الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

بلدية طولكرم- وعطش الانتخابات منذ العام 1976

نشر بتاريخ: 07/06/2010 ( آخر تحديث: 08/06/2010 الساعة: 11:21 )
طولكرم- تقرير معا- تشهد بلدية طولكرم ومنذ اكثر من اسبوعين، حراكاً واسعاً وعددا كبير من المراجعين، وذلك تحضيراً للإنتخابات المحلية القادمة، والتي تشهدها البلدية لأول مرة منذ العام 1976 اي منذ 34 عاماً.

وكانت اول عملية انتخابية شهدتها بلدية طولكرم في العام 1972، اي ايام وجود الاحتلال الاسرائيلي، حيث كان احد ضباط الادارة المدنية الاسرائيلية هو المسؤول عنها وعن متابعتها، وترأسها في ذلك الحين المرحوم حلمي حنون، مع ثمانية من اعضاء المجلس البلدي.

وفي العام 1976، جرت الإنتخابات البلدية في بلدية طولكرم للمرة الثانية، من خلال قائمة تضم تسعة مرشحين تحت عنوان "الجبهة الوطنية" وهي تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، حملت شعار (لا للإدارة المدنية... نعم للجبهة الوطنية)، ضمّت كلا من "المرحوم حلمي حنون، وحسني الجلاد، والحاج عبد الكريم الحاج قاسم، وعبد الكريم مرعب، ومالك الحاج ابراهيم، ودرويش بريك، وفتحي الددو، والمحامي باسم الغضبان، والدكتور فاروق تايه"، وخلت القائمة من اي من المرشحات النساء.

وقال احمد الجلاد "أبو إياد" مدير قسم الإدارة في بلدية طولكرم، والذي يعمل موظفاً في البلدية منذ 35 عاماً، انه عاصر كافة رؤساء بلدية طولكرم بدءاً بالمرحوم حلمي حنون وحتى يومنا هذا، ويحتفظ في "درج" مكتبه الخاص على "بوستر" عليه صور المرشحين لبلدية طولكرم في العام 1976، بالاضافة الى "كتيّب" يحتوي على اهم انجازات لجنة البلدية المنتخبة في حينه، وخططها المستقبلية من مشاريع وغيرها في المدينة والضواحي والعِزَب.

واشار الجلاد الى ان المرحوم حلمي حنون كان رئيساً لبلدية طولكرم منذ العام 1963، وفي اول انتخابات في العام 1972 ترشح وفاز برئاسة البلدية، وفي الانتخابات الثانية عام 1976 ترشح وفاز برئاستها مرة اخرى، وبقي رئيساً لبلدية طولكرم حتى وفاته في 26-4-1998، وكان نائبه المرحوم حسني الجلاد.

واوضح الجلاد، ان لجنة بلدية طولكرم المنتخبة في حينه كانت تتخذ المبنى القديم "كدار" للبلدية، والذي هو حالياً مكتب إقليم حركة فتح، حيث عملت اللجنة على بناء مبنى جديد للبلدية، والذي يستخدم حتى يومنا هذا "كدار" للبلدية، كما استخدمه كافة رؤساء البلدية المتعاقبين.

وتحدث الجلاد عن اعتداءات تعرض لها رؤوساء البلديات واعضاء اللجان البلدية في العام 1980 على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي والعملاء، حيث تم وضع عبوات ناسفة في مركبات عدد منهم، مما ادى الى اصابات بالغة، موضحاً ان رئيس بلدية نابلس في حينه بسّام الشكعة بترت قدماه جراء تفجير عبوة ناسفة في مركبته التي كان يقودها، كما تم الاعتداء على رئيس بلدية الخليل فهد القواسمي، ورئيس بلدية رام الله كريم خلف.

