الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

دبلوماسي أمريكي: بوش رفض الاعتراف بحدود إسرائيلية مرسومة من جانب واحد

نشر بتاريخ: 12/06/2006 ( آخر تحديث: 12/06/2006 الساعة: 21:44 )
واشنطن - تقرير اخباري - قال القنصل العام الأمريكي السابق في القدس إدوارد أبينتون أن المجتمع الدولي لن يعترف بحدود إسرائيلية مرسومة من جانب واحد وأن الرئيس الامريكي جورج بوش لم يتفق مع ايهود أولمرت رئيس وزراء اسرائيل في أن بإمكان إسرائيل أن تعلن حدودها بشكل أحادي.

وأضاف إدوارد أبينتون أن بوش لم يبد متحمسا على الإطلاق لعملية انسحاب إسرائيلي أحادي من الضفة كما أن القراءة الدقيقة لتصريحاته في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع أولمرت بالبيت الابيض تشير بوضوح إلى أنه لايتفق مع أولمرت في أن إسرائيل يمكنها أن تقرر حدودها الدولية بشكل أحادي.

وأشار الى أن نفس الرد الذي سمعه أولمرت في واشنطن سمعه في مصر خلال لقائه بالرئيس حسنى مبارك في شرم الشيخ وسمعه من الملك عبد الله الثاني ملك الأردن وأنه على يقين من أنه سيسمعه في فرنسا من الرئيس جاك شيراك وفي بريطانيا من رئيس الوزراء توني بليرعندما يتوجه إلى البلدين.

وقال أبينتون - الذي يعمل حاليا مستشارا للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو
مازن)- أن الرسالة التي سمعها أولمرت من القادة الذين التقى بهم والتي سيسمعها ممن سيلتقي بهم هي أن عليه أن يتعامل مع أبو مازن.

وقال أن آخر استطلاعات الرأي تشير إلى أن 25 في المئة فقط من الشعب الإسرائيلي يؤيدون خطة أولمرت الأحادية بل إنه حتى في الكنيست المؤلف من 120 عضوا لاتحظى هذه الخطة بتأييد أكثر من 30 عضوا.. وأن عمير بيريتس زعيم حزب العمل لديه الرغبة في التعامل مع أبو مازن.

وأشار أبينتون إلى أنه من الخطأ الاعتقاد بأن بإمكان أولمرت المضي قدما في
تنفيذ خطته. وقال أن أغلب الفلسطينيين يشككون في جدوى الاتصال بين أولمرت وأبومازن. وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرييل شارون همش أبو مازن والمعتدلين على الساحة الفلسطينية عندما انسحب بشكل أحادي من غزة وبالتالي حصدت حماس المكاسب.

ورأى أن أحد أسباب فوز حماس في الانتخابات هو أن الفلسطينيين تصوروا أن الانسحاب من غزة كان نتيجة للمقاومة التي تصدت لها حماس وليس نتيجة جهود المعتدلين مؤكدا أن الانسحاب من الضفة أعقد كثيرا من الانسحاب الأحادي من غزة.

وأضاف أبينتون الذي اجتمع بالرئيس الفلسطيني على مدى ساعة ونصف الساعة في رام الله الشهر الماضي أن الإسرائيليين متحفظون إزاء الاستفتاء الذي دعا إليه أبو مازن وليسوا متأكدين بالضبط كيف سيتعاملون مع هذا الأمر. وقال أنه لمس من إدارة بوش دعما لتحركات أبو مازن وإن كان ينتابها بعض التوتر لأنها لاتعلم بالضبط النتيجة التي يمكن أن يخرج بها هذا الاستفتاء وكما لاتعلم كيف يمكن أن يغير الاستفتاء من الوضع الحالي.

وقال أنه يعلم أن بعض المسؤولين الفلسطينيين جاءوا إلى واشنطن مؤخرا وطلبوا من الإدارة الأمريكية أن تنأى بنفسها عن هذا الاستفتاء وأن تدع الفلسطينيين يدبروا
أمرهم إذ أن تبني الولايات المتحدة لموقف منه سيكون له آثار عكسية وسيجلب الضرر على أبو مازن والمعتدلين.

وأوضح أن الأمريكيين مرتاحون لهذا وأن مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ويلش أدلى ببعض التصريحات الداعمة للاستفتاء.

وقال أبينتون ان بعض الفلسطينيين الذين التقى بهم لايشعرون بالقلق حيال السؤال
الذي سيوجه إلى الناخبين بقدر قلقهم من أن يكون الاستفتاء هو آلية لتغيير الحكومة الفلسطينية حتى لاتكون قاصرة على حماس فقط وبالتالي كسر العزلة الدولية المضروبة حولها.

وأضاف أن الخيارات المطروحة جميعها صعبة وهي إما تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم فتح وحماس، وهو أمر يرى أنه مستبعد أو تشكيل حكومة من التكنوقراط لايكون رئيس وزرائها من فتح ولا من حماس وهو مايعني أن تظل حماس مسيطرة على المجلس التشريعي ويظل أبو مازن رئيسا.

وقال أنه لايعتقد أن حماس ستكون مستعدة للتنازل عن السلطة تماما في الحكومة. وأن الاحتمال الثالث هو إجراء انتخابات جديدة مشيرا إلى أن الناس الذين تحدث إليهم لايجدون في هذا جدوى إلا إذا أجريت انتخابات تشريعية ورئاسية في الوقت نفسه .. وأشار إلى أن أبو مازن ليس مستعدا على مايبدو للذهاب إلى هذا الحد.

