد واذا ما ذهب ليسهر لدى والده في البيت المجاور يحملها على كتفه كما يحمل الاطفال ويذهب بها.

اما القطة "لين" فقد يصل مصروفها الشهري الى ما بين 150 الى 200 شيكل لانها بحسب صاحبتها لا تأكل الا اللحم المثلج مرة او مرتين في اليوم بقيمة 26 شيكل للكيلو التي لا تكفيها الا لمدة خمسة ايام.

وقالت ميرفت: "هذا المصروف طبيعي جدا بالنسبة لقطة لانها تأكل من المنزل مثل جبنة الفيتا وجبنة المثلثات والحليب ولا اشعر بمصروفها ولا تحب اكل اللحم المخصص للقطط اما اذا كانت العائلة تأكل طبخة دجاج او سمك فهي ايضا لها حصة مخصصة لها وهي صدر الدجاج بالاضافة الى 7 حبات ساردين صغير".

واوضحت ميرفت ان قطتها التي تحتفظ بها منذ سنتين تذهب بشكل دوري الى الطبيب البيطري لاجراء فحوصات دورية اطمئنانا على صحتها، مشيرة الى انها ذهبت هذا الشهر 3 مرات لانه موسم الزاوج لدى القطط ووصف لها الطبيب ابرة مهدئة قيمتها 30 شيكل، واضافت "نادرا ما بتمرض ولكنها قد تأخذ برد احيانا لذلك فان مكانها المفضل هو بجانب الدفاية".

للعلم فقط فان القطة لين لديها شهادة ميلاد مكتوب فيها مواصفاتها ولون عيونها بالاضافة الى كرت خاص بها لدى طبيبها البيطري!!!!.

من جانبه اوضح حسن الدريملي صاحب محل عالم الطيور والاسماك في مدينة غزة ان بيع القطط حاليا اقل من الفترة الماضية بنسبة تصل الى 70 الى 80% وذلك بسبب ظروف الحصار والوضع الاقتصادي السيئ الذي يعيشه قطاع غزة، مبينا ان قبل احداث حزيران 2007 كان هناك اقبالا شديدا على شراء القطط والوضع الاقتصادي كان مريحا لان معظم زبائنه كما قال كانوا من العائدين وكانت لديهم هواية تربية القطط.

وبين الدريملي ان انتاج القطط يتم محليا بسبب ظروف الحصار والاغلاق ولكن اصل السلالة هي من "اوكرانيا وروسيا وبريطانيا ومصر ودبي واسرائيل" مشددا ان تربيتها تحتاج الى خبير وليس سهلا، لان امراضها كثيرة وتحتاج الى عناية خاصة وتحتاج الى عمليات طبية جيدة كالدقة في العمليات القيصرية وطرق توليدها.

كما اوضح الدريملي ان مصروف القطة الواحدة في السنة قد يصل الى 1400 شيكل وتنتج القطة 5 قطط بمعدل كل قطة 400 شيكل، مشيرا الى ان من يقبل على شراء القطط هم أناس مميزون وفئات مجتمع معينة ويكون الاقبال من البنات اكثر من الشباب.

من اللافت ان من يهوى القطط بحسب الدريملي هو شخص هادئ جدا ليس لديه انتماءات سياسية لان من لديه انتماء سياسي يكون خشنا وقاسيا نوعا ما، ولا يعرف كيف يتعامل مع القطط.

وبحسب العامل الذي يعمل لدى الدريملي فان بعض الزبائن يتركون عربونا للقطط قبل شرائها، وقد تكون قطط حديثة الولادة او تحتاج الى علاج بمبلغ يتراوح ما بين 400 الى 500 شيكل غير تكاليف شرائها.

اما عن انواع القطط واشهرها في قطاع غزة فبين الدريملي ان القط الفارسي "الايراني" يتراوح سعره ما بين 300 الى 1000 او 1500 شيكل حسب اللون والجودة بينما يتراوح سعر الهملايا ما بين 600 الى 1500 في حين ان النوع الاكثر شهرة وهو الاسيامي يتراوح سعرها ما بين 150 الى 300 شيكل وهي من القطط الفرعونية او المصرية.

لا تستغرب فالوضع الاقتصادي للاسر هنا ينعكس على القطط ايضا فلا تمييز بين مواطن حاله ميسور، وآخر مستور، منهم من يربي قططه على طريقته بتقديم أفضل الوجبات لها والذهاب بها إلى الطبيب كل شهر مرة او اكثر، أما الفقير فعلى قططهم ان تعتاد على طريقته في العيش وعلى ما تيسر من طعام وتربية عادية.