وعقب عمليات الاعتداء، تداعت مجالس البلديات ولجانها للإنعقاد، حيث تقرر ان يكون يوم السبت اضراب عام في كافة محافظات الوطن، تنديداً بالاعتداء على رؤوساء البلديات واعضاء المجالس واللجان، وفي يوم الاحد قامت قوات الاحتلال بإعتقال عدد من اعضاء المجالس، كان من بينهم نائب رئيس بلدية طولكرم حسني الجلاد، وتم التحقيق معه، وخرج بعد ذلك بكفالة مالية.

وتحدث الجلاد عن اهداف وضعتها بلدية طولكرم امامها، ومنها بناء المدارس ضمن الامكانيات المتاحة، وذلك لعدم وجود وزارة ترعى هذا البناء، خاصة وان الاحتلال لم يكن مكترث ولا معني بذلك، بالاضافة الى عدة مشاريع انجزتها البلدية في حينه.

ومنذ وفاة رئيس البلدية حلمي حنون، تعاقب على رئاسة لجنة بلدية طولكرم شخصيات عدة تم تعيينها من قبل وزارة الحكم المحلي، ومن بينها: "صابر العارف الذي كان مديراً للحكم المحلي في حينة، وبقي حتى تاريخ 24-4-2000، تبعه المهندس محمود الجلاد حتى تاريخ 23-4-2008، ومن ثم تم تعيين لجنة من الحكم المحلي برئاسة وليد ابو مويس حتى تاريخ 31-12-2008، ومن ثم تعيين السفير احمد عبد الرازق السلمان حتى وفاته بتاريخ 22-11-2009، وختاماً تكليف عضو لجنة بلدية طولكرم اياد عبد الكريم الجلاد بتسيير اعمالها لحين الإنتخابات".

واوضح احمد الجلاد "أبو إياد" مدير قسم الإدارة في بلدية طولكرم، انه ومنذ العام 2000 شهدت بلدية طولكرم كم هائل من المشاريع، بدءاً في البنية التحتية، والكهرباء، وبناء المدارس، وخطوط الصرف الصحي، وخطوط المياه، والإنتهاء من مكبات النفايات، وختاماً ورشة عمل تجميلية تشهدها المدينة والضواحي والعِزَب.

واشار الجلاد انه تم تطوير شبكة المياه والآبار والخزانات، وتمديد شبكات مياه تفي بحاجة المواطنين داخل المدينة والمناطق المجاورة لها ولعشرات السنوات، بالإضافة الى تطوير شبكة الكهرباء، حيث كان هنالك انقطاع بشكل متواصل في التيار الكهربائي، وتم زيادة القوة الكهربائية الموردة من الشركة القطرية الإسرائيلية للمدينة، كما تم بناء عدد كبير من المدارس بتوزيع جغرافي لمختلف المناطق، سواء بتمويل ذاتي او من خلال السلطة الوطنية والمانحين واهل الخير.

وفي موضوع الصرف الصحي اوضح الجلاد ان اكثر من 80% من مناطق البلدية بما فيها الضواحي والعزب تم تمديد خطوط صرف صحي للمنازل، وذلك من ناحية بيئية يعود بالنفع على المواطنين والمياه الجوفية، كما تم التخلص من مكبات النفايات التي كانت على مداخل المدينة الجنوبية والشرقية والشمالية، وتحويلها الى مكب " زهرة الفنجان " في منطقة جنين.

وخلال الفترة الأخيرة، تشهد مدينة طولكرم وضواحيها والعِزَب عملية "تجميلية" متواصلة، منها زراعة الأشجار، وبناء الأرصفة والجزر والحدائق، وتزيين الشوارع، حيث اصبحت المدينة تستقطب الزوار والرحلات وفلسطينيي عام 48، كما تم انشاء مجمع جديد لسيارات الأجرة، مما ساهم في تخفيف الضغط والازمة المرورية في قلب المدينة.

ومستقبلاً هنالك مشاريع على وشك التنفيذ، مثل انشاء مركز خدمات الجمهور بتمويل من الدول المانحة، واعادة تجميل متنزة البلدية، بالاضافة الى تأهيل مبنى البلدية الحالي.