وقال أبنتون أن هناك عنصرا آخر استجد وهو مجيء حكومة إسرائيلية جديدة بقيادة إيهود أولمرت الذي يحمل خطة التجميع والانسحاب الأحادي من أجزاء كبيرة من الضفة .. موضحا انه يبدو في الوقت الحالي أنه إذا حاول الإسرائيليون التعامل مع أبو مازن فإنه لن يكون قادرا على الوفاء بسبب الانقسام في الحكومة الفلسطينية. لكنه استدرك قائلا أنه في الوقت نفسه فإن الطريقة الوحيدة لتعزيز وضع أبو مازن هي التعامل معه وبدء عملية تفاوضية ذات مصداقية تضع حماس أمام الأمر الواقع وتجعلها تختار بين أجندتها السياسية القديمة ومواجهة نتيجة استفتاء سيظهر أن الفلسطينيين يريدون دولة فلسطينية وبالتالي ستبدو حماس كما لو كانت تعمل ضد إرادة شعبها أو تغيير هذه الأجندة.

وقال أبينتون أنه يرى أن يكون هناك مساران لهذا يجب أن يسيرا معا .. وأول هذين المسارين دعم الاستفتاء الذي دعا إليه أبو مازن لحسم الموقف مع حماس. والثاني هو أن تواصل الولايات المتحدة ودول عربية مثل مصر والسعودية والأردن الضغط على أولمرت من أجل التعامل الجاد مع أبو مازن كي يبين للفلسطينيين أن المعتدلين يمكنهم تحقيق شيء إيجابي يمكن أن يفضي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية .. وأضاف أبينتون أن الخيار البديل هو استمرار عزل حماس ومعاناة الفلسطينيين.

وأوضح أبينتون أن رفض الإسرائيليين لانسحاب أحادي من غزة يعود لعدة أسباب منها قلقهم من نقل السيطرة على معظم الضفة لحكومة تتولاها حماس مما يشكل تهديدا لأمن إسرائيل كما أن بعض الإسرائيليين لايريدون إزالة المستوطنات ولايرون أن الانسحاب الأحادي سيحقق الاعتراف الدولي الذي يريده أولمرت سواء من الرباعي الدولي أو من الدول العربية.

وقال أن المسؤولين الأمريكيين لايعتبرون خطة أولمرت أكثر من مجرد فكرة مضيفا أن أولمرت يعلم أن الإنسحاب الأحادي يشكل ورطة لكنه يدرك أيضا أن مجرد طرح الفكرة ومعها أيضا الاستفتاء الذي اقترحه أبو مازن ربما يغير من /ديناميكية/ الوضع ويحفز الطرفين على وضع سياسات جديدة من شأنها أن تعمل على الشروع في عملية تحرك هذا الجمود.

وقال الدبلوماسي الأمريكي أنه على يقين من أن المجتمع الدولي لن يمنح حماس أي فرصة لالتقاط أنفاسها حتى ترتب البيت الفلسطيني ثم تتوجه للسياسة الخارجية طالما لم تقبل حماس بشروط الرباعي الدولي.

وأضاف أن الولايات المتحدة صارمة في موقفها وليس من المحتمل أن تخفف من الضغوط على حماس.

وقال أبينتون أن حماس نفسها منقسمة أيديولوجيا بين فصيل خالد مشعل وموسى أبو مرزوق المتشدد في دمشق وبين قيادات حماس في الضفة وغزة الذين يتبنون مواقف أقل تشددا. وأن الناس أبلغوه في الضفة وغزة أن وزراء حماس يبدون نوعا من عدم الخبرة في إدارة السلطة الفلسطينية.. فوزير المالية-على سبيل المثال- لم يسبق له إدارة أي منشأة وإن كان يحمل الدكتوراة في الاقتصاد. وقال أن استطلاعا للرأي أجرته مؤخرا جامعة بيرزيت أظهر أن الدعم المحلي لحماس في الضفة وغزة قد تراجع وأصبح لايزيد عن 37 في المئة.

ومع ذلك لايتوقع أبينتون قبول حماس لشروط الرباعي الدولي دون ضغوط دولية...وقال أبينتون أن إدارة الرئيس بوش أسقطت القضية الفلسطينية من صدر أولوياتها وأسندت ملفها إلى مسؤول /من الدرجة الثانية/ وهو ديفيد ويلش بعد أن كان وزير الخارجية هو الذي يتعامل مباشرة مع طرفيها.

وقال أن أبو مازن ليس لديه خطط في الوقت الراهن لزيارة واشنطن حتى لايفسر بأن ذلك له علاقة بالاستفتاء الذي دعا إليه وأنه يريد أن يركز جهوده على العمل في
الضفة وغزة. وقال أن ويلش ونائب مستشار الأمن القومي إليوت إبرامز سيتوجهان إلى رام في يوليو القادم.

وأوضح أبينتون أن خطاب بوش الذي منحه لشارون في أبريل عام 2004 لايتحدث بأي حال عن الكتل الاستيطانية أو ضمها بل يتحدث عن أخذ الحقائق الجديدة على الأرض في الحسبان خلال مفاوضات الوضع النهائي ويطالب في الوقت نفسه بأن يتم الاتفاق على أي تغييرات بين الطرفين.