الإثنين: 27/05/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
مراسلنا: قوات خاصة تابعة للاحتلال تقتحم بلدة طمون شرق طوباس وتحاصر منزلاً

التأكيد على أهمية التنسيق بين المؤسسات الحقوقية والنسوية

نشر بتاريخ: 07/07/2010 ( آخر تحديث: 07/07/2010 الساعة: 11:43 )
القدس-معا- أقام مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي مؤخرا حفل استقبال تحت عنوان "لقاء وحوار مفتوح بهدف تعزيز التشبيك بين المؤسسات المقدسية الحقوقية والنسوية" في مقر جمعية الشابات المسيحية في القدس– الشيخ جراح حضره سلوى هديب وكيل وزارة شؤون المرأة وعدنان الحسيني محافظ القدس بالإضافة إلى مديرة المركز مها أبو دية، ومنسقة مركز المرأة في القدس وعدد من طاقم المركز، بالإضافة إلى عدد كبير من ممثلي المؤسسات المقدسية.

وافتتحت مها أبو دية، المديرة العامة للمركز اللقاء بكلمة ترحيبية بالحضور، وتحدثت في كلمتها عن السياسة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في القدس والتي تقوم على طمس الهوية الفلسطينية بهدف تهويد القدس.

وأشارت أبو دية إلى أن ابرز مظاهر هذه السياسة تتمثل في الجدار العازل الذي ترك آثارا سلبية في النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية من حياة الفلسطينيين في مدينة القدس، كما عمل الاحتلال على محاصرة ومنع الحياة الثقافية، وعدم محاسبة أو التغاضي عن أنشطة مروجي المخدرات بهدف تحطيم بنية المجتمع وأسره. وقام الاحتلال طوال السنوات الماضية أيضا باستغلال عامل الزمن، والظروف الإقليمية والعالمية المختلفة لصالح فرض أمر واقع جديد في مدينة القدس يكرس تهويدها بعد تهجير سكانها العرب.

وأكدت أبو دية على أهمية وضرورة مواجهة هذه المخططات الاستعمارية من خلال التمسك بالأرض والهوية وتعزيز صمود المواطنين المقدسيين في أرضهم وعدم الهجرة من القدس، مهما تغيرت وتنوعت أساليب الاحتلال وسياساته.

ورأت انه على المؤسسات الفلسطينية أن تعمل بصورة مشتركة في مدينة القدس لتعزيز هذا الصمود من خلال عملها على تلبية الحاجات الآنية والإستراتيجية لمواطني المدينة.

وركزت أبو دية على أهمية اضطلاع المؤسسات المختلفة بدورها في تعزيز الحياة الاقتصادية والاجتماعية لسكان القدس، وتعزيز دور ومكانة المرأة كمحور رئيسي للمحافظة على تماسك الأسرة والمجتمع، وتوعية وتثقيف الأجيال القادمة حول التاريخ والتراث الفلسطيني في القدس.

واختتمت أبو دية كلمتها بالتأكيد على اهمية السير على ذات الطريق، وإكمال المشوار الذي بدأه أجدادنا في مواجهة ومقاومة أية مخططات تهدف على طمس الهوية الوطنية للشعب الفلسطينية.

وشكرت سلوى هديب، وكيلة وزارة شؤون المرأة في كلمتها مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي على إقامة مثل هذا اللقاء والحوار في مدينة القدس، وتناولت معاناة المرأة المقدسية وأهمية تسليط الضوء على احتياجاتها، وأكدت على استعداد وزارة شؤون المرأة للتواصل مع النساء المقدسيات ومشاركتهن همومهن ومشاكلهن، وهذا يساعد على تعزيز صورة المرأة الفلسطينية.

وأكدت هديب على أهمية الحفاظ على التراث الفلسطيني، وحثت النساء الفلسطينيات على اخذ دور مبادر في هذا المجال، واختتمت كلمتها بدعوة المؤسسات المقدسية إلى لملمة الجهود والنهوض بالمرأة المقدسية للمحافظة على الهوية والوطن.

فيما تناولت منسقة مركز المرأة في القدس في كلمتها التعريف بمركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي الذي تأسس منذ عام 1991 في مدينة القدس، وتوسعه لاحقا ليشمل فرع رئيسي بمدينة رام الله، وآخر في الخليل، والذي يركز جهوده على تقديم المساعدة والدعم للمرأة الفلسطينية في المجالات القانونية والاجتماعية، إضافة إلى انه سوف يتم قريبا افتتاح مقر آخر للمركز في مدينة بيت جالا. كما عمل المركز على دعم قدرات مؤسسات نسوية قاعدية في بلدة بديا بمحافظة سلفيت (مؤسسة نساء من أجل الحياة) وفي طولكرم (جمعية النجدة) لتقديم الخدمة القانونية والاجتماعية للنساء في المناطق المهمشة، من أجل تمكين وتقوية المرأة للمشاركة في صنع القرار على المستوى العام والخاص ضمن رؤية ورسالة وأهداف المركز.

