السبت: 18/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

ام لخمسة معاقين تروي معاناة ابنائها وتطالب بتوفير الرعاية لهم

نشر بتاريخ: 11/04/2010 ( آخر تحديث: 11/04/2010 الساعة: 22:33 )
جنين - معا - تروي نجوى حرز الله ام لخمسة معاقين من ذوي الإعاقة الشديدة من بلدة يعبد بمحافظة جنين معاناتها في رعاية ابنائها الخمسة الذين يتخطفهم الموت من بين ايديها عند بلوغهم سن الشباب .

ام الشافعين:

تقول نجوى : أحب أن أنادى بهذا الاسم "ام الشافعين" الذي أتمنى أن أكون ممن يستحقونه فهم الشافعون لنا يوم القيامة فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يطلب ان يحشر مع وزير او ملك بل مع المساكين ودمعت عيناها وهي تتحدث لنا عن معاناتها وأطفالها الخمسة الذين يتخطفهم الموت من بين أحضانها عند بلوغهم سن الشباب الواحد تلو الآخر .

وقالت الام ان لها من الاولاد خمسة لا يستطيعون الحركة ويعجزون عن الكلام ويتقنون الصراخ المتواصل لا يستطيعون قضاء الحد الادنى من احتياجاتهم جراء اعاقتهم التي جعلت من حياة العائلة صعبة وقاسية وانها تقوم على رعايتهم في عمل شاق اشبه ما يكون بالنحت بالصخر .

واضافت ان اول ابنائها الخمسة توفي قبل نحو عامين ولحقه الثاني واكثر ما يؤلمها ان ترى عظام ابنائها امامها تتفتت يوما بعد يوم وليس بيدها حيله تجاه ذلك حتى يتوفاهم الله برحمته ولكن لا تقنط من رحمة الله .

عبء مادي ..

وتقول حرز الله لا يضايقني العمل والجهد المتواصل وخدمة ابنائي ، اكثر ما اعاني منه سوء الحالة الاقتصادية فزوجي عاطل عن العمل منذ بناء جدار الفصل وحرمانه من العمل داخل الخط الاخضر .... ابنائي عبء اقتصادي ثقيل فثمن الحفاظات لهم شهرياً يعادل راتب موظف اضافة الى ادوية الاعصاب ولولا مساعدة اهل الخير لنا لما تمكنا من توفير المستلزمات لهم ولكن تبقى الاحتياجات اكبر من ذلك .

نظرة المجتمع.......

وتتحدث نجوى بسلبية بالغة عن سلوك المجتمع تجاه ابنائها ، وتقول" لقد آلمني المجتمع وكان كلام الناس مثل السكاكين علي اسمعهم يقولون ابنك مجنون ، هبيله لكني عضدت على جراحي وصبرت وما خبيت اولادي عن الناس كما يفعل غيري لقد اظهرت ابنائي للمجتمع وتنقلت بهم على الملأ فالجميع يعرفهم وانا فخورة بهم لكن مما كان يخفف عني دائماً هو ان زوجي بجواري يساندني ، وتضيف وعيناها تدمع "ادعو الله ان لا يحكم احداً في ابنائي ادعوه ان يموتوا جميعاً في حياتي حتى لا يصبحوا تحت رحمة احد وتحت سيف هذه النظرة السلبية تجاه المعاق في المجتمع ".

احساس آخر ...

وتنظر حرز الله الى والدة زوجها ( حماتها ) العاجزه ايضاً لكبر سنها بعين آخرى تعتبرها منة من الله رزقها اياها بأن تكون ابنتها وعوضها الله بها عن احد ابنائها ترعاها كما ترعاهم وتقدم لها الخدمة في المأكل والمشرب والملبس وتساعدها في قضاء حوائجها اليومية دون كلل او ملل او افٍ تبتغي في ذلك رضاء الله .

تقصير رسمي وشعبي

طالبت حرز الله بافتتاح مراكز حكومية ترعى ذوي الاعاقة الشديده وتقديم الرعاية الكافية لهم فلا يوجد أي مركز حكومي او خاص يأوي مثل هذه الاعاقات وتقول : ان جميع المؤسسات التي ترعى المعوقين تقتصر فقط على التعليم والارشاد ولذوي الاعاقات الخفيفة وتسجل عتبها على الجهات الحكومية وتقول الاسير له راتب والشهيد له راتب ومؤسسات ترعاهم ولكن المعاق ليس له احد وهذه الفئة لا تستطيع ان تعبر عن احتياجاتها لذا يجب على الجميع ان يتفهم احتياجاتهم وتتساءل : كل يوم نسمع عن تبني الحكومه لغذاء عمل او نشاط ثقافي او رياضي لكن اين دورهم في اقامة مراكز لهذه الفئات يجب ان تولي الحكومه هذه الفئة اهتماما خاصا حتى لا يكون مصيرها الشارع .