السبت: 04/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

برعاية بيت الشعر الفلسطيني / ادونيس ومبدعون عرب حضروا حفل افتتاح اسبوع الثقافة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 29/05/2006 ( آخر تحديث: 29/05/2006 الساعة: 19:21 )
رام الله - معــًا - بهذه العبارات خاطب الشاعر العربي الكبير ادونيس ، جمهور رام الله مساء امس ، متحدثاً عن الشاعر الراحل حسين البرغوثي ، في افتتاح فعاليات اسبوعه للثقافة الفلسطينية ، في الكلمة التي القاها بالنيابة عنه، د. عادل سمارة ، وفي كلمته عبر الهاتف اكد د. عطالله ابوالسبح وزير الثقافة ، على اهمية الشاعر البرغوثي كأحد اقطاب الثقافة الفلسطينية، مشيداً بموهبته في الشعر ، والنقد، والترجمة، والفلسفة، قائلاً : كما يفاخرون بالعقاد ، وطه حسين ، وغيرهم ، يحق لنا ان نفاخر بالبرغوثي هذا الفارس الذي ترجل باكراً عن جواده ..

وطالب ابوالسبح الشباب الفلسطيني بالنهل من منبع البرغوثي ، الذي احب فلسطين واحبته ، خاصة في الاوقات العصيبة التي نعيشها ، مشدداً على اهمية مشاركة الجميع في نشر ابداعات البرغوثي في جميع انحاء العالم ، واعلن الشاعر مراد السوداني رئيس بيت الشعر الفلسطيني ، انطلاق فعاليات اسبوع حسين البرغوثي الثقافي، في حين اعلن الشاعر عبدالرحيم الشيخ ، عن جائزة البرغوثي للابداع ... وقال السوداني مخاطباً روح الشاعر " الغائب الحاضر " سلامٌ عليك مقدار اقتراب بعدك عنا .. وغيابك فينا .. روحاً عالية وطاقة لذي عقل ٍ مكين .. سلامٌ عليك تدني النجوم من يديك ... وعليك نثار الكلام الموغل في الرؤيا والتأمل المحض .. سلامٌ عليك وانت تنادي الطيور الى حضرتك وتعلي البلاد كلام يتنفس برؤية في ابتداء النشيد الدامع رجعاً في الذهاب مبكراً الى اول الصحو ..

وقدمت الشاعرة داليا طه ، كلمة الاصوات الجديدة ، مؤكدة ان البرغوثي .." ظل وفياً لسرية تنسحب به بعيداً عن حدود الخيانة " ، مشيرة الى انه " في فقه الموت يبدو تأمل الضحية لمشهد فارقته مناسبة للاحتفاء ، كأنها هي سلطة العبث من تخرج الموجوع من كفنه الى قعر لغة تتربص كائناتها بالغريب ، لتكشف له رماد وحدته ، وتبعد عن مشيئته خطى الانبياء يباركوا نبض المستحيل ..

من جهتها قدمت بترا البرغوثي ، رفيقة درب " عراف الثقافة الفلسطينية " ، كلمة مؤثرة، ختمتها بقصيدة تقذف القلب بحمم بركانية ... تقول فيها : " واما انا فأفض بكارة الوجع بالكلمات.. وابعث رموش عيني سعف نخيل تمشي اليك .. تنام في فيئها ... ويقطر مني عليك الدمع ندى .. وتأتي الى بحر تمايلت فيه سفن الكلام ، والليل عيون من صدأ .. وارسم بالخشب على جبين الصبح كوشم ، واراني معلقة بين المدى والنحاس ، ويداي سبع بجعات من زجاج يتعبن وقع صدى ، صوت ... وانا وحدي في الاناء عيناي حجارة من صمت ... وقلبي يسافر اليك في قطره من ندى ..

فيما القى الشاعر يوسف المحمود كلمة الشاعر زهير ابوشايب التي ارسلها في الذكرى الرابعة لرحيل صديقه حسين البرغوثي ومما جاء فيها : " في نصوصه ، كان حسين يترفس ليرى الموت الرابض في الاشياء ، وحين اصيب بالمرض صار يتفرس في الاشياء بعين قادرة على ان لا يرى ذلك الموت المكشوف امامها .. كان يهجم على الحياة كشهيد وينهب ثمالتها ، ولم يتقن قط دور الميت ، لذا لم يمت سوى مرة واحدة عابرة في حياة كثيفة ومكتنزة كشف لنا بعضاً من جوانبها في سيرته المدهشة ( الضوء الازرق ) و ( سأكون بين اللوز) ... لقد كان حسين البرغوثي واحداً من اكثر من عرفتهم قدرة على التفرس ، لذا كنت اجد فيه لا مجرد كاتب يمكن ان يتكرر، بل علامة ثقافية فلسطينية تقاوم رمزية الموت وتؤسس لثقافة خصب تجعل الموت نفسه مجرد دورة من دورات الحياة ..