الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

عندما تصل الكاميرا مع سيارة الاسعاف/ما لم تلتقطه الكاميرا في ذلك اليوم الاسود / هديل شقيقة هدى تروي التفاصيل

نشر بتاريخ: 12/06/2006 ( آخر تحديث: 12/06/2006 الساعة: 21:10 )
غزة-معا- في مشهد جديد تنفطر له القلوب التقت الطفلة هدى التي نقل تلفزيون فلسطين صورها و هي تصرخ بجانب جثمان والدها بعد فقدانها عائلتها يوم الجمعة على شاطئ بحر غزة بشقيقتها هديل سبع سنوات التي نجت من الموت باعجوبة .

يقول ضابط الاسعاف خالد أبو سعدة عن اللحظات الاولى لوصوله الى المكان .. الطفلة هدى على غالية التي تمكن المصور القدير زكريا ابو هربيد من متابعة خطواتها حتى وصل لجثة والدها التى قذفته قذائف الحقد الاسرائيلي بعيدا عن مكانه في مشهد أدمى القلوب و أبكى العيون لها شقيقة اسمها هديل كتبت لها الحياة يروي ضابط الاسعاف كيف وصل اليها في مشاهد لم تلتقطها الكاميرا قبل وصول المصور زكريا الى المكان .

ويتابع ضابط الاسعاف لم يمض وقت طويل حين أسعفنا الاصابات التى نجمت جراء قصف الطيران على السيارة المدنية ذلك الحادث الذي أودى بحياة ثلاثة من عائلة الزعانين ففي نفس اليوم اتصل به الصحفي زكريا الذي أخبره أنه في طريقه إلى حادث أخر حيث لحق به ووصلا المصور و ضابط الاسعاف في ذات الوقت مكان الحادث .

يستطرد ضابط الاسعاف " نزلت من باب السيارة الايسر مسرعا طبعا وزكريا نزل من الايمن ودار حول السيارة مجهزا كاميرته قبل ان يصلنى كنت قد وضعت الطفلة هديل فى السيارة لم أدر ان تلك الأكوام هى اكوام للحوم بشرية كنت اسرع من زكريا بثوان من الوصول للمكان الى تلك الاكوام البشرية كعادتنا كمسعفين ".

و يتابع ضابط الاسعاف أن على المسعفين تقييم الموقف بسرعة فائقة ورؤية هل هناك احياء لانقاذ حياتهم حيث قال " وقع نظرى على الطفل ذو الأربعة شهور رأيت هديل تنزف من رقبتها وتقول اخويا اخويا اخذتها مسرعا ووضعتها بسرعة الريح داخل السيارة كى لا ترى باقى المناظر كونها طفلة و ذهبت لاتفقد البقية".

ويستطرد ضابط الاسعاف قائلا : نقلت في ذلك اليوم فى سيارة واحدة خمس حالات تقييمى المبدأى لها ان 3 منها لا حراك فيها حيث كانت الاجساد مقطعة ورأس الطفل ربع رأس كان علينا ان نتوجه بسرعة الريح الى المستشفى وقف نزيف هديل الذي اصابتها شظية فى الرقبة الى ان وصلنا المستشفى بعد ان اخبرتهم وانا فى الطريق ان السيارة مملوءة بلحوم بشرية.

تروي هديل و هي أول حالة تمكن مسعفو مستشفى العودة التابع لاتحاد لجان العمل الصحي من اسعافها قبل وصول عدسات المصورين لتلتقط صور هدى كونها كانت لا زالت على قيد الحياة " كنت بجانب أخى الصغير هيثم ذو الأربعة أشهر حيث كان يبكى هدهدت عليه قليلا ثم ذهبت لتناول الذرة كان ابى قد شواها على الفحم للتو حينها صار اطلاق القنابل.

و تتابع هديل " ذهبت ناحية اخى هيثم شاهدت الدماء تسيل منه مسكت شريطة لأمسح له الدم وجلست بجواره لا اعرف ماذا حدث ثم نقلوني الى المستشفى"

هديل لا زالت ترقد فى مستشفى العودة فى تل الزعتر جباليا وفى رقبتها شظية ولولا عناية الله وسرعة وبراعة المسعفين للحقت بباقى العائلة.

لا زال الأخصائيون النفسيون يحاولون علاج هديل فى المستشفى وكذلك شقيقتها هدى فى بيت عمها .

ولكن اى عالم نفس سيتمكن من علاجهما وشطب تلك الصورة من ذاكرتهم صورة هديل ذات السبع سنوات وهى تمسح دماء شقيقها ذي الأربعة أشهر وصورة والدهم من ذاكرة هدى وهى تصرخ أمام الكاميرا على والدها الذي اخترقت القذيفة الصهيونية ظهره حيث كانت هناك حفرة فى وسط جسده لم تظهرها لنا الكاميرا والقنوات التلفزيونية.

من لهديل وهدى بعد ان فقدت عائلتهما ؟