وقدمت المنسقة عرضا بالصور لأهم النشاطات والفعاليات التي قام المركز بانجازها منذ تأسيسه على المستوى المحلي والعربي والدولي. وأشارت إلى الدور الذي يقوم به المركز في خدمة المرأة المقدسية والعمل على تمكينها من تحصيل حقوقها القانونية برغم (تنازع القوانين بين المحافظات المختلفة ومدينة القدس) أي إذا كانت الزوجة تحمل الهوية الزرقاء في مدينة القدس والزوج يحمل الهوية الخضراء أو البرتقالي أو جواز السفر الأردني والعكس صحيح حيث تعاني الأسرة المقدسية من هذا الواقع القانوني والاجتماعي، وعدم تمكن المرأة من تحصيل حقوقها وحقوق أطفالها في حالة وقع خلاف داخل الأسرة. كما يعمل المركز على تعزيز صمود المرأة المقدسية التي تتعرض لقلعها من جذورها سواء على مستوى إخلاء البيوت ومصادرتها أو من خلال هدمها وتدميرها تحت حجج استيطانية عنصرية لتهويد مدينة القدس وإخلائها من أهلها. و

أكدت على أهمية إقرار قوانين وتشريعات فلسطينية من منظور النوع الاجتماعي متضمنة العدالة الاجتماعية لحماية حقوق النساء والأطفال بالاستناد إلى المواثيق والاتفاقيات الدولية خاصة اتفاقية (سيداو).

من ناحيته ألقى عدنان الحسيني، محافظ القدس كلمة ترحيبية بالمركز والحضور وأكد على دور المؤسسات في القدس. وأشار إلى أن المرأة الفلسطينية أثبتت قدرتها على العطاء في الحقل والمدينة ومراكز صنع القرار فهي تنطلق في كل مكان، وهو يتوقع المزيد من النشاطات والعطاء للمرأة الفلسطينية. كما رحب بإقامة هذا الحفل في مقر جمعية الشابات المسيحية التي اعتبرها من أهم المؤسسات القاعدية القديمة في مدينة القدس، والتي يسعى الاحتلال إلى دفنها، ولكن هي الآن تنطلق وتعيد نشاطها من جديد.

واختتم الحسيني كلمته بأنه كمحافظ للقدس مستعد للاستجابة لطلبات المؤسسات المقدسية والمرأة المقدسية ضمن الإمكانيات المتاحة في المكان الصحيح والمستوى المطلوب.

وعبرت منال الجعبة، مديرة مشروع بناء نظام تحويل خدماتي مستدام للنساء المعنفات (تكامل) عن سرورها لإقامة هذا النشاط في مدينة القدس، كما قدمت عرضا مشروع تكامل الذي يجري العمل حاليا على تنفيذه.

وقدمت أيضا عرضا آخر عن مشروع حقوق المرأة والطفل (ورقتي) وهو مشروع تم تنفيذه في كل تونس ولبنان ومصر والأردن وفلسطين والمغرب، بهدف تعزيز حقوق المرأة والطفل.

وأشارت الجعبة إلى أن المشروع جاء ليفتح للمرأة الفلسطينية ما كان مغلقاً، ويكفل إيصال المعرفة القانونية للحقوق الأساسية كما هي في القوانين المحلية وفي الاتفاقيات الدولية. ورأت أن المشروع نقطة ضوء باتجاه تحقيق الحلم في مجتمع مدني ديمقراطي يكفل حمايةً لحقوق الإنسان وحرية الفكر والرأي والاختيار، ويحمي الإنسان من الاضطهاد والتهميش، ويضم صوته إلى بقية العالم في المطالبة بالحرية والعدالة والمساواة للجميع.

في حين قدمت سلوى دعيبس منسقة مشروع توثيق الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق النساء الفلسطينيات شرحا عن المشروع والآليات التي يعمل من خلالها. وعرضت بعض نماذج هذه الانتهاكات الإسرائيلية التي تم توثيقها في حيّي الشيخ جراح وسلوان، والاعتداءات التي يقوم الاحتلال خلالها بالاعتداء على النساء جسدياً ونفسياً وماديا، ويقوم بهدم بيوتهن ومصادرتها، وكذلك الحصار والجدار العازل وتأثيره السلبي عليهن.

وعلى هامش الاستقبال أشرفت ميسون سمور- أمينة المكنية في مركز المرأة على تنظيم عرض لإصدارات ومنشورات المركز المختلفة. وتم توزيع هذه الإصدارات على الحضور للاستفادة فنها في القضايا المتعلقة بحقوق المرأة.

ودار نقاش بين المؤسسات النسوية والحقوقية المشاركة في الاحتفال. وبشكل عام اجمع الحضور على ضرورة التواصل والتفاعل المستمر بين المؤسسات المقدسية النسوية والحقوقية في القدس، وإقامة مثل هذه اللقاءات للتعارف وعمل خطط مستقبلية فعالة في مدينة القدس، التمسك بالهوية الفلسطينية ورفض الهجرة خارج القدس، واستمرار نشر الوعي للمرأة المقدسية وتقديم العون لها على كافة الأصعدة الاجتماعية والقانونية والثقافية والسياسية والتركيز على عمل برامج توعية في المدارس لنساء المستقبل.