الإثنين: 23/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

اتحاد العمال يطلع بعثة تقصي الحقائق في العمل الدولية على أوضاع العمال

نشر بتاريخ: 11/04/2010 ( آخر تحديث: 11/04/2010 الساعة: 14:26 )
رام الله- معا- اطلع أعضاء الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين اليوم الأحد بعثة تقصي الحقائق في منظمة العمل الدولية على الأوضاع الصعبة التي يعيشها العمال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمتمثلة في الملاحقة اليومية من قبل ما يعرف بحرس الحدود والتنكيل بهم، إضافة لما يتعرضون له من سرقة وتحايل من أصحاب العمل والسماسرة، والتي كان آخرها الاعتداء على العامل منجد بشارات وسرقة 10 آلاف شيكل منه، كما اطلع وفد منظمة العمل الدولية على ممارسات الاحتلال وانتهاكاته بحق الفلسطينيين والعمال من خلال إقامة جدار الفصل العنصري والحواجز والمعابر الحدودية.

جاء ذلك خلال زيارة وفد منظمة العمل الذي ضم ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية منير قليبو ومسؤولة مكتب المنظمة بالقدس رشا الشرفا وأعضاء لجنة التقصي لمقر الاتحاد العام بمدينة رام الله، ولقائهم الأمين العام لاتحاد نقابات العمال شاهر سعد وأعضاء الأمانة العامة حسين فقهاء ومنويل عبد العال وسهيل خضر وآمنة الريماوي.

واستعرض سعد للوفد ظروف الإذلال والاهانات اليومية التي يتعرض لها عمالنا وعاملاتنا على المعابر الحدودية أثناء الذهاب إلى أماكن عملهم، مشيرا إلى أن إسرائيل عمدت مؤخرا إلى تكليف شركات امن خاصة مهمة الإشراف على هذه المعابر والتي يقوم أفرادها بإجبار العمال والعاملات على خلع ملابسهم بالكامل للتفتيش والتدقيق الأمني والانتظار لساعات طويلة الأمر الذي حول حياة المئات منهم إلى جحيم وافقدهم عملهم بسبب التأخر عن مواعيد العمل، وأضاف أن جنود الاحتلال غالبا ما يقومون بمصادرة وتمزيق تصاريح عشرات العمال يوميا.

وأكد سعد أن الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين الآن بصدد توثيق جرائم الاحتلال بحق عمالنا على المعابر والحواجز والطرق وفي المستوطنات، وان هناك فلم موثق لهذه الانتهاكات باللغة الانجليزية جار العمل به خلال الفترة الحالية بالتعاون بين الاتحاد العام وقناة الجزيرة الفضائية، يوثق معانيات العمال على المعابر وما يتعرضون له من انتهاكات وممارسات إحتلالية، وسرقة حقوقهم والتحايل عليهم من قبل المشغلين وسماسرة العمل الإسرائيليين.

وبين الأمين العام ان هناك ما يزيد على 24 ألف عامل فلسطيني يعملون في المستوطنات ويحملون تصاريح عمل، فيما وصل عدد من يحملون تصاريح دخول 15 ألف عامل، وهؤلاء لا يملكون أي حقوق عمل او ضمانات.

وأوضح سعد أن عدد العاملين في المستوطنات والمناطق الإسرائيلية من الفلسطينيين يصل إلى 35 إلف عامل وان العدد اخذ بالزيادة نتيجة لظروف الفقر والبطالة المستشرية وعدم توفر فرص عمل.

وتطرق سهيل خضر ومنويل عبد العال لموضوع سماسرة العمل وما يقومون به من استغلال وسرقة لحقوق وأموال العمال الفلسطينيين، في إشارة منهم إلى العصابة التي تم ضبطها مؤخرا من قبل الشرطة الإسرائيلية حيث تبين أنها كانت تعمل على استصدار تراخيص عمل مزورة للعمال، وذلك بالتعاون مع سماسرة فلسطينيين وأفراد من مكتب الداخلية الإسرائيلية مقابل أموال طائلة من العمال، حيث انه يتم التبليغ عنهم ومصادرتها بعد ملاحقتهم داخل إسرائيل. من جهته عبر عضو الأمانة العامة وأمين السر بالاتحاد حسين الفقهاء عن موقف الاتحاد الرافض لكل ما يجري في مدينة القدس من أعمال تهجير وتهويد للمقدسات وتكثيف لبناء المستوطنات، مؤكدا أن الاتحاد يبذل مساعي على الصعيدين العربي والدولي للضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها العدوانية ضد أبناء الشعب الفلسطيني والعمال في مختلف محافظات الضفة وقطاع غزة.

وأكد الأعضاء لبعثة تقصي الحقائق أن الاتحاد اصدر موقفا واضحا فيما يتعلق العمل بالمستوطنات حيث دعا فيه عمالنا التوقف عن العمل فيها لعدم شرعيتها، وفي الوقت ذاته طالب السلطة الوطنية وأصحاب رؤوس الأموال لإيجاد مشاريع تشغيل جديدة تستوعب العمال وتوفر فرص عمل بديلة للآلاف منهم، وفي إشارة إلى ان السلطة لا تعترف بعمال المستوطنات ولا تتابع قضاياهم لعدم اعترافها بشرعية هذه المستوطنات.

وأشار أعضاء الاتحاد إلى ان هناك صعوبة كبيرة يواجهها الاتحاد ونقاباته الأعضاء في متابعة قضايا عمال المستوطنات وتحصيل مستحقاتهم لصعوبة الوصول إلى أماكن عملهم او السماح لهم بدخول المناطق الإسرائيلية، وان ذلك يستدعي تدخل قوي من قبل منظمة العمل الدولية والجهات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والعاملين.

هذا ودعا الأمين العام شاهر سعد أعضاء اللجنة ووفد منظمة العمل لزيارة المعابر الحدودية والحواجز والمناطق الصناعية الحدودية الإسرائيلية للاطلاع على معانيات العمال الفلسطينيين على الأرض، وتوثيق الانتهاكات التي يتعرضون لها، كما طالب سعد منظمة العمل الدولية باتخاذ إجراءات حازمة وفاعلة للضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها غير الإنسانية واضطهادها لعمالنا.